on
عقب المظاهرات.. حي الوعر الحمصي يعود للحصار مجدداً وإغلاق لكامل المعابر
محمد الحمصي:
عاد الحصار ليطبق فكيه على أهالي حي الوعر المحاصر بمدينة حمص، بعد أن أغلقت قوات النظام خلال اليومين الماضيين جميع المعابر الإنسانية والطرق الغذائية المؤدية إلى الحي، ومنعت الطلاب والموظفين وسيارات الخضار والمواد الغذائية من الدخول بداية الأسبوع الجاري.
كما قطعت قوات النظام الكهرباء عن الحي لأكثر من 24 ساعة متواصلة، وقللت أكياس الخبز المخصصة للحي، وطردت بعض المعتمدين من الفرن الآلي.
وقال رامي أحد الموظفين من القطاع الخاص، والذي عاد إلى الحي صباح السبت (12 آذار/مارس) لـ “ ”، إن حاجز الشؤون الفنية الواقع شمال شرق الحي استفز المارة عبره وانهال بالشتائم عليهم، وكان هناك تأخير متعمد استمر ساعات، علماً ان هناك حالات إنسانية وصحية سيئة تنتظر المرور، إلا أنها منعت بعد توقف طويل، وتم إعادة كل سيارات الخضار بعد تفتيشها وإذلال سائقيها وتخريب معظم محتوياتها، ومنعها من دخول الحي، حتى الطلاب من جميع الفئات منعوا من الدخول والخروج.
وأضاف أحمد أحد معتمدي الخبز الذين يقومون بالذهاب للفرن الآلي خارج الحي، لـ “ ” بأن النظام أعطاهم كمية أقل من المعتاد، وقام عناصر من قوات النظام لأول مرة بجردها أكثر من مرة، وبعدها سألوا عن مندوبي الخبز في الوعر، وعندما رفع بعضهم أيديهم، ضربوا أحدهم وشتموهم وأعادوهم إلى الحي قائلين “خلي المظاهرات تنفعكم”، فعاد الكثير من المندوبين دون أخذ الخبز، ما تسبب في أزمة حقيقية في الحي.
وفي توضيح عن أسباب تعليق هدنة الوعر قال “أ.م” أحد أعضاء لجنة التفاوض لـ “ ” إن الهدنة لم تنته بعد، لكن تم تعليقها من قبل النظام، والضغط علينا في أمورنا المعيشية لنتجاوز بند المعتقلين ويجبرنا على الخروج من الوعر جميعاً، سعياً منه لجعل مدينة حمص خالية تماماً من الثورة، واللعب على الوتر الإنساني يؤدي للتهجير وتغيير ديمغرافي في الحي، كما حصل في سيناريو حمص القديمة، وهذا بعيد عنه بعد النجوم عن الأرض.
ويعيش الآن حي الوعر حالة حصار كامل، يسوده التوتر والترقب من سيناريو يشبه سيناريو مضايا، وهذا الأمر يعتبر خرقاً للهدنة الدولية، وليس فقط لهدنة حي الوعر، كونه يمنع المواد الغذائية من الدخول لنحو 100 ألف مدني محاصر.