الباعة المتجولون سبيل للعيش في ظل أزمة خانقة


يعاني السوريون منذ بدء الحرب في سوريا أزمة مادية كبيرة تتجلى في شح فرص العمل وقلة الدخل الفردي، مما يزيد من صعوبات الحياة التي يعاني منها المواطن وخاصة بعد تحكم العملات الأجنبية على أسواق البيع والشراء في المدن السورية وخاصة المناطق المحررة والخارجة عن سيطرة النظام.

تسببت هذه الحرب بابتداع السوريين لوسائل جديدة في البحث عن رزق يسدون به رمقهم ورمق عائلاتهم، خاصة وأن سعر صرف الليرة السورية أصبح متدنيا جدا مقابل سعر صرف الدولار، ورواتب وأجور الموظفين في مؤسسات النظام باتت لا تكفي إلا لبضعة أيام في الشهر، مما دفع الكثير لافتراش الأراضي بالبضائع البسيطة وانتشار ظاهرة الباعة المتجولين في الشوارع.

أبو محمد مواطن من ادلب يقول: “بعد خروج النظام من مدينة ادلب لم أعد أجرؤ على الذهاب إلى مناطق سيطرته لأخذ راتبي الذي كنت أعتمد عليه كمصدر رزق مما دفعني للبحث عن سبيل رزق جديد فأخذت أعمل في مجال بيع المعجنات في الطرقات، علنّي أجني القليل من المال لأسدّ به رمق عائلتي”.

لم يكن المواطنون السوريون في مناطق سيطرة النظام أوفر حظاً من المواطنين في المناطق المحررة فقد ازدادت نسبة الفقر، خاصة وأن خسائر النظام منذ بدء الحرب وحتى نهاية عام 2015 بلغت أكثر من 250 مليار دولار حسب تقرير نشرته “عنب بلدي”، وحسب التقرير ذاته أن معدل البطالة تجاوز الـ 52% خاصة وأن معدلات الفقر تجاوزت 85% في العام ذاته مما خلق واقعاً أقسى على المواطنين السوريين.

أبو كفاح من منطقة جرمانا بدمشق يقول: “أصبحت ظاهرة الباعة المتجولين في الشوارع والمتسولين في الطرقات أمراً اعتيادياً، إذ أصبحت أعدادهم كبيرة في الشوارع دون قيام النظام بأي إجراء من شأنه الحد من ظاهرة الفقر التي يعيشها المواطن السوري، وفي المقابل يدفع النظام بأموال كثيرة للمقاتلين الأجانب الذين يأتون إلى سوريا لحماية نظامه من السقوط غير مكترث لأمر السوريين”.

على الرغم من كل المصاعب التي يمر بها المواطنون السوريون وبعد الذي ألمّ بهم لا يزال العالم العربي ومنظمات حقوق الإنسان غير مكترثة لما يحصل داخل الأراضي السورية واقفين موقف الحياد دون التحرك لفعل أي شيء من شأنه تخليص الشعب من محنته التي يعايشها منذ خمسة أعوام ليبقى الشعب السوري يكابد في العيش منتظراً لحظة الفرج.
المركز الصحفي السوري – مصطفى العباس