وفاة المعارض عمر قشاش

11 آذار (مارس)، 2016

5 minutes

معتصم الطويل:

توفي السياسي السوري المعارض وعضو حزب الشعب الديمقراطي عمر قشاش أمس (10 آذار/مارس) في مدينة السلمية بريف حماة الشرقي، عن عمر ناهز 90 عاماً.

ونعاه حزب الشعب الديمقراطي في بيان أصدرته أمس، قال فيه: “فجعت الحركة النقابية والسياسية السورية اليوم بأخبار مؤلمة بوفاة الرفيق النقابي الذي قضى عمره دفاعاً عن الحق والعدل والحرية، المناضل عمر القشاش أبو عبدو”.

وأضاف “نحن في حزب الشعب الديمقراطي السوري كرفاق له وأهل وأصدقاء فقدنا برحيله منارة كانت تنير لنا الطريق”، “ولن ننسى مواقفه الثابتة في مواجهة النهج الاستبدادي في الحزب، التي لم تتوان عن التنكيل بعدد كبير من الكوادر والرفاق المشهود لهم بمسيرتهم المشرفة وبتضحياتهم المعروفة”.

عمر قشاش من مواليد حلب 1926م، سياسي سوري ونقابي، وعضو في حزب الشعب الديمقراطي وسجين سياسي سابق، انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1951، وانخرط في العمل النقابي في الخمسينيات، وترأس نقابة الطباعة التي تأسست عام 1954، ثم انتخب عضواً في مجلس اتحاد عمال حلب عام 1956، ومجلس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية عام 1957.

وهو عضو في اتحاد الكتّاب بمدينة حلب منذ 1957، تقاعد من العمل النقابي عام 1980، اعتقل في فترة الوحدة أواخر عام 1958 وأفرج عنه في أوائل عام 1962، ثم اعتقل في ظل حكم البعث في 5 حزيران 1978 وأفرج عنه في 6 شباط 1980.

كما اعتقل مرة ثانية في 5 تشرين الأول 1980، وحكم عليه في محكمة أمن الدولة سيئة السمعة خمسة عشر عاماً، وأفرج عنه في 5 تشرين الأول 1995، وتم تجريده من الحقوق المدنية، واعتقل مجدداً في أيار 2011 بعد بدء الاحتجاجات المناوئة للنظام السوري، وأفرج عنه مبكراً، وبوفاة القشاش فقدت الحركة النضالية الثورية في سوريا رمزاً من رموز نضالها الوطني.

نص بيان حزب الشعب الديمقراطي:

المناضل النقابي والقيادي البارز في حزب الشعب الديمقراطي السوري الرفيق عمر قشاش ابو عبدو في ذمة الله

حزب الشعب الديموقراطي السوري – اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع

تنعي الراحل الكبير عمر قشاش

الرفاق الأعزاء،،،

فجعت الحركة النقابية والسياسية السورية اليوم بأخبار مؤلمة بوفاة الرفيق النقابي الذي قضى عمره دفاعاً عن الحق والعدل والحرية… المناضل عمر القشاش “أبو عبدو”.

فعند ظهر هذا اليوم غادرنا في مدينة السلمية، الرفيق عمر قشاش ابن مدينة حلب البار، وابن سوريا التي تعرفه ربوعها، على مدى سنوات عمره، من أقصاها إلى أقصاها. فأي نعي تستحقه كي ننعاك به، وأي كلمات يمكنها اختصار صفاتك النضالية، رحل أبو عبدو الوجه البارز في الحركة الشيوعية وفي الحركة الوطنية الديمقراطية ورمزاً عالياً من رموزها، عارض النظام ووقف ثائراً بوجه الظلم والاستبداد ولم تثنه سنوات اعتقاله وسجنه المديدة عن مواصلة مسيرته هذه التي كان ينظر إليها على أنها وقوف إلى جانب الحق في مواجهة الباطل.

رحل أبا عبدو عن عمر ناهز التسعين، بعد رحلة كفاح مديدة ومريرة، عاشها مناضلاً سياسياً ونقابياً، وكان خلالها محط احترام وتقدير من جميع الأوساط الشعبية والنقابية والسياسية التي انخرط بها.

انضم إلى صفوف حزبنا منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي. عرف سجون القمع في بلادنا الرهيبة وما بينهما من معتقلات ومراكز التحقيق ، لكنه بقي شامخاً لايتزحزح، واثقاً لايتردد . انحاز إلى الخط الوطني الديمقراطي في الحزب بثبات وتفاني، ولعب أدواراً قيادية ولاسيما في فترات النضال السري الصعبة من حياة حزبنا. وختم حياته السياسية رئيساً للجنة التحكيم الوطنية في حزب الشعب الديمقراطي السوري، ولن ننسى مواقفه الثابتة في مواجهة النهج الاستبدادي في الحزب، التي لم تتوان عن التنكيل بعدد كبير من الكوادر والرفاق المشهود لهم بمسيرتهم المشرفة وبتضحياتهم المعروفة، فقط لأنهم طالبوا بتصحيح الأوضاع الشاذة السائدة!؟ نعم، لن ننسى له مواقفه تجاه رفاقه، والذي كان يرى فيها وقوفاً إلى جانب الحق، الذي ختم به صفحته الناصعة….ولكننا نعاهدك أن نعمل لنكون صورة عنك في صلابة انتمائنا الفكري والحزبي، وفي تفانينا من أجل ممارسة الديمقراطيه داخل حزبنا وفي بلادنا.

نحن في حزب الشعب الديمقراطي السوري كرفاق له وأهل وأصدقاء فقدنا برحيله منارة كانت تنير لنا الطريق. نتقدم بتعازينا القلبية الحارة إلى جميع رفاقه وأصدقائه ومحبيه، وإلى جميع أفراد أسرته.

وداعاً أبو عبدو، ووعداً بمتابعة الطريق، وعهداً بأنك لن تبرح ذاكرتنا لأنك جزء منها، ومن ذاكرة حلب التاريخ وسوريا الحضارة. لك الرحمة يا أبا عبدو، ولنفسك الراحة، ولذكراك الخلود.. والعزاء لذويك ورفاقك وأصدقائك ومحبيك.

حزب الشعب الديموقراطي السوري

اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع

دمشق 10 / 3 / 2016

أخبار سوريا ميكرو سيريا