خيارات الرئيس الأمريكي


حسب عدد من الاشارات، هناك من استيقظ في واشنطن وفهم أنه ليس بالامر السهل انهاء الولاية في البيت الابيض دون تحريك أي شيء في الصراع الاطول منذ الحرب العالمية الثانية ـ الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. إذا كان اوباما يريد استغلال، بشكل مكثف، الاشهر العشرة المتبقية له فيمكنه تثبيت حقائق من اجل المستقبل، بدون موافقة الكونغرس المعادي له. فهو يستطيع (من خلال عدم استخدام الفيتو) تمرير قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة يضع مباديء الاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني المستقبلي. ويستطيع ايضا القاء خطاب مفصلي وعرض سياسة الولايات المتحدة في هذا الشأن.

 

اذا أراد اوباما لمس صراعنا مرة اخرى قبل الانتخابات في الولايات المتحدة في تشرين الثاني القادم، يجب عليه أن يأخذ في الحسبان المصلحة الحزبية والحذر من الافعال التي قد تُبعد الناخبين. الامر الذي يعني أن استغلال منصة الأمم المتحدة في ايلول أو أي حدث آخر (مثل التوقيع على اتفاق زيادة المساعدات الأمنية لإسرائيل قبل تشرين الثاني)، سيلزمه بقدر أكبر من المحافظة. في المقابل، إذا قرر استغلال الاشهر الثلاثة التي تكون بين الانتخابات وبين انهاء منصبه، في 20 كانون الثاني 2017، فسيجد أمامه وقت أكبر للعمل.

 

اؤمن أن أي خطوة كهذه ستكون مباركة. والخروج من الزاوية التي علقنا فيها هو مصلحة قومية لإسرائيل. القرار ايضا أو الخطابات سيكون لها تأثير واذا اكتفى اوباما بهما ـ فهذا افضل من لا شيء. لكن يمكنه فعل ما هو أبعد من ذلك. فهو يستطيع اجراء فحص تكون نتيجته فهم ما يستعد الطرفين لفعله بشكل فوري. وبعد أن يفهم، تشجيعهما على فعل أكثر من ذلك بقليل.

 

اوباما ليس بحاجة إلى اجراء مفاوضات علنية مع إعلام ومصافحة بالايدي وتصوير. تستطيع الولايات المتحدة القيام بخطوة سرية دون تنسيق مسبق، سواء بواسطة مبعوث يلتقي مع الطرفين أو من خلال لقاء بمستوى متفاوضين في قاعدة عسكرية ليست بعيدة عن واشنطن.

 

هذه الخطوة قد تشير إلى استعداد الاطراف للموافقة على تطبيق المرحلة النهائية لاعادة الانتشار الإسرائيلي التي لم تنفذ بعد من الاتفاق المرحلي. وتوسيع المنطقة التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية واستعداد الاطراف للوفاء بالتزامهم بـ «خريطة الطريق» من 2002 واقامة دولة فلسطينية على الفور في حدود مؤقتة حيث يقوم الطرفين بالتفاوض على هذه الحدود لفترة زمنية ضئيلة بقدر الامكان. أو اتخاذ خطوات أحادية حقيقية بدون اتفاق في هذه المرحلة.

 

يمكن أن الفحص سيظهر أن جميع الخطوات غير عملية الآن وعندها يمكن التوجه إلى التصريحات.

إن خطوة أمريكية أفضل من الاكتفاء بخطاب أو عدم استخدام الفيتو. خطوة أمريكية اعلانية افضل كثيرا من اليأس ورفع الأيدي.

يوسي بيلين

القدس العربي