المعتقلون في حماة يدخلون استعصاءً احتجاجياً على المحاكمات الصورية

13 آذار (مارس)، 2016
4 minutes

المحامي فهد الموسى:

بتاريخ السبت 12/3/2016 الساعة السابعة صباحاً قام المعتقلون في سجن حماة المركزي باستعصاء احتجاجاً و استنكاراً  لموقف المجتمع الدولي واجتماع جنيف 3 و تجاهله لمعاناة المعتقلين في سجون النظام السوري  واحتجاجاً  على المحاكمات الصورية التي يخضع لها المعتقلون أمام محكمة الإرهاب في دمشق والتي لا تتجاوز النصف دقيقة أمام القاضي بالرغم من أنهم جميعهم من معتقلي الرأي وأن محاكماتهم تتنافى مع أبسط قواعد العدالة والإنصاف وتتنافى حكماً مع مبادئ جنيف1 و جنيف 2 و جنيف 3 التي تنص على إطلاق سراح المعتقلين من سجون النظام السوري.

وإن التزام النظام والمعارضة بالتوقيع والقبول بمبادئ جنيف ومقررات مؤتمر فيينا وعدم تنفيذ النظام لهذا الالتزام يجعل توقيف المعتقلين وعدم إطلاق سراحهم بمثابة حجز رهائن وتكون كافة المحاكمات الصورية باطلة بطلاناً مطلقاً.

وعليه فقد رفض المعتقلون الذهاب لحضور جلسات المحاكمات الصورية أمام محكمة الإرهاب بدمشق بسب المعاناة والتعذيب والشتم والضرب والرشاوى والابتزاز ولأنهم معتقلو رأي وليسوا بمجرمين.

وحضر مدير السجن العميد زياد المحمد وحاول إقناع المعتقلين بالذهاب لحضور جلسة محكمة الإرهاب بدمشق وفض الاعتصام إلا أن طلبه جوبه بالرفض من كل المعتقلين في السجن وبدوره قام رئيس مفرزة المخابرات السياسية بالسجن أبو علي غياث بتهديد المعتقلين أنه سيقوم بسركلتهم (نقلهم) خارج سجن حماة.

وعلى إثر الحادثة حضر قائد شرطة حماة، وأمر بقطع الكهرباء والمياه وهدد المعتقلين باستمرار قطع المياه والكهرباء والخبز والطعام ومنع الزيارات لأهالي المعتقلين وهددهم بإدخال كتيبة حفظ النظام للتنكيل بالمعتقلين وإن اضطر الأمر لإبادتهم ما لم يتم فك الاستعصاء وحضور جلسات المحاكمة، إلا أن المعتقلين أصروا على أنهم لن يحضروا جلسات المحاكمة الهزلية في دمشق مهما كلف الأمر.

وأمام إصرار المعتقلين على مطالبهم وخوفاً من ظهور الاستعصاء على الإعلام في هذا التوقيت الذي يتوافق مع جولة المفاوضات في جنيف، وافق قائد شرطة حماة في آخر اليوم على طلب المعتقلين بعدم حضورهم جلسات المحاكمة مقابل إنهاء الاستعصاء.

وعليه قام أهالي المعتقلين بالتواصل مع الهيئة السورية لفك الأسرى والمعتقلين لإعلامها بالأمر خوفاً على أبنائهم المعتقلين في سجن حماة من تنكيل عميد السجن زياد المحمد وقائد شرطة حماه بأبنائهم المعتقلين والقيام بسركلة بعض المعتقلين إلى سجن طرطوس أو السويداء ككبش فداء لإرهاب بقية المعتقلين بالمستقبل وفقاً لكثير من قضايا السركلة التي يعاني منها المعتقلون في سجن حماة.

و بدورها فإن الهيئة السورية لفك الأسرى و المعتقلين نضع هذا الموضوع الخطير بحق المعتقلين بعهدة الإعلام الحر و المنظمات الحقوقية و وفد المعارضة في جنيف، علماً أنها أكدت سابقاً في توصيات خاصة لمؤتمر ميونخ للسلام على معالجة الوضع الإنساني للمعتقلين في سوريا، وأن معاناة المعتقلين هذه في سجن حماة هي مثال عن معاناة كل السجون و معسكرات الاعتقال السورية و محاكم الإرهاب الهزلية.

* المحامي فهد الموسى: معتقل سابق في سجن حماة ورئيس الهيئة السورية لفك الأسرى والمعتقلين

أخبار سوريا ميكرو سيريا