جلسات نسائية ….من وحي الحرب السورية


نساء تحملن أعباء تفوق قدراتهن الجسدية والنفسية ورغم ذلك لم يجد اليأس مكانا في قلوبهن المحبة، فأثبتن خلال سنوات الحرب أن الأمل يولد من ابتساماتهن اللاتي قهرن بها ظروف الحياة الصعبة.

 

 ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بإبراز دور المرأة وتسليط الضوء على كافة القضايا التي تهمها وتهم أسرتها منها التوعوية والتعليمية والتثقيفية وحتى الخدمية، لتكون منبرا تطل من خلاله وتشارك بتجاربها سواها، سواء كانت التجربة تتمثل بمعاناتها أو بإبداع من وحي الثورة .

 

اجتماعية، مثقفة، صاحبة حضور، متعاونة، محبة للغير، وغيرها الكثير من الصفات التي تحلت بهن نساء سوريا، حيث قمن بإنشاء مجموعة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي تضم عددا كبيرا منهن كبادرة إيجابية لتبادل الأفكار ونقل المعاناة وتمكين دورهن الفاعل في الحياة .

 

“جلسات نسائية” من وحي الحرب، فمنهن من يعشن في دول اللجوء، ومنهن من يروين قصصهن من قلب الوطن لتختلط مشاعر الشوق بالمعاناة التي تجر وراءها ألف حكاية .

 

أم عبد الكريم لاجئة في تركيا تحدث صديقاتها عن تجربتها والغصة تملأ قلبها:” لجأت وعائلتي إلى مدينة مرسين التركية بعد أن ازداد الوضع سوءا في سوريا، عمل زوجي جاهدا في البحث عن عمل بأجر يضمن لنا العيش بكرامة، ليجد عملا مجهدا في البناء وبأجر زهيد”.

وتضيف:” تعرفت على نساء سوريات وقمنا بعمل ورشة صغيرة “مطبخنا السوري” ونعد من خلالها أشهى الأطباق السورية كالكبة بأنواعها وورق العنب المحشو والسمبوسك وغيرها، والحمدلله الإقبال على شرائها جيد، رغم الأمان الذي أعيش به إلا أنني أحسد كل من بقي في أرض  الوطن، كم أشعر بالحنين عندما أحدثكن وأتمنى لقاءكن في بلد الياسمين والزيتون فلابد للقدر أن يجمعنا ذات يوم”.

 

 

 

رغم اختلاف قصصهن إلا أن حب الوطن جمعهن، فقدن أزواجهن، أبناءهن، أحبابا لهن ومع ذلك عجلة الحياة لازالت تدور من خلال إيمانهن بقضاء الله وقدره وصبرهن على واقع كن فيه الضحية الكبرى.

 

تروي لهن حنان قصة نزوحها :” خرجنا من منزلنا بعد أن قصفته طائرات النظام في ريف حمص، على مدينة كفرنبل في ريف ادلب، شعبها مضياف ويحترمون المرأة ويقدرون مكانتها، رافقت إحدى جاراتي لمركز توعوي وتعليمي يعنى بتعزيز ثقة المرأة بنفسها عبر دورات للدعم النفسي، فضلا عن دورات مهنية كالخياطة وفن التطريز وشغل الصوف”.

 

وتضيف حنان:” أقوم بحياكة الملابس الصوفية وأبيعها بأسعار مقبولة كي أؤمن مصدر رزق بسيط لعائلتي، لا داع للحزن ياصديقاتي فنحن داخل بلدنا نشعر بالغربة، فلا شيء يواسي غربتنا سوى لهفتنا على بعضنا والمحبة التي تجمعنا”.

 

يحاولن بشتى الوسائل أن يخرجن من واقعهن المرير ويضفن بصمة جديدة من الأمل الممزوج بالأسى والحزن على واقع تعايشن معه واندمجن فيه، فلا دول اللجوء قدمت لهن الوطن ولا الوطن قدم لهن الأمان، عل قصصهن تكون عبرة لغيرهن ومثال للصبر والصمود.

سماح خالد