موظفو إدلب يدفعون ثلث مرتباتهم أتاواتٍ لعناصر النظام في حماة
7 مارس، 2016
خالد عبد الرحمن:
منذ سيطرة كتائب الثوار على معظم محافظة إدلب قبل حوالي، والمئات من موظفي القطاع العام لازالوا يعتمدون في تأمين لقمة العيش على الرواتب المقدمة من قبل النظام، والتي بالكاد تكفيهم بضعة أيام، حيث يضطر العديد منهم للذهاب إلى مناطق سيطرة النظام في مدينة حماة بهدف الحصول على مرتباتهم.
وتترتب على المواطنين في مناطق سيطرة الثوار أعباء مالية إضافية خلال التنقل بين مناطقهم ومناطق سيطرة النظام في محافظة حماة، ويضطرون لدفع “رشاوي” للحواجز التابعة لقوات النظام من أجل الحفاظ على أرواحهم والسماح لهم بالمرور ذهاباً وإياباً.
وفي حديث لـ “ ” قال أبو أحمد المدرس المتقاعد منذ فترة، “قبل تقاعدي كنا نقوم أنا ومجموعة من المدرسين بتأمين حافلة تنقلنا إلى وجهتنا في مدينة حماة، حيث يسبقها عدد من الإجراءات منها تحضير الأوراق الثبوتية والأموال والأعذار حتى لا نكون عرضة للاعتقال من قبل حواجز النظام المنتشرة على طول الطريق بين آخر نقطة لسيطرة النظام على أطراف صوران حتى مدينة حماة”.
وأضاف “كنا نقوم مسبقاً بتجهيز المبالغ المقدمة لتلك الحواجز من كل شخص يستقل الحافلة، وتسليمها لسائق الحافلة والذي بدوره يكون الشخص الوسيط، ونضطر لدفع بين خمسة وتسعة آلاف من المرتب الشهري لتلك الحواجز، والذي لا يتجاوز 25 ألف ليرة سورية”.
وأردف أبو أحمد أنه لا يوجد تكاليف ثابتة للمرور في هذا الطريق، لأن ذلك يعتمد على نوبة الحرس على الحاجز، وأن المرور بحاجة لتنفيذ متطلبات العناصر على الحواجز، الذين باتوا يتخذون من عملهم فرصة لجمع المال، وإلا ستتعرض للضرب والاعتقال تحت أي تهمة يراها عنصر الحاجز مناسبة، من (إرهابي، معارض للنظام، حمل سلاح ضد الدولة) وسواها من التهم التي تجرم من يرفض أو يساوم على دفع الأتاوة، ولا يمكن لأحد أن يقول لهم لا أريد أن أدفع، لأن مجرد القدوم من المناطق المحررة إلى مناطق النظام يعتبر جريمة بالنسبة لهم.
ومن جهته، اعتبر عمر الحموي النازح في ريف إدلب أن الطريق الذي تسلكه سيارات الأجرة يبقى خطراً رغم دفع الرشاوى على طول الطريق، وقال في حديث لـ “ ” إنه يقوم بتوصيل معارفه عن طريق التعامل مع سائق سيارة نقل بضائع تقوم بإدخال المواد الغذائية وغيرها إلى مدينة حماة، فعند ركوبه إلى جانب السائق، لن يسأله أحد عن أي شيء، لأن تسعيرة الشاحنات متضمنة عدم التفتيش.
وأوضح الحموي أن السبب الآخر الذي يجعله يلجأ إلى سيارات نقل البضائع، هو نشر تعميم أمني على كافة الحواجز على الطريق الواصل بين حماة وحلب، بمنع دخول وخروج أهالي حماة منها وإليها، وذلك للضغط على أهالي المدينة، لأن أغلب المسافرين هم من أهالي المقاتلين الموجودين في الشمال السوري.
ولا يقف الأمر عند حد الضرب والإهانة والاعتقال، بل قد يتعداه ليصل للقتل والذبح، وذلك حتى عند المرور بين المناطق الموالية، فقد تكررت في الآونة الأخيرة العديد من حوادث القتل على حواجز ميليشيا اللجان الشعبية في منطقة مصياف، كان آخرها حادثة مقتل ستة من المسافرين على خط لبنان – حماة، وسلب ممتلكاتهم.