on
دير الزور في مثلث التوحش
سلة سوريا الأسم الأنسب الذي أطلق على محافظة ديرالزور لعقود طويلة، فكانت مصدر الغذاء الأول وخزان الماء والوقود، لكن هذا لم يعفيها من الاهمال والتجاهل من قبل النظام الحاكم، الذي حولها إلى أكبر المحافظات النائية.
الفاتنة ذات ضفائر القمح الذهبية على ضفاف الفرات، صاحبة التاريخ والجسر المعلق وأحلام أهلها بعودة الألق إلى شطآن نهرها وأزقة مدنها وبلداتها التي شهدت كبرى المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية والعدالة والديمقراطية، تقبع منذ سنوات في مثلث التوحش الذي ينهش سوريا ويمعن بالتفنن بانتهاكها.
نظام الأسد وتنظيم “داعش” تقاسموا الاجرام في دير الزور قبل التدخل الروسي الذي شكل الضلع الثالث لمثلث الإجرام. حيث يستخدم نظام الأسد أبناء دير الزور المعتقلين كدروع بشرية، ويستعملهم في أعمال السخرة.
وأفاد الناشط الإعلامي سومر ابراهيم في تصريحات صحفية، بأن المعتقلين يقومون بأعمال الحفر ورفع السواتر في منطقة برج الدهموش التي تشهد اشتباكات هي الأعنف في المدينة مؤخراً، حيث يطل هذا البرج على حي “الرشدية” التي ينتشر فيه قناصو “داعش”.
ووثق ناشطون مقتل كل من بلال الحمادي الفرج وعمر جابر الفرج وياسر السلوم وثلاثة أشخاص آخرين، إثر انفجار لغم في قرية الجنينة، ومقتل الشاب عمر مأمون صبحي الزايد تحت التعذيب في معتقلات النظام.
تنظيم “داعش” أيضاً نفذ حملات اعتقال واسعة في مدينة البوكمال بريف ديرالزور، وأغلق عناصره “مقهى إنترنت” واعتقلوا صاحبه بسبب تشغيله لنواشر “Wi- Fi” بعيدة المدى من محله إلى خارجه، بينما شهدت مدينة “العشارة” اعتقالات كثيرة قام بها عناصر “داعش”” أيضاً بتهم مختلفة.
وذكرت معلومات متطابقة من مصادر عدة، أن “داعش” قام بإغلاق جميع مقاهي الإنترنت داخل مدينة دير الزور وبشكل كامل، كما أعدم التنظيم إعدام رجلين من الأكراد في قريتي”صبيخان” و” العشارة” بتهمة قتالهم لـ”داعش” ورجل ثالث في قرية “سويدان جزيرة” دون معرفة التهمة المنسوبة له، ورجلين من قرية “الطابية الشامية ” بتهمة سب “الخليفة”.
وفي ذات الوقت استهدف الطيران الروسي محيط حقل “العمر” النفطي و”البغيلية” و”عياش” بخمس غارات جوية، كما استهدف محيط مطبخ “روافد” في حي “الحميدية” و”الكنيسة” في حي “الرشدية “بغارتين جويتين، في حين قتل شخصين في قرية “الجنينة” إثر انفجار قنبلة عنقودية كان الطيران الروسي قد ألقاها على القرية في وقت سابق.
وشن طيران النظام عدة غارات جوية استهدفت أحياء “الرشدية” و”الحميدية” الخاضعة لسيطرة “داعش” في مدينة دير الزور، كما شهدت قرى ريف دير الزور الشرقي تحليقاً مكثفاً للطيران، وقامت قوات النظام المتمركزة في الجبل باستهداف “الجفرة” براجمات الصواريخ.
واستمر “داعش” باستهداف حيي “الجورة” و”القصور” المحاصرين والخاضعين لسيطرة قوات النظام بقذائف الهاون، حيث وثق ناشطون سقوط قذيفتين بالقرب من مدرسة “سامي الجاسم” وثلاث قذائف بالقرب من مديرية الصحة وشارع “الوادي” دون وجود إصابات في صفوف المدنيين.
من جهة أخرى، قام طيران التحالف الدولي بقصف محيط مدينة البوكمال بغارتين جويتين، حيث أفاد الناشط الإعلامي علاء سويدان، أن القصف استهدف المنطقة المجاورة لمدينة “القائم” العراقية وسط تحليق مكثف للطيران في سماء المنطقة.
المصدر: مدار اليوم