بعد مواقفها اتجاه اللاجئين ..شعبية ميركل أمام الامتحان


تنطلق في ألمانيا اليوم الأحد انتخابات برلمانية في ثلاث ولايات، والتي تعتبر بمثابة اختبار قبل 18 شهراً من الانتخابات التشريعية، حيث يتنافس فيها حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة أنغيلا ميركل أمام حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني  المعادي لسياسة ميركل تجاه اللاجئين.

الانتخابات الالمانية

فتحت مراكز الاقتراع اليوم في 3 ولايات  ألمانية،  ضمت “بادن-فورتمبيرغ” و”راينلاند بالاتينات” و”ساكسن-أنهالت”، حيث تتنافس 4 أحزاب هي  “الاشتراكي الديمقراطي”، و”المسيحي الديمقراطي”، و”الخضر”، و”اليسار”.

هذا وتعتبر الخسارة في ولايتين على الأقل من الولايات الثلاث ضربة لميركل، وتجنباً لخسارة  الاتحاد المسيحي الديمقراطي، كثفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التجمعات الانتخابية، خصوصاً في ولاية بادن-فورتمبيرغ، التي تعتبر معقل المحافظين ، وولاية وراينلاند-بفالس، حيث تعتبر  المنافسة على أشدها بين حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي.

الفوز المتوقع لليمين المتطرف.
وفي غضون ذلك تشير استطلاعات الرأي إلى فوز اليمين المتطرف، وعليه احتمال أن يصبح حزب “البديل من أجل المانيا” ممثلا في نصف البرلمانات الإقليمية والتي تبلغ 16برلماناً.

ويسعى حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني ، لجذب أكبر عدد من الناخبين بعدما حقق، الأسبوع الماضي، في الانتخابات البلدية بولاية “هيسن” فوزاً متوقعاً وحلّ ثالثاً، وحصد الحزب نسبة 13.2 من أصوات الناخبين بعد حزبَي “المسيحي الديمقراطي” بنسبة 28.2 %، و”الاشتراكي الديمقراطي” 28 % من بقية الأصوات، فيما لم يحصل “الخضر” سوى على 11.6 % بحسب ما أورد “دويتشه فيلا”.

ويعتبر ارتفاع أسهم حزب “البديل من اجل المانيا” سيناريو غير مسبوق منذ العام 1945 في ألمانيا التي تبحث عن المثالية الأخلاقية بعد الرعب النازي.

سياسة ميركل تجاه اللاجئين تهدد مصيرها
وفي السياق ذاته يرى المحلل ميشائيل شبرينغ أن ملف اللاجئين سيكون عاملاً حاسماً في توجهات الناخبين، والذي من شأنه أن يُدخل ميركل وحزبها في أزمة كبيرة، ويهدد مستقبلها.

وتعيش ألمانيا حال غليان منذ أن فتحت ابوابها في العام 2015 لاكثر من مليون طالب لجوء، والهاربين على متن قوارب هوائية للوصول الى الاتحاد الاوروبي، في حين يدعو حزب “البديل من اجل المانيا” الى اغلاق الحدود امام تدفق المهاجرين، ويواصل سياسته الشعبوية اليمينية من خلال تبني خطاب معاد للاحزاب التقليدية.
وتزايد الاستياء عند حادثة الاعتداءات الجنسية  في كولونيا، حيث اتجه عدد كبير من الشعب الالماني نحو حزب اليميني المتطرف.

مظاهرة يمينية في برلين تطالب بسقوط ميركل

وعشية الانتخابات الحالية، انطلق أمس نحو ثلاثة آلاف متظاهر من أنصار اليمين المتطرف تحت شعار “ميركل لابد أن ترحل” ، ورفعت خلال هذه المظاهرة أعلام ألمانيا وأحزاب يمينية متطرفة أوروبية وألمانية، وأعلام روسيا التي وصفها متحدثون بأهم شريكة لألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وشدد المتظاهرون الهجوم على المستشارة ميركل، وطالبوا برحيلها وعددوا لها أخطاء اعتبروها فادحة منها فتح حدود البلاد “أمام طوفان من اللاجئين المسلمين” وتأييدها لاعتبار الإسلام جزءا من ألمانيا.

بالمقابل اعتصم مئات الأشخاص من أنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي (الشريك الثاني بالحكومة) وحزب اليسار المعارض والنقابات والاتحاد التركي ببرلين، رافعين لافتات تندد بالنازية الجديدة والعنصرية ومعاداة الأجانب، ومرحبة باللاجئين.

ويرى عدد من الخبراء السياسيين  بأن ميركل تبقى على الرغم من الاصوات المعارضة لها، الاقوى سياسيا في غياب منافس قادر على هزيمتها، وقد شهدت شعبيتها صعودا من جديد خلال الاسابيع الاخيرة.

وتجدر الأشارة إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي هو حزب سياسي ألماني، ترأسه في الوقت الحالي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ويشترك في الائتلاف الحاكم مع الحزب الديمقراطي الحر منذ عام 2009
ويعد الحزب بمثابة تجمع شعبي بدون منازع، وأدى منذ تأسيسه سنة 1945 إلى طبع المنهج السياسي في ألمانيا ويشكل هذا الحزب تقليديا كتلة مشتركة داخل البرلمان الإتحادي مع شقيقه الاتحاد الاجتماعي المسيحي  ذو النفوذ الواسع بولاية بافاريا.

أما اليمين المتطرف يدعو إلى التدخل القسري واستخدام العنف واستعمال السلاح لفرض التقاليد والقيم، حيث يعنبر في ألمانيا النازيون من جماعات الضغط اليميني
اورينت نت