«زواج متعة» بين واشنطن وطهران.. وإسرائيل!


نديم قطيش

يوم قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن هتاف «الموت لأميركا» هو مجرد شعار، كان ينزع آخر ورقة عن خطابٍ سياسي وعقائدي وتعبوي تميز بالكثير من النفاق السياسي!

صحيح أن العلاقات الأميركية الإيرانية ميزها طلاق بائن معظم الفترة البادئة عام 1979، غير أن الطلاق هذا رُتبت بموازاته «زيجات متعة مؤقتة» كثيرة بين واشنطن وطهران وإسرائيل.

لعل «إيران غيت»، التي يمر عليها قريبًا ثلاثون عامًا، هي أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ بوصفها الحادثة الأبرز بين الإيرانيين والأميركيين والإسرائيليين. تمحورت الفضيحة باختصار حول تنسيق الدول الثلاث لحصول إيران على أسلحة أميركية من إسرائيل، تتلاءم مع الترسانة الإيرانية الأميركية الصنع التي بناها الشاه، على أن تعيد إدارة رونالد ريغان تزويد تل أبيب بما تكون قد سلمته لإيران، بغية تجاوز قرار الحظر الأميركي على التعاون المسلح بين أميركا والجمهورية الإسلامية. الصفقة خدمت إسرائيل التي كانت لا تزال تبحث عن إحياء العلاقات مع إيران في مواجهة العراق وإعادة التوازن إلى مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط. وخدمت إيران بحصولها على الأسلحة في ذروة حربها مع صدام حسين. وخدمت واشنطن في أنها وفرت لإدارة ريغان عائدات مالية استخدمت «فوق القانون» لتمويل ثوار «الكونترا» الذين كانوا يقاتلون النظام الشيوعي في نيكاراغوا، في الحديقة الخلفية لأميركا. والأهم وفرت لإدارة ريغان قناة استراتيجية لتحرير الرهائن الذين كان يخطفهم «حزب الله» في بيروت! هذه الحادثة الأبرز سبقها ولحقها الكثير. قبل «إيران غيت» كانت العلاقات الإسرائيلية الإيرانية ناشطة، لدرجة أزعجت واشنطن نفسها، خلال إدارة جيمي كارتر. ففي مطلع الثمانينات زار أحمد كشاني نجل آية الله أبو القاسم كشاني، إسرائيل من دون صفة رسمية، إنما بمهمتين واضحتين، هما الحصول على إطارات لطائرات الفانتوم الأميركية التي بحوزة إيران، والتنسيق الاستراتيجي بخصوص البرنامج النووي العراقي أوزيراك أو تموز الذي كانت وجهت له إيران ضربة فاشلة في 30 سبتمبر (أيلول) 1980، بعد ثمانية أيام من بدء الحرب الإيرانية العراقية. المفارقة التي تفوت الكثيرين أن «عملية أوبرا» الإسرائيلية التي دمرت المفاعل النووي العراقي في 7 يونيو (حزيران) 1981، كانت ضربة تصحيحية للفشل الإيراني في تدميره!

منذ الثورة، تكررت «الزيجات المؤقتة» الإسرائيلية الإيرانية الأميركية، لتنفيذ مهمات استراتيجية محددة، بمعدل مرة كل أقل من سبع سنوات!

«زواج متعة» بين واشنطن وطهران.. وإسرائيل! الاتحاد برس.