درعا وأهلها في الأسبوع الأول من الهدنة؟
7 آذار (مارس)، 2016
إياس العمر:
مر أكثر من أسبوع على بدء سريان هدنة وقف الأعمال القتالية في سوريا، وأهم ما ميز هذا الأسبوع انخفاض عدد الضحايا جراء الأعمال القتالية، وفي محافظة درعا تم توثيق سقوط أربعة قتلى فقط خلال الأسبوع الأول من الهدنة.
وكان للهدنة أثرها الواضح على مختلف جوانب الحياة في درعا وريفها، ورصدت “ ” تأثير الأسبوع الأول من الهدنة على حياة الناس في محافظة درعا.
الجانب التعليمي:
ففي الجانب التعليمي قال عضو الهيئة السورية للإعلام عمار الزايد لـ “ ” إن عدد الضحايا انخفض خلال الأسبوع الماضي بشكل كبير بعد أن كان المعدل الأسبوعي لعدد الضحايا يقارب 70 شخصاً، فانخفض العدد إلى أربعة ضحايا فقط خلال الأسبوع الفائت.
وأضاف بأنه وعلى الرغم من خرق قوات النظام للهدنة عدة مرات، إلا أن الهدنة أثرت على الأهالي، فللمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر تنتظم الدراسة في معظم مدارس المحافظة، كما كان لها دور كبير بعودة الحراك السلمي للواجهة للمرة الاولى منذ ثلاث سنوات، فيوم أمس خرجت المظاهرات في أكثر من نقطة في المحافظة، ومنها: (الحراك – بصرى الشام – معربا – الجيزة – نصيب – اليادودة – نوى – انخل).
الجانب العسكري:
ومن جهتها، عملت قوات النظام خلال الأسبوع الأول من الهدنة على ترويج الأخبار الكاذبة عن توجه أهالي محافظة درعا لإتمام المصالحات مع النظام.
وقال الناشط هاني العمري لـ “ ” إن خروج أهالي محافظة في درعا في مظاهرات حاشدة الجمعة الماضية يؤكد كذب النظام، وهو أكبر دليل على أن أهالي المحافظة مازالوا مصرين أكثر من أي وقت سبق على متابعة الثورة، والعمل على استغلال فترة الهدنة من أجل إعادة تنظيم الصفوف وتجاوز أخطاء المرحلة السابقة.
وأشار إلى أن تشكيلات الجيش الحر بدأت بالاستجابة لضغوط الحاضنة الشعبية، فأعلنت ثلاثة فصائل من تشكيلات الجبهة الجنوبية الجمعة (4 آذار/مارس) التوحد تحت مسمى “تجمع توحيد حوران” ويضم كل من: (لواء توحيد كتائب حوران – فرقة شهداء الحرية – لواء الرعد) بقيادة المقدم زياد جدعان.
الجانب الإنساني:
بدوره، أكد الناشط في المجال الإغاثي محمد القاسم لـ “ ” أن وضع المحافظة في الأسبوع الماضي شهد تحسناً كبيراً، حيث شهدت المحافظة عودة قرابة 40 ألف نازح إلى منازلهم، وبالأخص نازحو بلدات ومدن (علما – الصورة – الغارية الغربية – الغارية الشرقية – النعيمة – درعا البلد – اليادودة – ابطع – داعل – نوى).
وأشار إلى أن السبب الرئيسي بنزوح الأهالي كان القصف من قبل الطيران الروسي، وبعد توقف الطيران الروسي عن القصف عاد الأهالي إلى منازلهم، مشيراً إلى حالة من الترقب والخوف لدى الأهالي، بسبب هشاشة الهدنة التي خرقتها قوات النظام عشرات المرات.
الجانب الطبي:
ومن جانبه، أفاد الناشط في المجال الطبي خالد الزعبي لـ “ ” بأن الهدنة أثرت إيجاباً على القطاع الطبي في المحافظة، خصوصاً أنه ومنذ بداية العام الجاري تم استهداف عشرة نقاط طبية في المحافظة من قبل الطيران الروسي، مشيراً إلى أن غياب الطيران الروسي ساهم بعودة بعض النقاط الطبية إلى العمل، ولكن هناك تخوف كبير من قبل الكوادر الطبية، لأنه لا ثقة لديهم بالنظام وحلفائه.
وقال الناشط في الدفاع المدني علاء الوادي لـ “ ” إن عمل فرق الدفاع المدني شهد تحولاً خلال الأيام الماضية، حيث أن فرق الدفاع المدني قامت بمرافقة المتظاهرين وتأمين أماكن التظاهر، كما أنها قامت باستغلال فترة الهدنة وقامت بعدد من ورشات التوعية في عدد من مناطق محافظة درعا، من أجل توعية الأهالي بخطورة مخلفات الحرب وعلى وجه الخصوص القنابل العنقودية، والتي قامت باستخدامها الطائرات الروسية بشكل مكثف في قصف محافظة درعا خلال الأسابيع الماضية.