on
بازار “جنيف” بدأ مبكراً: “الهيئة العليا للتفاوض” تسبح عكس التيار؟
بدأت إشارات الاستفهام ترتسم حول مصير جولة المفاوضات القادمة في جنيف منذ يوم أمس. «الهيئة العليا للتفاوض» أضافت إلى مواقفها المتشائمة بخصوص استمرار «اتفاق وقف الأعمال القتالية» خطاباً يوحي بجولة من الأخذ والرد والتمنّع على أبواب المحادثات العتيدة
«اتفاق وقف الأعمال القتالية» كان آخر المناسبات التي أوضحت الهوّة بينَ «الهيئة العليا للتفاوض» والمجموعات المسلّحة المنضوية تحت لوائها من جهة، وبين الداعمين الغربيّين والخطاب الدولي بعمومه من جهة أخرى (بما في ذلك الهيئات الأمميّة). ففيما استمرّ هؤلاء في السعي إلى «بث الروح المعنويّة» في الاتفاق الهش، واصلت «الهيئة» إصرارَها على «نعي الاتفاق» والسعي إلى إظهاره في صورة «المولود الميت» منذُ الساعات الأولى لإعلان الراعيين التوصل إليه. أحدثُ الفصول في هذا السياق كان موعده المؤتمر الصّحفي الذي عقده «مُنسّق الهيئة» رياض حجاب في باريس أمس، وكرّسَ مُعظمَه للإيحاء بأنّ انهيار الهدنة بات قاب قوسين.
وإذا كان من المفهوم في حالاتٍ مُماثلة أن يسعى كلّ طرف من أطراف الاتفاق إلى مهاجمة الآخر واتهامه بالتسبّب في إفشاله، فإنّ ذهاب حجاب بعيداً إلى حدّ التلويح بمقاطعة محادثات جنيف المُفترضة في التاسع من الشهر الجاري وتكرار كيل الاتهامات للإدارة الأميركيّة بالتآمر على «الثورة» جاءَ ليكمل الهدايا الكثيرة التي حصلت عليها دمشق من المُعارضة دونَ سواها. ورغم أنَ المنسّق لم يُعلن بصراحة النيّة في مقاطعة المحادثات، لكنّه أكّد أنّ «الظروف غير مواتية (…) لن نذهب إلى المفاوضات إلا على قاعدة عدم وجود أي دور للأسد وزمرته ممن تلطخت أيديهم بالدماء في مرحلة الانتقال السياسي»، وأضاف: «من المبكر القول إنّنا لن نذهب إلى المفاوضات في جنيف». وإكمالاً للمشهد، تزامنت تصريحات حجاب في شأن الهدنة مع تصريحاتٍ مشابهة أدلى بها «المسؤول السياسي لجيش الإسلام» محمّد علوش. الطرفان أكّدا مواصلة الجيش السوري وحلفائه حشد القوات تمهيداً للسيطرة على مزيد من الأراضي، وبشّرا بضآلة فُرص استمرار الهدنة. كذلك، أعلن «جيش الإسلام» مغادرة الهدنة، قبلَ أن تُعلن موسكو التوصّل إلى اتفاق معه، ويعاود نفي حدوث أي اتفاق.
وفي هذا السياق لمّح مصدر مرتبطٌ بمجموعة مسلحة أخرى إلى «احتمال وجود مفاوضات تحت الطاولة بين النظام وجيش الإسلام». المصدر قال لـ«الأخبار» إنّ «هناك مؤشرات كثيرة تدلّ على ذلك، لكنّنا لم نستطع الجزم بعد». ووفقاً للمصدر، فإنّ تلك المفاوضات «تسعى إلى إبرام اتفاق خاص بجيش الإسلام، مختلف عن اتفاق الهدنة مع الجميع».