تحقيق-السوريون لا يشعرون بتفاؤل كبير قبل انطلاق مباحثات جنيف


بينما يترقب السوريون انطلاق مباحثات السلام في جنيف الأسبوع المقبل لا يبدو في حديثهم على اختلاف أماكنهم وأعمالهم الكثير من التفاؤل بشأن فرص نجاح المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.

وتتزامن مباحثات جنيف مع الذكرى الخامسة للصراع الذي بدأ باحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد قبل أن تنزلق البلاد إلى أتون حرب متعددة الأطراف انضمت إليها حكومات أجنبية وأدت إلى تنامي وجود تنظيم الدولة الإسلامية.

وساهم اتفاق “وقف الأعمال القتالية” الهش- الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا- في تهدئة وتيرة القتال بشكل كبير منذ دخوله حيز التنفيذ قبل أسبوعين. والاتفاق الذي قبلته الحكومة ومعظم خصومها هو أول هدنة من نوعها في الحرب التي أودت بحياة ربع مليون شخص وشردت ملايين السوريين.

وقال عبد الرزاق الخشان (40 عاما) وهو عامل إغاثة في محافظة إدلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة “الهدنة لم تغير أي شيء في حياتي. لا تزال الطائرات الحربية تحلق فوقنا. لا أتوقع أي شيء من مباحثات جنيف.”

ولا تشمل الهدنة تنظيم الدولة الإسلامية ولا جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا. وينتشر مقاتلو جبهة النصرة في غرب سوريا بوجودهم قرب فصائل معارضة وافقت بالفعل على وقف القتال بينما تتهم أطراف الصراع بعضها بعضا بخرق الاتفاق.

وقال علي عبد الله (33 عاما) وهو ممرض في مستشفى الدقاق بمحافظة حلب إن مباحثات السلام ستحرم الشعب السوري من حقوقه في الحرية والعدالة وستقوي نظام الأسد.

لكنه أشار إلى الآثار الإيجابية للهدنة على عمله كممرض.

وأضاف عبد الله “يسعدني ألا أرى المزيد من الأطفال المصابين.”

لكن التشاؤم حيال النتيجة المحتملة لمباحثات السلام ليس موقف الجميع في سوريا.

يقول برهان وهو بائع مستحضرات تجميل في دمشق “أنا طالب جامعي وأستطيع الآن الذهاب ثلاث مرات إلى الجامعة مقابل مرة واحدة قبل الهدنة.

“لا أعرف ما هي النتيجة التي ستسفر عنها مباحثات السلام” مضيفا أنه يأمل في نهاية قريبة للحرب.

ويقول وائل وهو بائع هواتف محمولة في دمشق إن الهدنة وفرت له بعض الاستقرار النفسي لكنه توقع استمرار الحرب لعشر سنوات.

وقال وائل “لست متفائلا (بشأن المباحثات) بسبب تصرفات المعارضة” وتوقع هو الآخر أن تستمر الحرب لعشر سنوات.

وتابع “يجب استئصال المعارضة.”

ويقول أحد سكان إدلب إن المباحثات المزمعة في سويسرا لن تسفر عن أي شيء طالما بقي الأسد في السلطة.

وأضاف عبد الكريم إسماعيل (58 عاما) الذي يعمل في نقل الماء “لست مع الهدنة تماما لأنها لم تغير أي شيء في نمط حياتي. مباحثات جنيف لن تؤدي لنتيجة في ظل بقاء الأسد في السلطة لأنه أصل المشكلة والحرب في سوريا.”

وقالت دول غربية إن اتفاق وقف الأعمال القتالية يبدو صامدا إلى حد كبير وعبرت عن أملها في أن يسمح ذلك بانطلاق المباحثات التي فشلت جولة سابقة منها الشهر الماضي حتى قبل أن يجلس الطرفان وجها لوجه.

وقال أبو الخير الذي يبيع عصائر الفاكهة الطازجة في دمشق “أتمنى أن تحدث مفاوضات السلام في جنيف فارقا. أتمنى من ربنا.. يارب.”

 

رويترز