on
“كنت شارلي وباريس فهل ستكون أنقرة؟”.. تفاعل كبير على الشبكات الاجتماعية مع دعوة للتعاطف مع تركيا
توجه جيمس تايلور، الذي يعيش في العاصمة التركية أنقرة، بالشكر والامتنان للآلاف من متابعي الشبكات الاجتماعية الذين أظهروا تفاعلاً كبيراً مع التعليق الذي نشره على صفحته بفيسبوك، ودعا من خلاله إلى التعاطف مع تركيا بعد التفجيرات الانتحارية التي شهدتها العاصمة أنقرة أخيراً.
وقال تايلور: “أنا ممتنٌّ لآلاف آلاف الرسائل التي وصلتني من تركيا وشتى بقاع العالم، كما أعتذر عن عدم قدرتي على الرد عليهم بشكل شخصي. عادة لا يظهر لنا سوى القبح في هذا العالم، بينما في الحقيقة فإن المشاعر الطيبة والدفء اللذين رأيتهما خلال الساعات الماضية ليسا مختلفين عما أقابله في أنقرة يومياً”.
وأضاف: “من السهل أن نكره وأن نتجاهل، لماذا يبدو الحب صعباً للغاية؟”.
وتابع: “لا أودّ إجراء أي مقابلة صحفية أو إعلامية، فالأمر هذه المرة ليس عني، أنا مجرد إنسان آخر على هذا الكوكب، ورغم أن صوتي قد سمعه الكثيرون هذه المرة، إلا أنه ليس بإمكاني الحديث نيابة عن الجميع. متى سنبدأ في الإنصات لباقي العالم؟”.
واستطرد: “ربما نحمل جوازات سفر مختلفة، وآراء مختلفة، لكننا نتساوى في أهميتنا، وفي قدرتنا على إحداث تأثير ملموس. لقد استيقظت البارحة كشاب عادي في الثالثة والعشرين من عمره، لا يملك سوى أصدقائه وهواياته وأفكاره، وسأستيقط غداً أيضاً وأنا لا أملك سواهم، لكن الأشخاص الذين قد لا يملكون حظي في أن تستمر حياتهم حتى الغد هم أيضاً مهمّون ومحبوبون مثل بقيتنا.
نحن باريس، ونحن أنقرة. نحن سوريا وساحل العاج، وقبل ذلك كله نحن بشر”.
وكان تايلور في تعليق سابق دعا إلى التعاطف مع تركيا بعد تفجيرات أنقرة، مناشداً الجميع تخيل حالهم لو أن التفجيرات قد حدثت قريباً منهم. وكانت تلك التفجيرات أسفرت عن مقتل 34 شخصاً و125 مصاباً.
وكتب تايلور في التعليق الذي حظي بحوالي 140 ألف إعجاب و100 ألف مشاركة على فيسبوك، وفق تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الثلاثاء 15 مارس/آذار 2016: “هذه التفجيرات تماثل تفجيراً في دبنهامز بنورثامبتون، أو في الشارع الجديد ببرمنغهام، هل يمكنك أن تتخيل الأمر لو أنه حدث في ميدان بيكاديللي بلندن؟ المكان الذي تمر به يومياً، محطة الحافلات التي تستقلها إلى وجهتك، والشارع الذي لطالما عبرته قد تم طمسها”.
كما أضاف: “تركيا ليست جزءاً من الشرق الأوسط كما يظن البعض، كما أنها ليست منطقة حرب، أنقرة مدينة طبيعية صاخبة مثل شتى العواصم الأوروبية، وكيزالي قلبها. من السهل علينا الشعور بالحزن والتعاطف مع ضحايا التفجيرات الانتحارية في لندن ونيويورك وباريس، إذن لماذا لا نفعل المِثل مع أنقرة؟ هل لأنكم لا تدركون مقدار شبهها بتلك المدن؟”.
وأنهى تايلور كلامه قائلاً: “لقد كُنتَ شارلي، وكنت باريس، فهل تدعم أنقرة هذه المرة؟”.
وكان هذا التفجير هو التفجير الثالث الذي شهدته العاصمة التركية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، ففي الشهر الماضي أعلنت إحدى الجماعات الكردية المسلحة مسؤوليتها عن هجوم استهدف قافلة عسكرية وأسفر عن مقتل 28 شخصاً، أما في أكتوبر/تشرين الأول الماضي فقد شهدت العاصمة التركية أكثر الهجمات دموية في تاريخها، حين استهدف انتحاريان مسيرةً للسلام، ما أسفر عن مقتل 103 أشخاص، وإصابة 250 آخرين.
هافينغتون بوست عربي