روسيا أنهت عزلتها مع الغرب وتجنبت المستنقع السوري

16 مارس، 2016

اوردت الصحف الروسية الثلاثاء ان اعلان انسحاب القسم الاكبر من القوات العسكرية الروسية من سوريا يتيح لموسكو تقديم تدخلها في هذا البلد بمثابة انتصار سياسي، كونها اعطت اولوية للتسوية السياسية بدل الغرق في النزاع.

واعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء ان دفعة اولى من طائرات النقل والقاذفات التابعة لها اقلعت من سوريا متجهة الى روسيا تنفيذا لقرار الرئيس فلاديمير بوتين الاثنين بسحب القسم الاكبر من القوات العسكرية الروسية من البلد الذي يشهد نزاعا داميا دخل عامه السادس.

وكتبت صحيفة “كومرسانت” ان “موسكو كان يمكن ان تغرق في مستنقع هذه الحرب، الا انه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) اعلن سحب قواته العسكرية، وباتت لديه حجج قوية ليقول ان حملته في سوريا انتصار له”.

وتابعت الصحيفة ان موسكو لم تكن تهدف الى تحرير كل الاراضي السورية وهو “ما يمكن ان يستغرق سنوات دون اي ضمانات بتحقيق نتيجة ايجابية”.

واشارت الصحيفة الى ان روسيا، وبفضل الحملة العسكرية في سوريا، نجحت في الخروج من العزلة الدولية التي فرضت عليها بسبب النزاع في اوكرانيا. وتابعت ان القرار بسحب القوات لم يكن من الممكن ان يتخذ دون اتفاق مع الولايات المتحدة.

واوردت صحيفة “فيدوموستي” الليبرالية ان روسيا كانت بدات حملتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا اساسا “بهدف التقارب مع الغرب اولا”، ولكن ايضا “بهدف اطلاق محادثات” السلام.

واعلن موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء ان الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا يشكل “تطورا مهما” معربا عن الامل في ان يكون له “تاثير ايجابي” على مفاوضات السلام في جنيف.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية الثلاثاء ان “دفعة اولى من الطائرات الروسية أقلعت من قاعدة حميميم الجوية عائدة الى قاعدتها في روسيا”، وذلك غداة اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ بسحب القوات الروسية المنتشرة منذ 30 ايلول/سبتمبر في سوريا.

وتضم الدفعة الاولى طائرات نقل من طراز تي-154 وقاذفات سو-34.

وتابع البيان ان الطائرات ستغادر القاعدة الجوية ضمن مجموعات تضم طائرة نقل على متنها تجهيزات تقنية او معدات وترافقها طائرات روسية.

واضاف ان “كل دفعة من هذه التشكيلات ستحلق على مسار متفق عليه قبلا حتى الحدود الروسية وبعد عبورها ستتوجه كل طائرة منفردة الى قاعدتها”.

وكان بوتين اعلن الاثنين بشكل مفاجئ انسحاب القسم الاكبر من القوات الروسية المنتشرة منذ 30 ايلول/سبتمبر في سوريا حيث تشن غارات جوية لدعم النظام السوري.

واشارت صحف روسية عدة الثلاثاء الى ان اعلان موسكو المفاجئ في الوقت الذي بدات فيه جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريتين، من شانه ان يشجع عملية السلام.

وكتبت صحيفة “ايزفستيا” القريبة من الكرملين ان “سحب القوات الروسية يضع حدا للتوتر الذي تثيره الغارات الجوية” الروسية، واضافت ان “الانسحاب يظهر ايضا ان الجيش السوري بات قادرا الان على مواجهة قوات تنظيم الدولة الاسلامية بنفسه”.

وعلق المحلل الروسي غيورغي بوفت لاذاعة “بزنيس اف ام” ان “موسكو ومنذ البداية لم تكن تسعى الى انقاذ نظام الاسد باي ثمن، بل هدفها الرئيسي كان الخروج من العزلة الدولية وهذا ما تمكنت من تحقيقه”.

وتابع بوفت ان روسيا، وفي ما يتعلق بمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية، “حققت اقصى ما يمكن التوصل اليه دون القيام بعملية برية”، متفادية ان تتحول سوريا الى “افغانستان جديدة”.

واضافت الصحف الروسية ان الكرملين اراد تفادي تكرار تجربة الاتحاد السوفياتي سابقا في افغانستان حيث خاض الجيش الاحمر حربا استمرت عشر سنوات ضد المجاهدين بين 1979 و1989.

ميدل ايست أونلاين