هدنة…أم فتنة؟


خمسة عشر يوماً كانت كافية لتظهر بعض ما كان يخطط لهذه لهدنة وما يرجى منها للخصوم الدوليين وعلى رأسهم أمريكا التي تدعي زورا وبهتانا صداقتها للشعب السوري وما تكنه صدور القوم على هذا الشعب الثائر.
تقتيل وتهجير، ومن قبل حصار وتجويع، لم تكن كافية لهذا العالم المنافق لينال من إرادة هذا الشعب ،

خمس سنوات مضت لم يشبع منها هذا العالم الجائر من دماء أطفال الشام ونساؤه وشيوخه ..سما، وحرقا، جوعا، وغرقا .
إذ كيف لمن خطط ودبر، وباع واشترى، ثم أمر، أن يكون عوناً لهم على عبدهم وصنيعتهم التي تسمع وتطيع، وتحمي حدود إسرائيل، وتناصب العداء لكل شريف أو صاحب دين ..هيهات هيهات..
هددوا وتوعدوا ، ومن ثم عاينوا وقلبوا، فلم ولن يجدوا خيرا لهم، ممن يكمُّ أفواه الأحرار، ويرفع مقام الأشرار والفجار، ويفتن بين الأهل والجيران يهدد، يرهب، يسجن، يقتل، المهم أن يبقى ويرضى السيد (الأكبر) يجسم على صدور أهل الشام وهم من قد خبروا وقرؤوا وعلموا تاريخهم.
نحن وكما الكثير ممن عاش وعاين ورأى ساحة الشام نعلم علم اليقين بأن من هم على الساحة وبها لديهم جميع أسباب الخلاف والاختلاف في الفكرة والمشروع والهدف وهي كافية في كل مرة وحين لأن تشعل النار وتفجر البركان ، لولا وجود العقلاء وأهل الصدق والحكمة، ولكن مايجمعهم أكثر مما يفرقهم، ومع ذلك لا تلبث تنتهي فتنة حتى تخرج علينا أخرى في الوقت الذي ترى فيه ما يفرق خصومهم
أكثر مما يجمعهم ..فما سر تنافر الأحرار والمظلومين؟
وكأنهم من كواكب شتى ، وتقارب الأشرار والظالمين وكأنهم في بوتقة واحدة.

إنها المصالح ..مصالح من يملك الإعلام والمال ، من يملك الأمر والقرار، ومن وراء الكواليس يحكم ، يحرك هنا وهناك، وينطق أفواها هنا، ويخرس أفواها هناك وكل ذلك من أجل المصلحة ورضى السيد الموقر والملك المبجل (إسرائيل).

خمس سنوات كانت كافية لينطق الحجر والشجر قبل البشر، بأنه آن الأوان لأن يرحل هذا المجرم الجاسم على صدور أهل الشام .
ما يحدث اليوم وحدث البارحة وما حدث قبله من خلاف وقتال وسفك للدماء بين أصحاب الهدف الواحد أو ممن من المفترض أن يكون كذلك ،لا يمكن إخراجه من سياق دق الأسافين وذرع الفتن بين الأهل والأحباب أو ربما يجب أن يفهموا ذلك أو يكونوا كذلك، للمصلحة ذاتها وللهدف عينه بأن العالم بأسره لا يريد بل لا يقبل أن تنتصر ثورتكم ، وما هذه الهدنة التي أبرموها دون الرجوع إلى رأيكم إلا بعد أن عجزوا عن ترويضكم وأعادتكم إلى حظيرة الطاعة والعبودية من جديد ، إذ كيف للعبيد والطغاة أن يسمحوا بأن ينتصر الأحرار… فآن لكم أن تفهموها ..فافهموها.

وإلى أقلام الفتنة والسنة السوء ، ألا قبح الله أقلامكم و ألسنتكم أن بقيتم على ذلك ،فما أقبحها من أقلام أن لم تكتب لفضيلة، وما أقذرها من ألسنة إن لم تنطق بخير.
وضاح حاج يوسف
المركز الصحفي السوري