في أوروبا ضاعت الأحلام وزاد الحنين إلى الوطن ….
13 آذار (مارس)، 2016
“ولنا في فراق الأحبة وجع لا يزول وألم لا ينتهي”، هذا هو حال كل من فارق وطنه ليعبر عن حنينه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشاهد حالات على برنامج “الواتس اب” تحكي قصة معاناتهم، ومنها “دبنا على فراقكم دبنا”، “حسره و ندامة بعدكم عن العين”، بالأمس كانوا معنا فجأة تغير كل شيء، لهجرتهم إلى بلاد أوروبا.
مع خروج أكثر من 70% من الأراضي السورية من سيطرة النظام، قام النظام بتدمير البنى التحتية، بقصفه المستمر بالطيران السوري والروسي والبراميل المتفجرة، أدى إلى إجبار السكان للنزوح خوفا على أرواحهم وخاصة الأطفال، فحسب مفوضية الأمم المتحدة وصل عدد السوريين اللاجئين في تركيا أكثر من مليونين ونصف لاجئ.
ذهل اللاجئون ببريق أوروبا ومغرياتها، لكن سرعان ما أحرقتهم نيرانها، فحلمهم تلاشى مجرد ما تم وضعهم بما يسمى “الكامب” فهي عبارة عن مباني جماعية يقدم لهم فيها الطعام والشراب والمأوى، وحريتهم مقيدة وطعامهم ليس كما يشتهون، ينتظرون عدة أشهر ليحصل الفرد منهم على فرصة لفحص مقابلة، ليقتلهم الملل و الانتظار، ليسوا سوى مستوطنين في أراضي تشتكي من قلة فئة الشباب في مجتمعاتها.
أصبحنا نشاهد تغريداتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وحنينهم للوطن و الأهل ورغبتهم بالعودة إلى منازلهم، رغم صعوبة العيش فيها حتى رغم قصف الطائرات ليقولوا دائما:”موت عز ولا عيشة ذل في الغربة “، أصبح اللاجئ يشعر بالأسى والحزن لمجرد سماعه بقدوم مزيد من اللاجئين ولسان حاله يصرح وينادي، “توقفوا توقفوا يا أحبتي فإن سورية حبيبتي بحاجة لنا” .
في بدء لجوء السوريين مطلع عام 2013 استطاعت الدول تقديم المساعدات من مسكن وتأمين رواتب ثابتة شهريا لكل لاجئ، كما اهتمت بالعائلات عبر تسهيل إجراءات لم شمل ذويهم بأقرب وقت ممكن، لكن مع تزايد أعداد اللاجئين قلت فرص المساعدة، فما يقارب 600 مهاجر معظمهم سوريين على الحدود المقدونية قابعين في العراء بانتظار المجهول والسماح لهم بالعبور.
“تعال يا أخي المهاجر، ارجع يا بني ارجعوا يا أحبتي، يداً بيد نعيد بناء الوطن نلملم جروحه، نحتضن صغاره، نداوي مرضانا، ندخل الفرحة و الرضا لقلوب كبار السن، لأن دموعهم أبت التوقف لشدة حزنهم على فلذة أكبادهم، فلاشيء مستحيل بوجود العزم والإرادة .
بيان الأحمد