on
منشق عن ديوان التعليم لـ (كلنا شركاء): (داعش) يستغل التعليم في إنشاء جيل مغيب عن الواقع
نصر القاسم:
كشف منشق عن ديوان التعليم التابع لتنظيم “داعش” في مدينة دير الزور أن التنظيم يسعى من خلال سياسته التعليمية التي يتبعها إلى إنشاء جيل مغيب وبعيد عن الواقع، ويستغل التنظيم المؤسسة التعليمية للحصول على مبالغ مالية من مخالفي أنظمته.
وقال أبو طه الذي كان يعمل إدارياً في ديوان التعليم في مدينة دير الزور، في حديث لـ “ ” إن التنظيم يتبع سياسة ممنهجة في إلغاء دور الثقافة والتعليم، وزرع الجهل لدى أبناء مدينة دير الزور، وذلك لإنشاء جيل مغيب وبعيد عن الواقع وثقافة الحياة، ليسهل السيطرة عليه وتجنيدهم في صفوفه.
وأشار إلى أن ما أصدره التنظيم مؤخراً من قرارات بإغلاق المدارس وإيقاف منظومة التعليم لم تكن بسبب ازدياد وتيرة القصف الروسي واستهدافه لأماكن تجمع المدنيين أو استهداف النظام للمدنيين كما ادعى التنظيم، وذلك لأن التنظيم غير مبالٍ بأرواح المدنيين أساساً، وأكبر دليل على ذلك هو ما يرتكبه التنظيم من مجازر وإعدامات طالت مئات الشبان وبعض النسوة والأطفال، بلا مبرر أو سبب حقيقي، إضافة إلى الاعتقالات الكثيرة وإرسال المعتقلين إما إلى أسوار المطار أو إلى نقاط الاشتباك مع قوات النظام، من أجل حفر الخنادق، فهذا وإن دل على شيء فإنه يدل على استهتار التنظيم بأرواح المدنيين.
وأضاف بأن غاية التنظيم أيضا الحصول على مبالغ مالية، من خلال فرض غرامات على المتخلفين عن الدوام في المدارس وعلى المخالفين للباس الشرعي التعليمي، وعلى بعض المتخلفين من المعلمين الذين لم ينجحوا في الدورات الشرعية التي يقيمها التنظيم للمعلمين، وأيضاً الذين رفضوا الذهاب إلى تلك الدورات.
وأكد أبو طه أن المستوى التعليمي في المدينة انخفض بشكل كبير، وتراجع عما كان عليه قبل سيطرة التنظيم على المدينة، مشيراً إلى أن هذا ما أراده التنظيم ونجح في تحقيقه فعلاً، وأن بعض الكوادر الإدارية سعت الى إعادة هيكلة التعليم بالطرق الصحيحة والعلمية من أجل عدم انقطاع الطلبة واستمرار التعليم في المدينة، إلا أن ذلك لاقى اعتراضاً من قبل أمير ديوان التعليم وهو تونسي الجنسية، وعاقبهم بأن تم نقلهم إما إلى قطاعات الاشتباك في المدينة أو إلى قرية الجفرة أو إلى أسوار مطار دير الزور العسكري، كما نفي أبو عمار أحد كبار الفكر والتعليم في مدينة دير الزور إلى مدينة المياذين، ووضع تحت الإقامة الجبرية، واستولى التنظيم على منزله في حي الشيخ ياسين ومنعه من دخوله.
وأردف بأن ديوان التعليم التابع للتنظيم أصدر سراً قراراً ضمن مكاتبه، بمحاولة إجهاض الكادر التدريس والعمل على إبعادهم عن فكرة الاستمرارية في تعليم الأطفال، وتغيير المناهج التعليمة بما يتناسب مع أهداف وأفكار وسياسة التنظيم، وخلق جيل كما يسميه “أشبال الخلافة”، لا يفقه شيءً إلا ما يزرعه التنظيم في ذهنه.
وفي الختام، قال أبو طه إن التنظيم بدأ بالانهيار من داخل صفوفه، وأكبر دليل على ذلك تخبطه في إصدار القرارات الغير ملائمة، واستبداله بشكل مستمر للأمراء ضمن تنظيمه، لعدم الثقة بأغلب أمرائه وعناصره، وأيضا ازياد الانشقاقات في صفوفه، وخسائره الأخيرة على جميع الجبهات، وتراجع امتداده.