أهداف روسيا الـ4 في سوريا.. هل حققها بوتين قبل أن ينسحب؟
15 آذار (مارس)، 2016
مع قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب القسم الأكبر من قواته بسوريا الذي بدأ فعلياً الثلاثاء 15 مارس/آذار، ثار التساؤل حول جدوى العملية العسكرية، التي قامت بها على مدار 5 أشهر في البلد الذي تمزقه الحرب منذ 5 أعوام، وماذا كان يريد بوتين من التدخل العسكري في سوريا؟ وهل حقق ما كان يصبو إليه؟
معهد “ستراتفور” الذي يُعنى بالدراسات الأمنية والاستراتيجية قال إن هناك عدة أهداف حتّمت التدخل العسكري لبوتين في سوريا: أولها إنقاذ النظام السوري وضمان مصالحه وبالتالي مصالح روسيا في سوريا. الهدف الثاني عرض قواته المسلحة واختبارها، بعد عمليات التحديث الواسعة التي خضعت لها. أما الهدف الثالث فإضعاف التنظيمات الجهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” والنصرة خصوصاً في ظل مشاركة عدد كبير من المواطنين الروس في القتال بصفوف تلك الفصائل، والهدف الرابع والأهم هو محاولة روسيا ربط تحركاتها في سوريا بمسائل أخرى، بينها النزاع في أوكرانيا والخلافات مع الاتحاد الأوروبي والعقوبات الأميركية بحقها.
دعم الأسد
منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا نهاية سبتمبر/أيلول 2015، نجحت موسكو على نحو واسع في قلب الزخم العسكري لمصلحة النظام بعدما مُنيت قواته بخسائر كبيرة، من دون أن تتمكن من إلحاق هزيمة كاملة بقوات المعارضة. ومن شأن تقليص موسكو دورها في سوريا في هذه المرحلة أن يضعف جهود القوات الموالية للنظام التي تحظى أيضاً بدعم قوي من إيران وحزب الله.
اختبار القدرات القتالية للروس
وفي الأشهر الخمسة الأخيرة، عرض الروس قدراتهم القتالية المتطورة وبعضاً من أسلحتهم الجديدة التي لم يسبق لهم أن استخدموها، الأمر الذي سيسهم في عقد بعض صفقات الأسلحة، بما فيها عقود مع ايران، ما يفتح لموسكو أسواقاً جديدة في ظل حالة التنافس الحاد في سوق التسلح بينها وبين الغرب، خاصة الولايات المتحدة الأميركية التي تعد المورد الأول للسلاح في العالم.
إضعاف قوة “الدولة الإسلامية”
نجحت روسيا بشكل كبير في إضعاف القوة القتالية لتنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات الجهادية الأخرى بعد الآلاف من الغارات الجوية التي استهدفت مواقعها، رغم أن مشاركتها في الحرب ضد التنظيم ليست إلا جزءاً من جهد متعدد الجوانب أوسع بكثير بقيادة الولايات المتحدة مع قوات مسلحة من المعارضة السورية وقوات “الاتحاد الديمقراطي الكردي”. وفي النهاية لم يتم القضاء على “داعش”، إلا أن التنظيم في سوريا والعراق صار أضعف بكثير مما كان عليه قبل 5 أشهر.
صفقة كبيرة؟
ولا يحسم “سترتفور” ما إذا كانت روسيا قد حققت تقدماً في هدفها الأساسي وهو ربط سوريا بمسائل أخرى مثل الحرب في أوكرانيا والخلاف مع الاتحاد الأوروبي، خاصة أن موسكو تدخلت في سوريا للحصول على تنازلات في مناطق أخرى، ولعل معرفة ما إذا كانت قد نجحت في ذلك يعتمد جزئياً على شروط أي اتفاق سلام لسوريا. لذلك يرى المعهد أن قرار خفض القوات الروسية الذي يتزامن مع محادثات جنيف قد يكون إشارة إلى اختراق في المفاوضات التي من المفترض أن تبدأ الأسبوع الجاري.
وبطبيعة الحال ربما يبالغ بوتين كثيراً في دلالات الانسحاب الذي قد لا يقلص التحركات الروسية في سوريا بشكل كبير. كما يشير إلى احتمال – “ولو ضئيل” – في أن تكون روسيا تنسحب بعدما أدركت أنه لا يمكنها إنجاح صفقتها الكبرى في سوريا.
هافينغتون بوست عربي