دمشق وموسكو تنسفان الهدنة بارتكاب مذبحة في ادلب
7 مارس، 2016
قال رياض حجاب منسق المعارضة السورية للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف إن القوات الحكومية السورية مدعومة بغطاء جوي روسي ارتكبت الاثنين مذبحة بحق عشرات المدنيين في محافظة إدلب واستخدمت فيها الغازات السامة والبراميل المتفجرة في إطار انتهاكات لهدنة مدتها أسبوعان.
وقال حجاب إن أحدث المعارك إلى جانب اعتقالات نفذتها القوات الحكومية تدفع المعارضة لإعادة النظر فيما إذا كان ينبغي لها حضور جولة محادثات للسلام في جنيف.
وأضاف أنها ستكون قبل نهاية الأسبوع الحالي وسيصدر قرار صريح بشأنها، موضحا أن خريطة وزارة الدفاع الروسية عن مواقع الجماعات المسلحة لا تتفق مع الواقع وقد تمثل انتهاكا للهدنة
ومن شأن التطورات الأخيرة أن تنسف الهدنة بعد عشرة ايام من دخولها حيز التنفيذ وفق اتفاق أميركي روسي.
وقد أكدت تقارير متطابقة أنها خفّضت وتيرة العنف بشكل كبير خلال الايام القليلة الماضية رغم الانتهاكات الروسية والسورية لها.
والقت ممارسات النظام السوري المدعوم من ايران وروسيا بظلال من الشك حول امكانية عقد مباحثات السلام بجنيف في موعدها خاصة بعد أن هجمات الاثنين تعد أكبر خرق للهدنة التي على اساسها تدفع الأطراف الدولية لعقد المفاوضات.
فكرة الفدرالية مرفوضة
واكدت المعارضة السورية رفضها لفكرة الفدرالية في سوريا، معتبرة اياها مقدمة “لتقسيم” البلاد، وفق ما اعلن حجاب الاثنين.
وشدد حجاب في مؤتمر عبر الهاتف من الرياض مع مجموعة من الصحافيين على ان “وحدة سوريا هي خط احمر”.
وقال ردا على سؤال حول تطبيق الفدرالية “هذه المسألة غير قابلة للنقاش” معتبرا ان “فكرة الفدرالية هي مقدمة للتقسيم في سوريا وهي غير مقبولة اطلاقا”.
واضاف “اتفقنا على فكرة اللامركزية الادارية في سوريا” في اشارة الى المؤتمر الذي عقدته اطياف واسعة من المعارضة السورية السياسية والعسكرية في الرياض في ديسمبر/كانون الاول 2015 والذي نتج عنه تشكيل الهيئة العليا للمفاوضات.
وتأتي مواقف حجاب الاثنين بعد اسبوع على اعلان مسؤول روسي ان فكرة الفدرالية في سوريا ممكنة في حال كانت تسمح بالحفاظ على وحدة البلاد وتحظى بموافقة الاطراف المتنازعة.
وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في 29 فبراير/شباط وفق تصريحات نقلتها وكالة انباء ريا نوفوستي الروسية “لا يمكنني تقييم حظوظ انشاء جمهورية فدرالية في سوريا لأن المسار الذي ينبغي ان يؤدي الى تحديد مستقبل سوريا لم يبدأ بعد”.
واضاف “لكن اذا توصل المشاركون بعد المفاوضات والمشاورات حول مستقبل سوريا الى استنتاج مفاده بأن هذا النموذج يناسبهم وسيحافظ على وحدة سوريا وعلمانيتها واستقلالها وسيادتها، فمن سيتمكن من الاعتراض على ذلك؟”.
وتصاعد نفوذ الاكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق، اعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية مؤقتة في ثلاث مناطق في شمال سوريا.
ويريد الاكراد، الذين اثبتوا فاعلية في التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال وشمال شرق سوريا بدعم من قوات التحالف الدولي، تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث الجزيرة (الحسكة) وعفرين (ريف حلب الغربي) وكوباني (ريف حلب الشمالي)، من اجل انشاء حكم ذاتي عليها على غرار كردستان العراق.
دعوة لحكومة دمشق
وقد تلقت الحكومة السورية دعوة من الامم المتحدة للمشاركة في محادثات جنيف في 14 مارس/اذار، وفق مصدر سوري قريب من الوفد الرسمي المفاوض.
وكان موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي مستورا حدد موعد انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات في العاشر من مارس/اذار.
ولم يحدد المصدر موعد وصول الوفد الحكومي السوري. ولم يعرف ما اذا كان المقصود بدء المحادثات غير المباشرة بين وفدي المعارضة والنظام في 14 مارس/اذار، على ان تشهد الايام التي ستسبقها اجتماعات بين دي ميستورا وكل من الوفدين خارج اطار التفاوض.
وكان رياض نعسان آغا المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، قد ان الهيئة وافقت على الذهاب الى جنيف، مضيفا “من المتوقع ان يصل الوفد التفاوضي الى جنيف الجمعة” في الحادي عشر من مارس/اذار.
وستجري المفاوضات بشكل غير مباشر، اي ينقل وسيط مكلف من الامم المتحدة مواقف احد الطرفين الى الطرف الآخر، ولا يلتقي الوفدان في غرفة واحدة.
وجولة المحادثات المرتقبة في جنيف هي الاولى منذ بدء تطبيق وقف الاعمال القتالية في سوريا في 27 فبراير/شباط، بموجب اتفاق اميركي روسي مدعوم من الامم المتحدة.
ويستثني الاتفاق تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا). وتشهد المناطق السورية المشمولة بالاتفاق هدوءا منذ بدء سريان الهدنة على رغم تسجيل خروقات محدودة بالتزامن مع ادخال قوافل مساعدات الى عدد من المناطق المحاصرة من قوات النظام.
والهدوء النسبي في المناطق المشمولة بالاتفاق لم يدم طويلا بعد مقتل واصابة العشرات في هجمات الاثنين.
وتشهد سوريا منذ خمس سنوات نزاعا داميا اسفر عن مقتل ما يزيد عن 270 الف شخص وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها ودمار هائل في البنية التحتية.
وباءت الجهود الدولية لحل النزاع بالفشل خلال السنوات الماضية. وتأمل اطراف عديدة معنية بالصراع ان تفتح التطورات الاخيرة في الملفين العسكري والانساني الطريق امام تقدم سياسي ايضا.
لكن لا يبدو الأمر بهذا السهولة حيث أن الانتهاك الأخير للهدنة من قبل موسكو ودمشق قد يزيد من تعقيد الوضع على الرغم من تفاؤل أميركي روسي واممي ايضا بإمكانية عقد الجولة الثانية من المفاوضات.
ميدل ايست أونلاين