uFEFFالنزاع حطم حياة 8 ملايين طفل… دمر بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم وقتل أصدقاءهم

9 مارس، 2016

ستكلف الحرب بحلول عام 2020 سوريا 1.4 تريليون دولار أمريكي. هذا ما توصلت إليه دراسة قامت بها منظمة للعناية بالطفولة «وورلد فيشن» ومؤسسة للإستشارات الإقتصادية «فرونتير إيكونوميكس» حيث قدرت المؤسستان خسائر النمو التي تصيب سوريا كل شهر بسبب الحرب التي تدخل عامها السادس بحوالي 4.5 مليار دولار أمريكي.
وتقول الدراسة إنه حتى لو انتهت الحرب هذا العام فالهبوط في النمو الإقتصادي سيصل إلى 689 مليار دولار.
وسيرتفع الرقم إلى 1.3 تريليون دولار حالة استمرت الحرب. وحذرت الدراسة من أنه بغياب استراتيجية جاهزة لإعمار البلد تبدأ مع نهاية الحرب فسيكرر المجتمع الدولي أخطاء الحروب نفسها في كل من أفغانستان والعراق.
وحذرت منظمة «وورلد فيشن» من تجاهل آثار الحرب السورية التي قتلت حوالي 250.000 شخص بحسب أرقام الأمم المتحدة وشردت ما يقرب عن 8 ملايين نسمة.

كيف دمرت البلاد

ويحلل التقرير الكيفية التي تم فيها تدمير القدرة الإنتاجية وعرقلة الاستثمار وتحويل الميزانيات العامة لدعم ميزانيات الجيش والأمن وهو ما أدى لتدمير الإقتصاد السوري. وتوثق الدراسة الفوضى التي سببتها الحرب للمدارس والمستشفيات والبنى التحتية. وقالت إن معدلات الحياة انخفضت إلى 15 عاماً اثناء النزاع. ولم يعد القطاع الصحي خاصة المستشفيات فاعلاً إلا بنسبة 43% فيما هرب نصف الأطباء السوريين من البلاد.
ويقدم التقرير صورة مذهلة عن الدمار الذي خلفته حرب الخمس سنوات الفائتة. فهناك مدرسة من كل أربع مدارس دمرت أو حولت لملجأ للهاربين من الحرب.
فيما عوقت الحرب دراسة 5.7 مليون طفل في داخل سوريا ولا تتلقى سوى نسبة 48% من أطفال اللاجئين التعليم المناسب.
وتترجم الخسارة في التعليم إلى خسارة 25 مليون سنة من التعليم. ويضاف لخسارة التعليم يعاني الأطفال من آثار الحرب وصدماتها والجراح والامراض المعدية ونقص في لقاحات التطعيم والمواد المغذية.
ونقلت صحيفة «الغارديان» عن المدير التنفيذي لـ «وورلد فيشن» تيم بيلينغتون قوله «تترجم الخسارة المالية إلى خسارة بشرية: خسارة في التعليم والصحة والوظائف والفرص». وأضاف أن «الخسائر بسبب النزاع مذهلة وإن لم نتحرك الآن فلن تؤثر هذه الحرب على جيل الأطفال بل على أطفال أطفالهم». وقال بيلنكتون إن «الحرب حطمت حياة أكثر من مليون طفل حيث دمرت بيوتهم ومدارسهم وتعرضت المستشفيات للقصف وقتل أصدقاؤهم وأجبر الكثيرون على العيش في ظروف قاسية وفقر مدقع». وقال «عندما نقوم بمقابلة الأطفال الذين عانوا من الأسى الشديد وفروا من رصاص القناصة، فما نركز عليه هو إطعامهم وتوفير الملابس لهم للحفاظ على حياتهم».
وأضاف بيلكينتون أن العالم لا يمكنه الانتظار حتى تنتهي الحرب وبعدها نبدأ بالتخطيط للمستقبل.
ودعا قائلاً «يجب أن نحضر الأجواء للسلام» و»كلما انتظرنا طويلاً حتى نعيد إعمار سوريا زادت التحديات وزاد الثمن. وعلى العالم أن لا يكرر فشل التخطيط لما بعد الحرب في النزاعات الأخيرة». وأكد بيليكنتون على الدورالذي تقوم به بريطانيا في قيادة جهود المساعدة الإنسانية حيث توقع دوراً مماثلاً في تقديم «خطة إعمار تاريخية». وتقول «الغارديان» إن بريطانيا هي المتبرع الأكبر الثاني بعد الولايات المتحدة وتعهدت بزيادة الدعم بحلول عام 2020 إلى3.2 مليار دولار أمريكي وذلك لتمويل التعليم والوظائف والإغاثة الإنسانية في سوريا والأردن ولبنان وتركيا.
وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية تفضل أن تقود الأمم المتحدة جهود الإعمار ولكنها مستعدة للمساهمة بمبلغ 1.4 مليار دولار لإعادة إعمار سوريا.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد تعهد في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 أمام البرلمان بالمساعدة في جهود إعمار سوريا ومساعدة الحكومة السورية الجديدة فيها حالما تشكل.

معاناة الجيران

وأشار معدو التقرير إلى الآثار السلبية التي تركها الصراع في سوريا على اقتصاد الدول المحيطة بها.
وتحدثوا عن «صدمة إقتصادية قوية». فقد قام لبنان بإنفاق 980 مليون دولارعلى اللاجئين السوريين في الفترة ما بين 2012- 2014 ذهب معظمها على تحسين الخدمات الكهربائية. ويواجه البلد الذي استقبل أكثر من مليون لاجئ سوري تحديات لتوسيع نظامه التعليمي والبنى التحتية للمياه ونظام الصرف الصحي.
وفي الأردن الذي استقبل أكثر من 600.000 لاجئ سوري انخفضت مستويات المعيشة فيه بنسبة 12%. ويقول البنك الدولي إن معدلات الإنفاق الصحي لكل فرد تراجعت بنسبة 12% في بداية العامين الأولين للنزاع. أما تركيا فقد أنفقت 4.5 مليار دولار أمريكي على استقبال اللاجئين السوريين بحلول عام 2014.
وبنهاية ذلك العام تفوقت تركيا على باكستان باعتبارها الدولة الأضخم من ناحية استقبال اللاجئين في العالم. وتستقبل الآن 1.9 مليون لاجئ منهم 1.7 مليون لاجئ سوري. وستكون مهمة إعمار البلاد وإعادة تأهيل السكان صعبة خاصة أن مئات الألوف منهم فروا إلى الدول الأوروبية بحثا عن حياة جديدة. وخسرت سوريا في السنوات الماضية أحسن خبراتها الطبية والتقنية والنخبة المتعلمة.

قصة طبيب

وفي هذا السياق ألقت مجلة «فورين بوليسي» الضوء على جانب مهم في حياة السوريين. وكتبت إليزانيث برو عن هجرة الأطباء خاصة من هرب منهم إلى ألمانيا ووصفت في بداية المقال دروساً يتلقاها الأطباء السوريون لتعلم الألمانية وإتقان لغة الأطباء حيث يتم تدريبهم على المصطلحات الطبية باللغة الألمانية.
وتحدثت الصحافية إلى أبو محمد الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الحقيقي ولا عن مكانه في ألمانيا.
وكان أبو محمد يعمل قبل لجوئه إلى المانيا أخصائياً في مجال طب العظام وواحداً من بين 31.000 طبيب عامل في سوريا قبل الحرب حسب أرقام وزارة الصحة السورية. وتقول منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» أن نصف الأطباء غادروا سوريا. وهناك مئات منهم قتلوا أو اعتقلوا.
ومع أن غالبية اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم يعيشون في منطقة الشرق الأوسط إلا أن الأطباء يجدون صعوبة في العمل والحصول على إذن لممارسة مهنتهم. كما يجدون معوقات أعظم للحصول على تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وبقية الدول الغربية.
فتقديم الطلبات معقد ويستنفد سنوات بدون نتيجة مؤكدة. ولكن الوضع في ألمانيا مختلف فهي تمنحهم تأشيرات مؤقتة ويتجنبون والحالة هذه الإجراءات التي يمر بها المتقدمون بطلبات لجوء، ولك أن تتخيل الانتظار الطويل للأطباء بعد دخول حوالي 430.000 طالب لجوء إلى ألمانيا عام 2015. وتقول الجمعية الطبية الألمانية أن هناك 1.500 طبيب سوري يعملون الآن في ألمانيا منهم 319 طبيباً سجلوا أسماءهم في عام 2014.
ونقلت برو عن ماريا ميتشولك التي تترأس اللجنة البرلمانية المخصصة للصحة قولها «عندما يهرب الأطباء السوريون بسبب التهديدات على حياتهم أو بسبب النزاع المسلح بشكل عام، فهم يستحقون الحصول على اللجوء في ألمانيا وممارسة مهنتهم الطبية».
وتقول برو إن استقبال الأطباء ليس مجرد لفتة إنسانية بل لأن ألمانيا بحاجة إلى الأطباء. فواحد من كل سبعة أطباء يخططون للتقاعد في الأعوام الخمسة المقبلة. فيما يغادر آلاف الأطباء سنوياً للعمل في الخارج.
وتقول دراسة أجرتها مؤسسة استشارات «رولاند بيرغر» إن المستشفيات الألمانية بحاجة إلى 111.000 طبيب لخدمة السكان بحلول عام 2030. ومن أجل سد الفجوة الناجمة عن نقص الأطباء تعتمد ألمانيا ومنذ سنوات على الأطباء القادمين من الخارج بل وتقوم باستئجارهم من عواصم دول أوروبا الشرقية- من بوخارست وصوفيا وأثينا التي يريد الأطباء الشباب فيها الهروب من الظروف الاقتصادية القاسية. وزادت نسبة الأطباء الأجانب في المانيا بنسبة 60% في الفترة ما بين 2010- 2014. وفي الوقت الذي تسهم رومانيا بالكم الأكبر من الأطباء الذين تشغلهم ألمانيا فالأطباء السوريون ليسوا أقل منهم. والمأساوي في كل هذا هو الفراغ الذي يتركه السوريون وراءهم. وتنقل عن كارل بلانشيت، المحاضر في مدرسة لندن لعلوم الصحة والطب الإستوائي قوله «علينا توقع الأسوأ عندما يتعلق الأمر بالعناية الصحية السورية بالمستقبل».
وأضاف أن الحرب ستخلف وراءها مستشفيات مدمرة. فلا طبيب يريد أن يعمل في مستشفى لا يمكنه إنقاذ حياة الناس». وبالنسبة لأبو محمد فالعمل في ألمانيا هو فرصة لحياة جديدة. ويقول «نحن الأطباء لم نختر ألمانيا» بل «ألمانيا هي التي اختارتنا».

هكذا كان

وتقدم الكاتبة هنا صورة عن النظام الصحي السوري الذي كان قبل الحرب من أفضل الأنظمة الصحية في العالم العربي حيث استثمرت الدولة في القطاع الصحي فيما أقيمت شبكة من المستشفيات الخاصة في أنحاء مختلفة من البلاد.
وزادت معدلات الحياة من 56 عاماً في عام 1970 إلى 73.1 عام في عام 2009. وانخفضت نسبة الوفيات من 132 بين كل 1.000 ولادة إلى 17.9 حالة فقط. وبحلول عام 2010 تم تلقيح 83% من الأطفال بلقاح شلل الأطفال وهي نسبة أعلى 13% قبل 30 عاماً. وتنقل عن البرفسور فؤاد فؤاد الجراح من حلب والذي يعيش اليوم في لبنان أن النظام الصحي عمل جيد بشكل عام.
وقال إن المواطن العادي كان يحصل على علاج للسرطان ومرض القلب في المدن الصغيرة.
ويقول أبو محمد الذي ينتمي لعائلة فيها الكثير من الأطباء أنه كان يحلم منذ الصغر بدراسة الطب وان «اقدم مساعدة للناس بدون الحصول على مقابل».
وعندما اندلعت الثورة عام 2011 كان أبو محمد ينهي تدريبه في مجال طب العظام وأنهت حلمه للعمل في سوريا.
ففي البداية لم يكن يتوقع تطور التظاهرات في سوريا للأسوأ فقد راقب السوريون التظاهرات التي أطاحت بانظمة الحكم في مصر وتونس وتوقعوا سقوط نظام بشار الأسد ولكن الأمور اتخذت منعطفاً قبيحاً عندما بدأت الشرطة تطلق النار على المتظاهرين وبدأ النظام باستهداف المؤسسات الطبية. ويتذكر أبو محمد قوات الأمن التي حضرت يوماً إلى المستشفى التي كان يعمل فيها وقالوا «انتم تعالجون الثوار».
ورغم حماية ميثاق جنيف الأطباء والمؤسسات الطبية إلا أن منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» تتهم النظام باستخدام الهجمات على النظام الصحي كسلاح للحرب.
وتقول مديرة البرامج في المنظمة «عندما يقتل طبيب فالخسارة كبيرة»، «لأننا نخسر حياة الناس الذين يقوم الطبيب أو الطبيبة بإنقاذ أرواحهم». وبحسب الأرقام التي جمعتها منظمات غير حكومية فقد تعرضت المستشفيات منذ بداية الحرب وحتى منتصف كانون الثاني/يناير من هذا العام إلى 336 هجوماً وقتل جراءها 697 عاملاً في مجال العناية الصحية.
وبحسب مقال نشرته منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في «نيو إنكلاند جورنال أوف مديسن» أشار إلى الطريقة التي قتل فيها عاملون بالصحة «فبعضهم قتل جراء قصف مستشفياتهم أو عياداتهم وبعضهم قتل رمياً بالرصاص وأعدم أو عذب على الأقل 157 «. وفي حلب بالذات لم تعد المستشفيات عاملة فيها (نسبة الثلثين) فيما هاجرت نسبة 95% من الأطباء.

الهجرة

ويقول أبو محمد إنه تطوع في السنوات الأولى للثورة حيث ساهم في معالجة الجرحى في المستشفيات والمستشفيات الميدانية وعالج الثوار الجرحى في بطونهم والذين تهشمت عظامهم. ولم يكن يتوفر له الكثير من المصادر الطبية وكان أحياناً يمشي على قدميه حاملاً المعدات الطبية الثقيلة.
وفي هذه الأثناء كان القوات التابعة للحكومة تحقق مع المعتقلين من الثوار وتسألهم عن الأطباء الذين يساعدون الثوار. وفي عام 2014 اعتقل أبو محمد عند حاجز تفتيش حيث سجن مع عدد من المعتقلين في زنزانة وعذب وهدده المحققون باستخدام الصعقات الكهربائية وطالبوه بالإعتراف إن ساعد الثوار، ولكنه ثبت وأقنع المحققين بأنه بريء، وأطلق سراحه بتحذير أن لا يعالج المعادين للنظام.
وبعدها قرر الهرب بسيارة استأجرها وفر من سوريا وحاول البحث عن عمل في تركيا. وفي البداية عمل في مؤسسة غير حكومية حيث قدم العناية الطبية للاجئين.
وعندما اكتشف أن الحكومة التركية لا تعطي رخص عمل للأطباء اللاجئين بدأ في البحث عن عمل أبعد من تركيا.
وكان خياره الولايات المتحدة التي تدرب فيها عندما كان طالباً وعمل في مستشفى بإلينويز لكنه وجد أنه لا يستطيع التقدم بطلب تأشيرة طالما لم يحصل على عرض للعمل في الولايات المتحدة. وفوق كل هذا فيجب على المتقدم بتأشيرة أن يكون قد تخرج من مدرسة للطب تعترف بها الخارجية الأمريكية وأكمل جزءين من امتحانات الممارسة الطبية في الولايات المتحدة وأن يكون متحدثاً جيداً بالإنكليزية. وواجه أبو محمد الوضع نفسه عندما فكر في بريطانيا التي تطالب بامتحانات ومعادلة شهادات وتأشيرة سفر.
ولم يخرج من حيرته في تركيا إلا صديق اتصل به من ألمانيا حيث عملا معاً لمساعدة الثوار ودعاه للهجرة إلى هناك مشيراً إلى أنه حصل تأشيرة وفرصة تدريب هناك. وقال أطباء أخرون التقاهم أبو محمد في تركيا الكلام نفسه حيث عبروا عن رغبتهم بالسفر إلى ألمانيا وتجربة حظهم.
ولم يكن يعرف عن ألمانيا إلا سيارات المرسيدس وبي أم دبليو وفريق بايرن ميونيخ والحرب العالمية الأولى وجدار برلين. وفي شباط (فبراير) 2015 سافر إلى أنقرة للتقدم بتأشيرة للسفارة الألمانية.

أطباء أجانب

تشير برو إلى حاجة ألمانيا للأطباء، ففي عام 2013 كان لدى البلد 4.1 طبيب لكل ألف مواطن.
ورغم أرقام الأطباء المرتفعة إلا أن هناك اتجاهات مثيرة للقلق في المجتمع الألماني وهي أن سكان البلد يكبرون في العمر. فهناك نسبة 20 % أو أكثر من السكان فوق سنة الـ 65 عام، وهذا يعني حاجة هذه الفئة لعناية صحية عالية. كما أن هناك حوالي 51.000 طبيب يخططون للتقاعد من الخدمة بحلول عام 2021 .
وفي عام 1993 كانت نسبة ا 27% من الاطباء دون سن الـ35 عاماً أما اليوم فتبلغ 18.3% كما يعاني القطاع الصحي الألماني من هجرة 3.000 طبيب كل عام. ويتركز الأطباء عادة في المدن التي تقدم رواتب جيدة. فقد أظهر تقرير أن مدن برلين وهامبورغ وبريمين هي المدن التي لا تعاني من نقص الأطباء.
ومقارنة مع هذه المدن تعاني مدن مثل سونبيرغ قرب الحدود التشيكية من نقص الأطباء. وتنقل الكاتبة عن المسؤولة في المنطقة إنها تحاول البحث عن الأطباء وبأي طريقة. ويسهم في نقص الأطباء هو ميل عدد منهم للعمل ساعات أقل.
وفي مناطق أخرى تفضل الطبيبات تكريس وقت أطول للعناية بالعائلة. ومن هنا وجد المسؤولون في الاعتماد على الأطباء وسيلة لمواجهة النقص.
واليوم هناك 4.000 طبيب روماني و 3.000 يوناني و2.700 نمساوي و2.000 بولندي يعملون في ألمانيا.
وتستخدم مستشفيات عدة وكالات التوظيف ومعارض التجارة الأجنبية لجذب الأطباء. وفي منطقة ساكسوني أنشأ اتحاد الأطباء برنامجا لتدريب 20 طبيباً في السنة في مستشفى جامعة بيكس في المجر.

لا معاملة خاصة؟

وفي الوقت الذي قال فيه مسؤول في الخارجية الألمانية أن الأطباء السوريين لا يتلقون معاملة خاصة إلا أن أطباء سوريين وجدوا سهولة في الحصول على تأشيرة سفر لألمانيا كما فعل أبو محمد.
ومنهم أريج ملحم التي حصلت على التأشيرة من سفارة ألمانيا في بيروت. وقالت إن ألمانيا تمنح الأطباء السوريين فرصة للوصول إليها بطريقة غير السفر عبر قارب مطاطي.
ومن أجل اجتذاب الأطباء مثل ملحم وغيرها تقدم بعض المستشفيات مساعدة في تعلم الألمانية وسكناً مؤقتاً وغير ذلك من المساعدة في التعامل مع المؤسسات الرسمية.
وعموماً في ضوء محاولات الحكومة الألمانية الحصول على أطباء فهي تكسب طبيباً أما سوريا فتخسره.

القدس العربي ـ إبراهيم درويش