طائرات مسيرة تحمي خطوط نفط (داعش) ومهندسو النظام مازالوا يديرون آباره
7 آذار (مارس)، 2016
عقاب مالك:
سيطر تنظيم “داعش” خلال العامين الماضيين على معظم حقول النفط والغاز في سوريا، ورغم تلك السيطرة، لم يتوقف عمل العديد من تلك الآبار، واستمر ضخّ النفط والغاز من هذه الآبار التي باتت عصب اقتصاد التنظيم، فمن أين جاء “داعش” بالكوادر البشرية اللازمة لتشغيل هذه الآبار.
أكد مصدر مقرب من أحد المهندسين العاملين في أحد تلك الحقول والتي تسيطر عليها “داعش” أن معظم مهندسي النفط والغاز الذين كانوا يعملون في حقول وآبار النفط والغاز سابقاً ما زالوا يعملون فيها الآن مع “داعش” التي تسيطر على معظم الحقول في القطر.
وأوضح المصدر لـ “ ” أن ذلك يأتي ضمن إطار اتفاق جرى بين النظام و”داعش” يقضي بإبقاء مهندسي النفط والغاز يعملون في المنشآت النفطية من أجل إنتاج عمليات النفط والغار، ويتقاضى المهندسون رواتبهم من النظام فيما يؤمن التنظيم الحماية الكاملة للكوادر المهنية ويمرر التنظيم معظم الإنتاج في محافظة حمص من النفط والغاز إلى النظام مقابل تلقي “داعش” حصته منها نقداً، فضلاً عن الحقول التي يسيطر عليها التنظيم في ريف دير الزور والرقة.
وأضاف المصدر أن سيارات العمال والمهندسين تؤمنها قوات “داعش” أثناء الذهاب والإياب من وإلى أماكن العمل، إلا ان هذا لا يعني عدم حدوث اشتباكات جراء حالات خرق للتفاهم أحياناً.
من جانب آخر، أفادت مصادر عسكرية مازالت على رأس عملها ضمن قوات النظام أنه ولحماية خطوط النقل بين مناطق “داعش” والنظام، خصصت الأخيرة، وضمن الاتفاق، طائرات مسيرة دون طيار تتمركز في مطار التيفور لمراقبة أنابيب وقوافل النفط القادمة من دير الزور إلى محطة التيفور T4 من أجل حماية أنابيب وقوافل النفط من السرقة والتدخل العسكري لحمايتها في الوقت المحدد إما جواً عن طريق النظام أو براً عن طريق قوات “داعش” التي تسيطر على البادية السورية.
أما طرق نقل تلك المواد، فيتم بواسطة عدد كبير من الصهاريج التي تحمل النفط للنظام عبر طرق برية متعارف عليها بين النظام و”داعش” وهذه الصهاريج تحمل تصاريح رسمية من قبل النظام و”داعش”، ويتم استلامها وتسليمها أثناء الذهاب والعودة من وإلى مناطق داعش بشكل رسمي وبوثائق استلام وتسليم رسمية بين الطرفين.
من جانب آخر، أكد محللون إلى أن النظام السوري يقوم بشراء نحو 20 ألف برميل من النفط يوميا من داعش، وقال يزيد الصايغ، المحلل بمؤسسة كارنيج اندومينت لأبحاث السلام العالمي إن سيطرة داعش على تدمر بالإضافة إلى حقلين للغاز ومحطات للضخ تعرف بـT3 دفع بالنظام السوري إلى التفاوض مع التنظيم في سبيل “الحفاظ على استمرارية تدفق الغاز من الحقول الشرقية إلى معامل الطاقة التابعة لنظام مقابل دفعات مالية أو استمرار تزويد تلك المناطق بالكهرباء.”
وفي السياق ذاته، قال آدم سزبين، نائب الوزير المالية الأمريكي لشؤون الإرهاب والاستخبارات التمويلية: “إن الطرفان (داعش والنظام السوري) يحاولان قتل بعضهما البعض في الوقت الذي يرتبطان به بتجارة حجمها ملايين الدولارات.”