اشتباك إربد اختبار لخطر “الخلايا النائمة”
7 آذار (مارس)، 2016
رائد عواد-عمان
هي إذن المرة الأولى التي يختبر فيها الأردن وجود خلايا كانت نائمة لتنظيم الدولة الإسلامية على أراضيه، وظهرت إلى العلن بعد الاشتباك الدامي في إربد شمالي المملكة مع مجموعة مسلحة قتل سبعة من أفرادها كانوا يرتدون أحزمة ناسفة, إضافة إلى مقتل رجل أمن أردني برتبة نقيب.
ويعد الاشتباك الذي بدأ قبيل غروب شمس الثلاثاء، الاشتباك الأطول في تاريخ الدولة الأردنية, وانتهى مع بزوغ فجر اليوم التالي.
وشهد موقع الاشتباك تعزيزات أمنية كبيرة لم يشهدها أي اشتباك أمني آخر مع مجموعات مسلحة أو كانت مرتبطة بتنظيمات مسلحة على علاقة بالشأن العراقي والسوري.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي جهاد المومني أن الأحداث التي جرت في مدينة إربد تؤكد عزم تنظيمات معادية للأردن من الخارج على استهدافه رغم حالة الحياد التي اتخذها حيال الأوضاع في سوريا، مشيرا إلى العلاقة الوطيدة التي تطورت بين خلايا وصفها بالنائمة في الأردن وبين تنظيمات مسلحة معادية.
ولم يخف المومني وجود إشارات واضحة على فداحة الخطر المقبل إذا لم تقم الأجهزة الأمنية بسد بعض الثغرات، لأن من وصفها بالجماعات الإرهابية تنتهز الفرصة المناسبة للانقضاض على الجبهة الداخلية الأردنية, واستغلال الهدوء على الجبهة الجنوبية في سوريا ولو بشكل نسبي لحساب جهات خارجية.
ثغرة أمنية
وأوضح المومني أن الجماعات المسلحة ما فتئت تحاول عبر تهريب كميات ضخمة من الأسلحة عن طريق سوريا فتح ثغرة أمنية داخل الأردن. وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية والجيش نجحا في التصدي لمئات المحاولات لإدخال مواد متفجرة أو أسلحة وبكميات ضخمة وإيصالها لبؤر وخلايا نائمة.
ولم يستبعد المحلل الأردني أن يكون المشاركون في المواجهة المسلحة مع قوات الأمن من العائدين من القتال في سوريا، وأنهم يدركون قدرة الأردن على التصدي لهم أثناء عودتهم للبلاد، مما أدى لمحاولة كثيرين منهم العودة خلسة هربا من مراقبة حرس الحدود والأجهزة الأمنية.
من جهته, أشار الخبير في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية إلى تغيّر أو تحول المقاربة في التعامل بين الجماعات الإسلامية والمؤسسة الأمنية الأردنية لجهة استخدام القوة.
فقد بات في حكم المؤكد أن المؤسسة الأمنية اتجهت الآن نحو تغليب الجانب الأمني العسكري في إنهاء أي اشتباك مع عناصر جهادية. واعتبر هنية أن دلالة المكان التي جرت فيه الاشتباكات تظهر بروزا لأحد أهم ما وصفها بـ”خزانات الجهاديين” والأكثر تشددا والأقرب إلى تنظيم الدولة.
وأوضح أن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان المنضوون في المجموعة المسلحة عائدين من القتال في سوريا لحين التعرف على موقف التيار السلفي الجهادي حيال الأحداث الأخيرة أو معرفة أسماء القتلى والمعتقلين.
حذر أمني
أما عضو مجلس النواب محمود الخرابشة فقال إن المرحلة المقبلة تتطلب مزيدا من الحذر الأمني ورصّ الصفوف ويقظة جميع الأجهزة الأمنية في الداخل وعلى الحدود لملاحقة “الإرهابيين” في أوكارهم.
وأشار الخرابشة إلى أن حجم الخسارة بين صفوف القوات الأمنية كان يمكن أن يكون كبيرا وفادحا لولا خبرة أفرادها ودقة خططهم.
المصدر: الجزيرة نت