أطفال سوريا …” لا نريد مساعدتكم ارفعوا عنا الحصار “


 

أصوات ضحكاتهم لم يستطع حصار النظام ولا حتى طيران النظام السوري والروسي القضاء عليها، معلومات صادمة تكشف عنها منظمة ” سيف ذا تشيلدرن”، أن ربع مليون طفل سوري على الأقل يعيشون تحت وطأة الحصار في مناطق سورية عدة، لم تحدد أين ولكن حذرت أنهم قابعين بسجن كبير مفتوح، في الوقت الذي تشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 486ألف و700 شخص من نساء ورجال يعيشون في مناطق محاصرة منهم 274ألف و200 شخص في مناطق تحاصرها قوات النظام وأغلبهم في المناطق الجنوبية.

 

في سجنهم المفتوح تقترب منهم لتجد ضحكاتهم كاستراحة محارب، بين الحين والآخر، يصف غيث حال الأطفال في الهدنة في مدينة دوما، :”في الصباح تجتمع مجموعة فريق لعبة “الدحل” وهي عبارة عن كرات زجاجة صغيرة ملونة توضع على الأرض، وعلى المشارك باللعبة أن يرميها بالحفرة الصغيرة التي يحفرها في مكان اللعب ليكسب من يسقط أكبر عدد من الكرات الزجاجية جميع ما وقع في الحفرة من الكرات الزجاجية، هذه اللعبة من الألعاب المحببة لهم، تلعب في الحدائق والشوارع، ويلعبها أطفال داريا بين ما تبقى من البيوت المدمرة.”

 

انتهى وقت لعبة الدحل ليعود أطفال داريا لبيوتهم، ويجدوا القليل من الغذاء من المساعدات التي قد أدخلت في وقت سابق وفي بعض من المناطق، وكما أكدت منظمة ” سيف ذا تشليدرن ” أن أطفالا كثر يعيشون في مناطق النزاع يضطرون إلى أكل علف الحيوانات وأوراق الأشجار للبقاء على قيد الحياة.”

 

لم تعد مشكلة أطفال سوريا قلة اللعب في أمكان مفتوحة، فأكثر من مليون ونصف طفل بحاجة لدعم نفسي فوري، كما نقلت منظمة يونيسيف أواخر العام الماضي، لما يرونه من القتل ولما يعيشونه من الرعب المستمر بسبب قصف الطيران الروسي المستمر للمناطق المحررة، ولا يمكن أن ننسى عدد الأطفال الذين فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن العام الماضي استشهد على الأقل حوالي 2500 طفل في مناطق مختلفة من سوريا.

 

فرحلة الذهاب إلى المدارس قد انتهت بسبب الحصار والقصف المستمر لتأتي الهدنة، بشيء آخر يملأ وقت الأطفال، جمع الأثاث المكسر بين الركام البيوت المدمرة، أصبح مهمة يتسابق عليها الأطفال المحاصرون في سوريا وذلك لاستخدامها في أغراض التدفئة والطهي، فقد وصلت أسعار المحروقات لأرقام خيالة هذا إن وجدت طبعا.

 

 

أطفالنا في سوريا يأملون رحمة قلوب العالم ليرفعوا لافتة كتب عليها لا نريد مساعدتكم ارفعوا عنا الحصار، فقد تجمعت النساء والأطفال في مدينة داريا المحاصرة في صباح يوم الثلاثاء الماضي، وشكل الأطفال بأجسادهم كلمة ” أنقذونا SOS” ورفعوا لافتات تذكر بمعاناتهم الإنسانية وتطالب بتنفيذ بند دخول المساعدات الإنسانية الذي نصت علية قرارات الأمم المتحدة.

أماني العلي

المركز الصحفي السوري