حسين العمر : حكايتي مع الداعشي على جسر دركوش


صورة وقصة قصيرة :
في اخر زياره لي إلى سوريا قبل سنة تقريبا، لم أكن أنوي أو أعرف أنها الأخيره، فيها كحلت عيناي برؤية منزلي في مدينة إدلب بعد أن رحلت عنها قوات الأسد ، كنت غائبا عن المدينة لسنوات عدة قضيتها ما بين ريف إدلب ومزارع المدينة ومخيم أطمة وحزانو وجبل الزاوية وتركيا.
وأنا عائد من سوريا إلى تركيا وطريقي الذي قصدته هو معبر اليمضية الإنساني في محافظة اللاذقية ، كان طريقي من إدلب إلى اليمضية على مرحلتين، الأولى صديق لي اوصلني إلى بلدة دركوش شقيقة نهر العاصي ، والمرحلة الثانية وهي من دركوش إلى اليمضية عبر سيارة أجره لشاب ازكرت من اهالي ريف اللاذقية اعتمد عليه غالبا في تنقلاتي هناك ، تواعدنا انا والشاب اللاذقاني فوق جسر دركوش في العاشره صباحاً ، فوصلت قبله إلى المكان وكان الفارق قرابة ثلث ساعة ، وقفت فيها على جسر دركوش انظر إلى هذا المنظر الرائع وأذكر أيام الدراسة الثانوية وأصدقاء السوء والدخان والأركيلة وشواء اللحوم في ظل تلك الأشجار على أطراف ذلك النهر ، اخذت هاتفي والتقطت صوره للاماكن التي اعتبرها جزء جميل من ذاكرتي ، وإذ بشاب ملتحي احراف ذقنه منتوفه وأثار نتف احراف ذقنه وحواجبه ما زالت محمره وقال لي هات التلفون لهون !!!
قلت له خير انشالله ؟؟ شو بدك بالتلفون !؟
فقال انت تصور مقراتنا مقرات الجبهة.
قلت له اين المقرات داخل النهر !؟؟
ولم أشاهد رايه النصره ولا اي عباره ممنوع التصوير ، هذا نهر !!!!
فقال من أين أنت ؟
قلت له من جبل الزاوية ..
قال من جماعة جمال معروف والله اهلا وسهلاً.
قلت له عيب عليك بقلك جبل الزاوية يعني نصف مليون نسمة بتنسبهم لفصيل عسكري !؟
قال هات الموبايل وبلا علاك ومد يده الى الموبايل لينتزعه بالقوه ، فكدت ان أرميه من اعلى الجسر ، فقال لي مشي معي إلى المحكمة .
ذهبنا إلى المحكمه وسلمني لشخص مغربي او ليبي
ودار نقاش حاد في المحكمه مع عناصر من النصره طالبين تفتيش جميع الصور في الموبايل واصريت انا ان لا يحق لهم الا مشاهده هذه الصورة وحذفها ان أرادوا ذلك ، قلت لهم في الصوره التي التقتطها وفي ذلك المكان جلست بعدد الشعر الذي برأسكم جميعا ، إن أردتم خذوا الموبايل مقفل وما جرى اليوم لن يمر وما قاله لي الشاب السوري التابع لكم من اتهامات لن اسكت عنها .
وانا ابن هذه المحافظه اعمل بالاغاثه فيها منذ سنوات
ولست مصدر خوف او شك يهددكم ، بعد مشادات عديدة وطويلة قالوا انتظر هنا ودع هاتفك بيدك الى أن يأتي الأمير لنرى ماذا سنفعل بك ، وكن متيقنا أننا سنفتشه غصباً عنك إن أراد الأمير ذلك.
بعد نصف ساعه اتى الأمير وشاهد هذه الصوره التي التقطتها، فقال لي الله معك.
خرجت و سائق التكسي ينتظرني على الجسر لاكثر من ساعة، ركبنا وتوجهنا إلى اليمضية .
تيقنت لماذا لم ننتصر ولن ننتصر لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

وعلى فكرة الشاب يعرف تماما أن لا خطأ فيما فعلت ، ولكن تشبيح ومرجلة.
وهي الصورة بين ايديكم انشالله تعجبكم .