‘“الفرقة 13”: أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض / جبهة النصرة تحرج كل من يدافع عنها ويطالب بعدم قصفها’

13 مارس، 2016

أحكمت “جبهة النصرة”، فجر الأحد، سيطرتها على مدينة معرة النعمان، ومقرات “الفرقة 13” التابعة للجيش الحر. وقتلت “النصرة” 7 مقاتلين من الفرقة، وأصيب 20 بجروح. فيما لايزال مصير عشرات الأسرى من الفرقة لدى الجبهة مجهولاً.

وشنّت “جبهة النصرة” هجوماً مفاجئاً وسريعاً ومتزامناً على مقرات “الفرقة 13” في حيش وخان شيخون، وسيطرت على مقر “لواء البخاري” الذي يقوده النقيب علي سلوم، في حيش جنوبي معرة النعمان. كما أوقفت “النصرة” قائد مقر الفرقة في خان شيخون الرائد مصطفى الكنج، الذي نأى بنفسه ومقاتليه عن الصدام مع الجبهة.

واقتحمت “جبهة النصرة” مقر “الفرقة 13” في بلدة الغدفة شرقي معرة النعمان، وأسرت قائده مشهور الأحمد، مع عدد من مقاتليه، بعد مقاومة دامت أكثر من ساعتين. وسيطر بعد ذلك مقاتلو “النصرة” على المقر وأفرغوا محتوياته من ذخيرة وأسلحة وآليات.

وبدأت “جبهة النصرة” العملية العسكرية ضد “الفرقة 13″، بكمين محكم لنائب قائد الفرقة الشيخ خالد قيطاز خلال توجهه من معرة النعمان باتجاه حيش، وقامت “النصرة” باطلاق النار على سيارته والسيارة التي ترافقه، ثم أجبروه على التوقف واقتادوه أسيراً. ويدلل استهداف قيطاز أولاً ومن ثم بدء الهجوم على الفرقة، أن “النصرة” خططت لهذا العمل بشكل دقيق.

فـ”النصرة” تدرك أهمية قيطاز وقوته، وأرادت ارباك صفوف المقاتلين بعملية أسره، وهو ما حصل فعلاً، بعدما وجد مقاتلو “الفرقة 13” أنفسهم في مدينة معرة النعمان، محاصرين لا يعلمون شيئاً عن قائدهم الميداني الذي اختفى بعد خروجه من المدينة.

بعد محاصرة المعرة، دعا رئيس “المحكمة الشرعية” فيها أحمد علوان، المدنيين إلى الخروج في مظاهرات تجوب الشوارع وتسد مداخل المعرة، لمنع “البغاة والخوارج” من السيطرة على المدينة. كلمة علوان التي جاءت في شريط مسجل، وصفت بيان “النصرة” الذي اتهم “الفرقة 13″ باقتحام مقار الجبهة، ب”كذب وتزوير”.

وكانت “النصرة” قد أصدرت بياناً وزعته مؤسسة “المنارة البيضاء” الناطقة باسم “النصرة”، عبر “تلغرام”، واتهمت فيه “الفرقة 13” باقتحام “مقرات جبهة النصرة في مدينة معرة النعمان، ولم تكتف بذلك بل قامت باقتحام بعض بيوت عناصر جبهة النصرة في المدينة واعتدت عليهم بالضرب ثم قامت باعتقالهم. وندعو جميع العقلاء لتدارك الوضع حقناً للدماء وتصحيحاً لإتجاه بنادق المجاهدين”.

في المقابل، أصدرت “الفرقة 13″، بياناً نفت فيه “أقاويل (النصرة) جملة وتفصيلاً،” وأكدت استعدادها “في الدفاع عن أنفسنا من أي إعتداء”.

إلى ذلك، ومع غياب سبب مقنع للقضاء على “الفرقة 13″، يُرجح مراقبون أن السبب هو المظاهرات الشعبية التي خرجت في معرة النعمان، وحضرها قائد الفرقة المقدم أحمد السعود، وألقى فيها كلمة نارية ضد كل “الظالمين والمستبدين”. ليقوم عناصر من “النصرة” بالإعتداء على المظاهرة التي خرجت الجمعة.

ويأتي الهجوم على “الفرقة 13″، كخامس اختبار لفصائل الجيش الحر، التي تقف متفرجة على “جبهة النصرة” وهي تفتك بها، من دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة.

ولعل المقدم أحمد سعود، قائد الفرقة، بات يُدرك بأنه حين سمح سابقاً بفتح الطريق أمام “النصرة” من معرة النعمان إلى جبل الزاوية، للقضاء على “جبهة ثوار سوريا”، فإنه يتحمل اليوم تبعات ذلك الأمر. ولسان حال الآخرين الذين صمتوا عندما قامت “جبهة النصرة” و”جند الأقصى” بالقضاء على تنظيمات كبيرة في الجيش الحر، أنهم أكلوا يوم أكل الثور الأبيض، وأنهم في انتظار “جبهة النصرة” ليسلموا لها سلاحهم ومقراتهم.

ومن اللافت أيضاً، الصمت المطبق الذي التزمه قادة “حركة أحرار الشام الإسلامية” التي لم يخرج منها أي موقف باستثناء القائد العسكري البارز حسام سلامة، الذي طالب شرعي “النصرة” أبو ماريا القحطاني، بالتدخل لتحكيم الشرع في الخلاف. على العكس، استوعبت الحركة 100 مقاتل من “جبهة النصرة” بين صفوفها، أعلنوا التحاقهم بها، خوفاً من انتقام مقاتلي “الفرقة 13” المرابطين في ريف حلب الشمالي المحاصر، في مارع وأعزاز. ويبلغ تعداد مقاتلي الفرقة هناك المئات.

المعطيات الأولية تشير إلى أن “جبهة النصرة ” تدرك مخاطر ومآلات العملية السياسية، وتتحسس بأنها المقصودة من وقف “العمليات العدائية”، ولذا فهي تحاول زيادة رقعة سيطرتها في محافظة إدلب على حساب فصائل الجيش الحر، قبل أي هجوم جوي محتمل قد يشنه الروس أو قوات التحالف عليها.

يذكر أن الفصائل التي طالما طالبت المجتمع الدولي بعدم قصف “النصرة”، ستقع في إحراج كبير للغاية بعد اليوم. ولعل ذلك سيُعقد من الاصطفافات بالنسبة لبعض الفصائل الإسلامية التي لا يمكن أن تدافع عن “النصرة” وهي تفتك ببقية الفصائل.

المصدر: المدن – منهل باريش