دمى الإعلام….


كمحلل سياسي، لا يتقن العودة إلى المربع الأول، بعد الخروج منه .

كباحث غير أكاديمي، لا يجد فرقا بين المثلثات الاستراتيجية، إن كانت كلها ضمن دائرة ألم وطنه الذي يعيش فيه .

كداعم للثورة ،لا يملك الكثير من المال، لإقناع البسطاء أن قرع الطناجر بالملاعق سيسقط النظام عما قريب .

كضيف حلبة ، لا يستطيع مهاترة خصمه لساعة من زمن ، بين يدي مذيع يوقد النار ، ثم يقول أنا ما دخلني، الناس تقول هكذا..
..كيف ترد..؟

كصحفي لا يتقن كتابة التقارير ، نقلا” عن شهود عيان منسلخا” من واقعه ، و دون صبغها بالصفة الشخصية ، بل يحاول معاينتها بنفسه، والبحث عن الدوافع و التماس العذر إن أمكن لأصحابها ، أو محاولة التغيير و الإصلاح .

كمسؤول بلا منصب، يحب تعلم السياسة والاطلاع على خباياها دون ممارستها كالسحر، والارتقاء في سلمها .

كمتابع بسيط قريب من الأحداث، منذ اندلاع الثورة يفرق بين حدود الثورة وحدود الوطن ،
ومن يعيش خارج الثورة يجهل حقيقتها ، حتى لو عاش ضمن حدود الوطن،
ومن عاش ضمن حدودها، يدرك مالايدركه من يعيش ضمن حدود الوطن .

ومن يعيش ضمن حدودها وحدود الوطن،
لن يستطيع خداعه أحد، أو استخدامه لخدمة مصالحه أو جعله جسرا يمر من فوقه .

فكثير من الرموز الإعلامية ، طفت فوق الأحداث، وتصدرت المشهد اليومي، وعلقت على الأحداث بطريقة مفتعلة مستحدثة لا تفاعلية كما يبدو .

ولا أظنها تخلو من التلقين خلف الكواليس، وفق رغبة الداعم المستثمر الذي ينتظر ليقضم حصته من سوريا بعد الثورة .

فكم شهدنا من فورة إعلامية عابرة وافقت مرحلة معينة ، وتلاشت مع بلوغ الغاية .

كم من أبواق انطفأت، بعد نفاذ شحن مدخراتها .

وكم من وجه استبعد لعدم قابليته للمساومة والبيع أو لامتلاكه مشروعا للإعمار في زمن الدمار .

فالإعلام اليوم !
يقود المعارك، و لا تقوده.
لذلك يحتاج لوجوه متجددة، تسوق له مشاريعه ، وتطرح المواضيع للاستهلاك المحلي، ولتوجيه الناس وفق خطة طريق يرتضيها المستثمر لهم ، وامتصاص غضبهم .
حليم العربي

المركز الصحفي السوري