بوتين يهاتف أوباما بشأن الانسحاب من سوريا


ناقش الرئيسان الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلادمير بوتين هاتفيا إعلان موسكو “الانسحاب الجزئي” للقوات الروسية من سوريا، بحسب ما أعلن البيت الأبيض والكرملين في بيانين منفصلين.

وقال الكرملين في بيانه إن بوتين أبلغ أوباما أن القوات الروسية ستبدأ الانسحاب من سوريا بعدما “استكملت المهام الأساسية في مكافحة الإرهاب”.

وأضاف البيان أن الرئيسين دعيا “إلى تكثيف الجهود من أجل تسوية سياسية للصراع السوري، وعبرا عن دعمهما المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة وبدأت في جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة”.

من جانبه، أوضح البيت الأبيض في بيانه أن الرئيسين ناقشا أيضا “الخطوات المقبلة اللازمة للتنفيذ الكامل لوقف الأعمال القتالية”.

وقال البيان الأميركي إن أوباما رحب خلال المكالمة مع بوتين “بتقليل العنف منذ بدء وقف الاقتتال، لكنه شدد على أن مواصلة الأعمال القتالية من جانب قوات الحكومة السورية تهدد بتقويض جهود الحل”.

وشدد أوباما -بحسب البيان- على الحاجة لسماح قوات النظام السوري بوصول المساعدات الإنسانية دون إعاقة.

وكانت واشنطن تعاملت بحذر مع القرار الروسي المفاجئ، وقال المتحدث باسم الرئيس الأميركي جوش إيرنست “لا بد لنا من أن نعرف بدقة ما هي النوايا الروسية”.

وذكر المتحدث أن الولايات المتحدة كانت على الدوام تشدد على أن التدخل العسكري الروسي يجعل جهود التوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية في سوريا “أكثر صعوبة”.

في حين عبر مسؤولون أميركيون آخرون عن دهشتهم بالقرار الروسي المفاجئ، وقالوا إن واشنطن لا ترى بعد أي مؤشر على استعدادات لذلك الانسحاب.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الرئيس السوري بشار الأسد سيكون تحت ضغط للتفاوض على انتقال سلمي لإنهاء الحرب بسوريا إذا سحبت روسيا معظم قواتها من البلاد.

وأضاف شتاينماير في بيان له “إذا تحقق إعلان سحب القوات الروسية فسيزيد ذلك الضغط على نظام الأسد للتفاوض بجدية في نهاية المطاف على انتقال سياسي سلمي في جنيف”، في إشارة إلى محادثات السلام الجارية في المدينة السويسرية.

رسالة لنظام الأسد

من جهته، رأى أندريه فيودوروف نائب وزير الخارجية الروسي السابق أن هناك ارتباطا بين قرار بوتين ومباحثات جنيف، وأنه وجه به رسالة لنظام بشار الأسد وممثليه بضرورة الانخراط في المفاوضات بشكل فعال، ويطالب -في المقابل- المعارضة السورية بالاعتراف بالانتخابات البرلمانية القادمة.

وزاد فيودوروف في حديث للجزيرة أن القرار ذاته يضغط أيضا على المعارضة باتجاه الحل السياسي من خلال مفاوضات جنيف وإشراك الجميع فيها، بما فيها الوحدات الكردية، وإعطاء الشرعية للانتخابات القادمة والمشاركة في إعداد الدستور الجديد، موضحا أن التدخل العسكري الروسي في سوريا سعى لتدمير البنية التحتية لتنظيم الدولة الإسلامية.

وأكد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الاثنين أن الانسحاب العسكري الروسي من سوريا سيساعد على تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع، وقال تشوركين في تصريح صحافي قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول سوريا إن “جهازنا الدبلوماسي تلقى الأوامر بتكثيف الجهود في سبيل حل سياسي في سوريا”. يشار إلى أن الكرملين قال في بيان له الاثنين إن المهمة التي وضعت أمام وزارة الدفاع والقوات المسلحة الروسية حققت أهدافها في المجمل، مشيرا إلى أن موسكو ستحتفظ بوجود عسكري في ميناء طرطوس وفي قاعدة جوية في محافظة اللاذقية بسوريا، ولم يذكر موعدا لإتمام الانسحاب.

يذكر أن القوات الروسية دخلت سوريا وبدأت هجماتها منذ الثلاثين من سبتمبر/أيلول 2015، بحجة تلقيها طلبا رسميا من دمشق للمساعدة في محاربة “الإرهاب”.

المصدر: الجزيرة نت