الشيخ راكان خضير لـ (كلنا شركاء): الجيش الحر المتضرر الأساسي من الهدنة


الجيش الحر المتضرر الأساسي من الهدنة (1)

إياس العمر:

‏أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات‬ قبولها بقرار تمديد هدنة وقف الأعمال القتالية‬ في سوريا‬ لمدة أسبوعين آخرين، بعد انقضاء المرحلة الأولى للهدنة والتي مدتها أسبوعين أيضاً، وكان للهدنة أثرها الواضح في قلة الأعمال العسكرية والتوقف النسبي للقصف العشوائي على المدنيين.

وللحديث عن الهدنة ومآلاتها التقت “ ” رئيس تجمع أحرار عشائر الجنوب وأحد أبرز وجهاء المنطقة الجنوبية، الشيخ راكان خضير، وكان معه هذا الحوار:‬

في البداية ما هو تقييمكم لاتفاق وقف الأعمال العدائية؟

بالنسبة للهدنة كانت اختباراً للكل وعلى جميع المستويات، ولكن نحن كجيش عشائر لم نوقع على هذه الهدنة، والتزمنا بها مع باقي التشكيلات من أجل ضبط النفس وإعادة ترتيب الأوراق، وعلى الجانب الآخر النظام لم يلتزم بالهدنة، واستمر بعملياته في عدد من المناطق وخرق الاتفاق وقصف المناطق الآمنة.

وأنا أعتقد أن من تضرر من الهدنة بشكل أساسي هي تشكيلات الجيش الحر، لأن النظام يعمل وفق تكتيك، ويحشد قواته في بعض المناطق على عكس تشكيلات الجيش الحر، وهذا الأمر في غاية الخطورة، لذلك يجب على جميع تشكيلات الجيش الحر استغلال فترة الهدنة من أجل إعادة ترتيب صفوفها، ورسم الخطط لما بعد الهدنة، والتجهيز لأي عمل عسكري قادم، إن كان هجومي أو دفاعي، لأن النظام لا يؤمن جانبه.

ما هو موقفكم من التقسيم، وهل أنتم مع الذهاب نحو التقسيم؟

نحن ضد التقسيم، وسنقوم بمحاربة أي مشروع يهدف لتقسيم سوريا، لأنه يصب في مصلحة روسيا وأمريكا، فالدماء التي سالت في سوريا لم تكن تهدف لتقسيم سوريا، بل على العكس، كانت جميع المظاهرات تنادي بالوحدة وتحت شعار الشعب السوري واحد، والتقسيم هو سعي من أطراف خارجية تريد شرق أوسط جديد مقسم ومتنوع طائفياً.

وماذا عن جنيف؟

هذه الاجتماعات لن تعطي الشعب السوري حقه، فجميع الاجتماعات السابقة كانت تحدث بالتزامن مع تمدد النظام، والدول الكبرى غير صادقة بإنهاء القضية السورية، فالتفاوض يعطي النظام الدعم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ونحن نأمل أن يخلص اجتماع جنيف بحل يوقف النزيف، ولكن لا نعول على هكذا اجتماعات، فعندي ثقة تامة أن أمريكا وروسيا متفقتان على نهاية الأزمة السورية بما يتناسب مع مصالحهما.

ووجهت رسالة إلى رئيس الهيئة العليا للتفاوض، فلدينا بثقة بالدكتور رياض حجاب كشخص وليس بكامل الهيئة، وأنا كنت قريباً من هذا الرجل في سوريا، وأعرف مدى صدقه، وقد تخلى عن أرفع المناصب في سوريا وترك المال وقرر الوقوف مع الشعب السوري، وأنا أوجه رسالة من خلالكم، أقول له كما تخليت عن جميع المناصب التي كان يتمناها ملايين الأشخاص وقررت الوقوف مع أهلك، لا تكن في طريقة غير مباشرة ضد شعبك، وأنا أعرف حجم الضغوط التي تمارس عليك من أمريكا وروسيا، ونحن نقف خلفك إن انسحبت من هذه المفاوضات، وكانت مفاوضات جبناء وليست أبطال، نحن جميعنا معك.

وماذا عن موقفكم من دخول قوات عربية لمحاربة تنظيم “داعش”؟

بالنسبة لدخول القوات العربية، نحن نشكر أي دولة عربية أو صديقة لمساعدتها لهذه الثورة اليتيمة، ولكن هناك رجال في سوريا، ونطلب دعماً من أجل إيقاف الطيران، ونحن كشعب سوري قادرون على إيقاف مد النظام، والدعم الذي قدم للجيش الحر ليس دعماً لإيقاف هذه المد، فمن يريد مساعدتنا عليه دعمنا بغطاء جوي أو مضادات للطيران، وشعبنا شعب جبار، وعلى الجميع أن يعرف أن منابع تنظيم “داعش” هي نفسها منابع النظام.

وعن الفلتان الأمني في الجنوب

بالنسبة للفلتان الأمني يكمن الحل في التوحيد العملي وربط الحواجز التابعة للجيش الحر مع بعضها، وعندها نستطيع أن نعرف من هي الأيدي التي تعبث بأمن الجنوب السوري وتقف وراء الاغتيالات، وعلينا اليوم مسؤولية تتمثل بجعل الجنوب كتلة واحدة من الجيش الحر والأمن والانضباط، لأنه لن يأتينا أحد من الخارج ويضبط أمن المنطقة الجنوبية.

أخبار سوريا ميكرو سيريا