هكذا هي حلب.. نجوا من موت محتّم ولا تزال راية ثورتهم مرتفعة!


هنا في حلب كما صنّفت عالمياً أخطر مدينة بالعالم لا يزال تاريخ 15 مارس/آذار سبباً لإدخال الفرح في شوارع سكانها في القسم الذي يخضع لسيطرة المعارضة، فهم يستقبلون ذكرى الثورة السورية الخامسة بفرح وتفاؤل بانتصار قادم، قصص كثيرة ترويها حجارة الركام التي نجا منها عائلات ودفن تحتها كثيرون.

في حي الشيخ سعيد وتُروى القصة بألسنة أبطالها، الذين نجوا من موت محتم ولم يقع.

سماح فتاة عشرينية عزباء، تروي قصة موعد مع الموت تأخر قليلاً.

عاشت سماح تجربة الموت البطيء تحت الأنقاض، بقضائها 8 ساعات تحت ركام البناء، الذي هبط بها إثر غارة جوية عبر سلاح الجو الروسي.

تروي سماح – التي فضلت عدم ذكر اسم العائلة لوجود أقارب لها في مناطق النظام – تفاصيل الحادثة لـ”هافينغتون بوست عربي”: لقد “كنت ذاهبة إلى النقطة الطبية، حين ضرب المبنى بصاروخ من طائرة روسية، هبط فوقي المبنى ذو الطوابق الخمسة المدعمة، كنت بكامل وعيي حين دفنت وأنا حية، بدأت أصرخ وأستنجد، والجراح تشتد بي، بالإضافة إلى إصابة بالرأس، لا تنذر بخير، كنت أستجدي حياتي، علّ الصراخات تحدث جلبة تنبه إلى وجودي هنا”.

بعد بضع ساعات اختلف المشهد، فالصراخ خفت، جلّ ما كانت تفعله سماح هو الدعاء وقراءة القرآن وتقول: “لم أستطع البكاء مرّ وقت طويل على وجودي تحت الأنقاض لم أستطيع تقدير الوقت وكم مضى عليّ هنا، لكنني كنت أشعر بأنني على موعد مع أحد وعليَّ الانتظار حتى سمعت صوت آلات الحفر”.

 

الخوف من آلات الحفر

 

سعادة سماح بأصوات آلات الحفر لم تكتمل، “فقد خفت أن تدهسني وصوتها كان أعلى من صوتي لم أستطع الصراخ”.

“هناك امرأة” هي الجملة التي أعادت سماح للحياة نطقها أحد المنقذين ومعها بدأ النور يعود مجدداً إليها ولحياتها “وهنا غبتُ عن الوعي”.

سماح واحدة من كثيرين من سكان حلب تم إنقاذهم من قبل وحدات الدفاع المدني من بين الأنقاض، بعد أن كان الموت وشيكاً، ولكنهم رفضوا مغادرة المدينة “لأنها الثورة بالنسبة لهم”، على حد قول سماح.

 

منزل متواضع

 

تعيش الشابة الحلبية مع والديها وأخويها في منزل متواضع مهجور معدوم من كل شيء ما عدا السقف والجدران، “هافينغتون بوست عربي” التقت والدتها أميرة التي خطّت السنوات على وجهها ويديها تجاعيد تروي حكاية عائلة عانى أفرادها جميعاً من القصف.

تقول: “لن نترك هذه الأرض نحن فقراء نعم، ولكن لمجرد وجودنا هنا فنحن أغنياء، أغنى من سكان المخيمات، وأغنى من أهالي اللجوء، سنموت هنا على الأرض التي رفعنا صوت الحرية فيها، لن نترك أرواحنا تموت في أرض غير هذه الأرض”.

هافينغتون بوست عربي