on
“الاتحاد الديموقراطي”الكردي سيعلن الفيدرالية في النيروز
علمت “المدن” من مصادر خاصة في “الإدارة الذاتية”، بأن حزب “الاتحاد الديموقراطي” سيعلن في 21 آذار/مارس الحالي، ربطاً للكانتونات الكردية الثلاثة؛ الجزيرة وكوباني وعفرين، بعضها ببعض، ضمن نظام حكم فيدرالي.
أحد قياديي الصف الأول في “الاتحاد الديموقراطي”، قال لـ”المدن” إن ذكرى النيروز للعام الحالي ستكون “نيروز الإعلان عن النظام الفيدرالي”، مضيفاً بأن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني، بارك النظام الفيدرالي وأثنى عليه في سوريا.
وأشار المسؤول الحزبي الكردي بأن المشروع الفيدرالي كان ضمن استراتيجية “الاتحاد الديموقراطي” إلا أن الظروف الموضوعية لم تكن مؤاتية للإعلان عنه. وأشار إلى الاتفاقية التي أُبرمت بين “الاتحاد الديموقراطي” و”المجلس الوطني الكردي” في مدينة أربيل العراقية برعاية إقليم كردستان نهاية العام 2013، حيث اتفق فيها الطرفان على تبني الفيدرالية كحل للقضية الكردية في سوريا.
الظروف الموضوعية التي تحدث عنها المسؤول الكردي جاءت بعد التوافقات الأميركية-الروسية حول وضع الأكراد في سوريا، خاصة الدعم الروسي للنظام الجمهوري الفيدرالي، حيث صرح نائب وزير الخارجية الروسي بأن بلاده تؤيد إقامة نظام جمهوري فيدرالي على غرار نظام الحكم في روسيا. بالإضافة إلى تطور التنسيق العسكري الروسي-الأميركي، إلى درجة التواجد المشترك لقواتهما في قواعد عسكرية في ريفي المالكية وكوباني.
ورفع “الاتحاد الديموقراطي” الذي كان يحمل شعار “الأمة الديموقراطية” شعار الفيدرالية لأول مرة في خطابه السياسي في ندوة أقامها القيادي في الحزب آلدار خليل، منتصف شباط/فبراير 2016 في مدينة القامشلي. خليل أكد بأن “الاتحاد الديموقراطي” يستعد لمشروع الفيدرالية في سوريا، وإنه يسعى لتطوير سوريا نحو سوريا اتحادية ديموقراطية، وبأن هذا النموذج سيحتذى به في عموم المنطقة.
التغيير في سياسة “الاتحاد الديموقراطي” لاقى مباركة من قيادة إقليم كردستان، حيث أعلنت رئاسة الإقليم في بيان رسمي لوسائل الإعلام، مطلع أذار/مارس، عن دعمها للأصوات المطالبة بأن تكون سوريا “دولة فيدرالية”، داعية الأحزاب الكردية في سوريا إلى توحيد موقفها تجاه هذا المطلب.
وشهدت مناطق “الإدارة الذاتية” خلال شهري شباط وأذار، تطورات نوعية على مختلف الأصعدة، وسيطرت القوة العسكرية لـ”الاتحاد الديموقراطي”، “وحدات حماية الشعب”، على مدينة الشدادي جنوبي مدينة الحسكة. والشدادي تمتاز بثقل اقتصادي واستراتيجي، كونها أهم رابط لتنظيم “الدولة الإسلامية” بين سوريا والعراق، بالإضافة إلى احتوائها على حقول الجبسة التي تعتبر من أهم حقول الغاز في سوريا. وعززت “وحدات الحماية” سيطرتها على مدينة تل أبيض العربية في محافظة الرقة، في إجراء احترازي لمنع أي تمرد من أهالي المنطقة على سلطة “الاتحاد الديموقراطي”. وجاء ذلك بالتزامن مع تعزيز الولايات المتحدة لوجودها العسكري في المناطق الكردية، بتأسيس قاعدة عسكرية ومطار عسكري في كوباني في ريف حلب الشرقي.
وحشد “الاتحاد الديموقراطي” لخطابه السياسي، دعماً سياسياً من أحزاب كردية صغيرة، معظمها مشارك في “الإدارة الذاتية”، وذلك بهدف إضعاف التمثيل الكردي في “الائتلاف الوطني” المعارض، ضمن مفاوضات “جنيف-3”. ودفع “الاتحاد الديموقراطي” بتلك الأحزاب لتوحيد صفوفها، ضمن إطارين؛ الأول يحمل طابعاً قومياً باسم “التحالف الوطني الكردي” ويضم خمسة أحزاب صغيرة بقيادة حزب “الوحدة الكردي” الذي يترأسه الكردي العلوي محي الدين شيخ الي، والثاني إطار ماركسي باسم “تجمع اليساريين الليبراليين” ويضم أيضاً خمسة أحزاب تعرف في الشارع الكردي بأنها أحزاب “فايسبوكية” برئاسة محمد موسى، المقرب من نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل.
وعبّر الإطاران الجديدان، في بياني مؤتمريهما التأسيسيين عن تأييدهما لسياسات “الاتحاد الديموقراطي” وانتقادهما لسياسات “المجلس الوطني الكردي”.
من جهة أخرى، اجتمعت “المنسقية العامة” لـ”الإدارة الذاتية” للكانتونات الثلاثة، السبت، في مدينة القامشلي، وانبثق عن الاجتماع تشكيل لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر تأسيسي لمناقشة وإقرار نظام الإدارة المقبلة للمناطق الخاضعة لسيطرة “الاتحاد الديموقراطي”.
ومهمة اللجنة المشكلة عقد اجتماعات مكثفة مع ممثلي مكونات الشمال السوري وممثلي كافة الأحزاب، والحركات والتنظيمات السياسية، وإعداد ورقة لنظام الإدارة المقبل لشمال سوريا، لمناقشتها خلال المؤتمر التأسيسي وتوجيه الدعوات للمشاركة في المؤتمر المزمع عقده قريباً.
ويُرجح مراقبون حضور ممثلين عن “تيار الغد” الذي أعلنه مؤخراً رئيس “الإئتلاف الوطني” الأسبق أحمد الجربا، المُقرب من رئاسة إقليم كردستان، للمؤتمر المزمع عقده، كممثل سياسي عن عرب الجزيرة، ومن ثم انضمامه إلى فيدرالية الشمال المزمع إعلانها قريباً.
إدارياً، رفع “الاتحاد الديموقراطي”، الخميس، مسودة قرار تأسيس مصرف مركزي إلى “المجلس التشريعي” في “الإدارة الذاتية”، ما يُفسر بأنه سعي لاستقلال اقتصادي للكانتونات الكردية. كما تقوم الإدارات الذاتية بتعزيز علاقاتها التجارية مع إقليم كردستان، وسبق أن فتحت قبل شهور معبراً برياً بالإضافة إلى معبر سيمالكا المائي.
وتشكل مناطق “الإدارة الذاتية” قوة اقتصادية، تؤهلها لقيام كيان سياسي مستقل، ويُقدر الانتاج النفطي لها بـ250 ألف برميل يومياً، وكميات كبيرة غير معروفة من الغاز، بالاضافة إلى وجود أرض خصبة صالحة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية كالقمح و القطن والزيتون تقدر بـ18 ألف كيلومتر مربع، فضلاً عن وجود موارد مائية ضخمة مع عشرة سدود. وتتربع المنطقة على مخزون كبير من المياه الجوفية، تُشكل 55 في المئة من مجموع مخزون سوريا المائي. مردود تلك الموارد الاقتصادية، تقديرياً، يفوق 10 مليارات دولار سنوياً.
وإذا تم إعلان الفيدرالية في 21 آذار/مارس، فإنها ستضم أيضاً المناطق العربية التي تربط بين الكانتونات الثلاثة. ويفصل بين كانتوني الجزيرة وكوباني منطقة تل أبيض، ويفصل بين كانتوني عفرين وكوباني منطقتي أعزاز وجرابلس. ما قد يغير سير المفاوضات القادمة في جنيف، من مناقشة موضوع الحكومة الانتقالية، إلى فرض موضوع الفيدرالية، الذي روّج له الروس والأميركيون خلال الفترة الماضية.
المصدر: المدن – سميان محمد