العميد مصطفى الشيخ لـ (كلنا شركاء): تعدد الرايات كان يعني للعالم أنها ليست ثورة


unnamed (9)

الأثاربي:

أكد العميد الركن مصطفى الشيخ أن التظاهرات التي حصلت في أول جمعة فيها هدوء نسبي بين المتحاربين، فاجأت إلى حدٍ ما الكثيرين، لتميط اللثام ثانية عن طبيعة الثورة الأولى، قبل أن تستغلها كثير من الأطراف في أواخر عامها الأول 2011.

وأضاف العميد الشيخ في حديثٍ لـ “ ” بأن العالم يعرف تماماً وبدقة أن الثورة كانت مدنية وينطبق عليها مواصفات الثورة الحقيقة المدنية بكل المعايير والمقاييس، إلا أن انتقال الحالة السورية إلى التدويل والمدة الزمنية الطويلة التي شهدناها عبر السنين الخمسة الفائتة وبفعل فاعل وهي الإرادة الدولية المتصادمة بين الغرب وروسيا على أرض سوريا، لم تعد تأبه لأي مظاهرات تقوم، مع أن المظاهرات التي كلنا شاهدناها بعودة شعاراتها الأولى والخالدة تشير إلى أن السواد الأعظم من الشعب السوري قد وجه رسالة قوية جداً إلى المتحكمين بالدعم والذين أدلجوا الثورة، مفادها أن الثورة هي لكل المجتمع السوري وتهدف الى تحقيق الهدف الأول ألا وهو الحرية والكرامة.

وأردف الشيخ بأنه وبرغم قلة تأثير المظاهرات اليوم إلا أنها تشير إلى تغير جوهري باتجاه إدراك السلبيات التي كانت سبباً في ضعف الثورة، مثل التشرذم وتعدد الرايات، ودعني أشير إلى أن تعدد الرايات كان يعني للعالم أنها ليست ثورة إنما تصادم مشاريع إيديولوجية، فالثورات عادة تحمل راية واحدة، وهذا ما أضعف الثورة إلى حد بعيد، لو أدركنا هذه الحقيقة لهان علينا فك الارتباط بالأجندات التي تؤذي أهلنا ومستقبل سوريا كوطن جامع لكل مكوناته، تآخى تاريخياً وأعطى الأنموذج الأجمل في المنطقة والعالم بوحدة أبنائه على اختلاف مذاهبهم وأثنياتهم.

كما أشار إلى أن الهدنة حصلت على اتفاق مبدئي بين روسيا وأمريكا على عدة أمور هامشية وليست جوهرية، وخاصة القضايا التي لسنا نحن سببها كسوريين، وهي قضة احتلال القرم والعقوبات على روسيا وأنابيب الغاز وأسعار النفط، فهذه القضايا الثلاث هي جوهر المشكلة بسوريا، ولسنا نحن فاعلين في أي توافق فيما لو حصل بينهم بل نحن للأسف منفذين، إنما الهدنة بالمحصلة من حيث تدري روسيا وأمريكا أو لا يدرون فإنها تخدم النظام أكثر من المعارضة، لأن هناك فصائل وتحالفات تظهر على الساحة بشكل جديد، هويتها مختلفة كما يبدو عن النظام والمعارضة، كقوات سوريا الديمقراطية والتي تتوسع بالاستفادة من الطرفين الروسي والامريكي، الأمر الذي أقض مضاجع تركيا لهذا التوافق، بمعنى أن هناك تغييرات جوهرية على الأرض، وهذا ليس في مصلحة فصائل المعارضة بلا شك، وجاء هذا نتيجة تشرذم فصائل المعارضة وبعض أخطائها وأداء الائتلاف الغير ناضج سياسياً أو ربما لأهداف أخرى.

وأكمل العنيد الشيخ قائلاً إنه وبالمحصلة نحن كشعب ندفع الثمن الباهظ للأسف، وأما عن قضية الفدرالية التي طرحتها روسيا مؤخراً فهذا الطرح ليس الغرض منه تهديد المعارضة بقدر ما هو تهديد وإنذار لتركيا، ولكن التقسيم سيحصل في حالة واحدة، إذا لم يتم التوافق بين روسيا وأمريكا على تبادل المصالح بالشرق الأوسط، الأمر الذي سينعكس تقسيم سوريا فيما لو تم، مع أن التقسيم يعني أن تركيا حينها ستجتاز الخطوط الحمراء، كون أمنها القومي بات في خطر، فما أخشاه حقيقة أن يتم انفجار الوضع وخاصة من الجانب التركي بهذا الخصوص.

وختم العميد مصطفى الشيخ حديثه مع “ ” بالقول إن التقسيم ليس متعلق بأكثرية أو أقلية، إنما متعلق بمصالح الغرب وروسيا كانعكاس لحالة الوفاق أو الاختلاف والتصادم، وهذا يعني بمثابة إعلان حرب على الشعب السوري كله وليس على السنّة فقط، فوحدة سوريا لا شك مجمع عليها كل الشعب السوري موالاة ومعارضة، ولو بدا أحياناً أصوات نشاز ليست إلا صدى للقوى المتحكمة التي للأسف تعكس خلافاتها بطريقة سخيفة على الشعب السوري، وأعني على النظام والمعارضة كطرفين متقاتلين من خلال تخندق كل طرف مع نقيض الآخر، ويبقى التقسيم كالكي، فهو آخر العلاج بين روسيا وأمريكا، ومن المبكر الحكم يقيناً أن سوريا سيتم تقسيمها، فتلك الحركات والتصريحات اليوم تقع ضمن اللعب على أعصاب أطراف الصراع جميعها دون استثناء.

أخبار سوريا ميكرو سيريا