on
سوريون مسيحيون من أجل السلام تقيم في باريس لقاء رسائل من أجل السلام في سوريا
بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الثورة السورية، وتأكيداً على وحدة الشعب السوري في مطالبه الحقّة بالحرية والكرامة دعت منظمة سوريون مسيحيون لأجل السلام في باريس الى ندوة بعنوان رسائل من أجل السلام في سوريا، تناول اللقاء كيفية بناء السلام في سوريا من محورين ناقش المحور الأول الشروط اللازمة لتحقيق السلام في سوريا من وجهة نظر سياسية، حيث بدأت النقاش الكاتبة الفرنسية المهتمة بالشأن السوري ايزابيل أوسير و التي رأت أن السلام من سوريا مرتبط بالحفاظ على السلام في العالم و في أوروبا و تحقيقه مهم انطلاقاً من الحفاظ على القيم الأوروبية و تحقيق هذا السلام مرهون بتغيير النظام بشكل جذري و قدمت رؤيتها عن طريقة الوصول لهذا السلام.
تلا ذلك مداخلة الدكتور سلام الكواكبي التي تحدث فيها عن عودة فاعلية المجتمع المدني السوري بعد عشرات الأعوام من التهميش في ظل نظام دكتاتوري و عن أهمية دور هذا المجتمع المدني في مستقبل سوريا و بناء السلام، كما تحدث عن وقائع و احصائيات تدحض ادعاءات النظام بحماية المسيحيين.
ثم قدم الدكتور زياد ماجد مداخلته أكد فيها بداية على ضرورة الاصغاء للصوت السوري المسيحي الذي يناهض ضد الظلم و الديكتاتورية و تحدث عن المنهجية التي اتبعها النظام السوري في تقسيم المناطق طائفياً حتى بالعنف المطبّق عليها رداً على المظاهرات السلمية في بداية الثورة ثم قدم مجموعة من المحاور التي يجدها ضرورية للوصول لسلام عادل في سوريا.
تناول المحور الثاني إمكانية المصالحة بين مختلف مكونات الشعب السوري، عبر شهادات سوريين في كيفية تحقيق ذلك، بدأ الحوار القاضي عبدلله نعناع عضو منظمة (من أجل العدالة و دولة القانون و مكافحة حصانة الأجهزة الأمنية) و الذي تحدث عن دور العدالة الانتقالية في تعزيز السلم الأهلي و أشار الى أن إن ملاحقة ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، في سوريا في السنوات الخمس الماضية، من شأنه إعادة بناء النسيج الاجتماعي وتحقيق المصالحة الوطنية، وسيكون له عميق الأثر في تعزيز السلم الأهلي.
ثم تحدثت السيدة ليندا إيليا باريس ممثلة المنظمة الديمقراطية الآثورية في فرنسا عن وضع المسيحيين في سوريا منذ بداية الثورة موضحة كيفية مشاركتهم في الحرك الوطني بقوةثم قدمت أمثلة وشهادات تظهر كيفية تسهيل النظام لدخول داعش للقرى المسيحية في شمال سوريا بغرض استخدام ذلك على صعيد الرأي العام الدولي ومضحياً بأبناء تلك المناطق في سبيل دعم تشبثه بالسلطة.
ثم تحدث السيد نادر جبلي رئيس الأمانة العامة لحزب الجمهورية عن أزمة المكونات السورية وأكد على ضرورة الاعتراف بأن ثمة أزمة مكونات عاصفة في سوريا اندفعت إلى السطح بعد مجيء الثورة وأخذت بالتضخم السريع بفعل العنف المنفلت والممارسات الطائفية الممنهجة التي اتبعها النظام الذي أدرك أن الورقة الطائفية هي طريقه للنجاة.
تلا ذلك مداخلة الناشط السوري السيد هشام عقل أبو جولان التي قدم فيها شهادته عن ما عايشه في فترة الحراك السلمي من الثورة السورية و التي ضمت شبان وشابات من مختلف المكونات و كانت هتافاتهم تحيي الجميع دون استثناء و أكد على الوعي اللافت للشباب السوري رغم أنهم لا يمتلكون اي تجربة سياسية و نقل السيد هشام عقل أبو جولان رسالة مباشرة من شباب الحرية و الكرامة في جديدة عرطوز في ريف دمشق يحييون فيها مبادرة سوريون مسيحيون من أجل السلام و يؤكدون على ضرورة اعلاء الهوية الوطنية على كل انتماء آخر.
ختم المداخلات الصحفي السوري السيد صخر ادريس الذي أكد على خطورة الفتنة الطائفية التي نجح النظام بزرعها و التي علينا تجاوزها ببناء هوية وطنية للوصول للمصالحة الحقيقية التي يجب أن تعتمد على العدالة الانتقالية بشكل رئيسي.
تعتبر منظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام أن هذه الشهادات تعكس وجهة نظر مختلف مكونات المجتمع السوري عن رؤيتهم لمستقبل السورية و هي تُجمع على إمكانية و ضرورة بناء السلام السوري و ستُنشر جميع المداخلات كاملة لما تحمله من أفكار هامة.
اختتمت اللقاء الدكتورة سميرة مبيض، منظمة اللقاء، بالتأكيد على أن الهوية الوطنية هي الدافع الأساسي لكل سوري في مواجهة الطائفية والتطرف لنستطيع معاً الوصول الى سوريا ديمقراطية وطن لجميع ابنائها بكل مرجعياتهم الثقافية.