“صفارات إنذار ونوم في أماكن مزدحمة وطعام لا يكفي”.. نروجيون يجبرون أبناءهم على العيش في مخيّمات وهمية للشعور بمعاناة ملايين اللاجئين


رغم تعرض حكومة النرويج لانتقادات قاسية بسبب انخفاض معدلات قبول اللاجئين، في هذه الدولة الإسكندنافية إلا أن مواطنيها يخوضون تجربة الحياة كلاجئين أنفسهم، أو على الأقل يتظاهرون بذلك ليوم أو يومين.

ففي كل عام، يطلب الآلاف من الآباء في النرويج من أطفالهم العيش في مخيمات وهمية للاجئين للشعور بمعاناة ملايين الناس الذين يمرون بهذه التجربة كواقع في حياتهم، بحسب ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط.

كينيث جوهانسن، مدير منظمة لاجئي النرويج التي تدير المشروع قال إنه “من المفترض بذلك المخيم أن يمنح الأطفال نظرة موجزة وشعوراً حقيقياً حول ظروف حياة اللاجئين”.
وتهدف المنظمة إلى خلق المناخ الحقيقي للتجربة، حيث يمكن سماع صفارات الإنذار داخل وحول المخيم.

ويمنح الأطفال والمراهقين الحدّ الأدنى الممكن من الطعام، ويتعيّن عليهم النوم في أماكن مزدحمة خلال رحلتهم الوهمية من السودان وحتى النرويج.

 

هجوم على المخيمات

 

وفي منتصف الليل، يجبر “هجوم” ما على المخيم اللاجئين على تغيير المواقع وسط درجات حرارة تقترب من مستوى التجمد، وفقاً لوصف الحياة في ذلك المخيم من
قبل وكالة الصحافة الفرنسية.

ويضيف جوهانسن أن “النتيجة التي نتوقعها ونأملها هي منح أولئك الأطفال نظرة حقيقية وواقعية على العالم من حولهم، وأن نظهر لهم كم أنهم محظوظون للحياة في بلد مسالم وآمن مثل النرويج”.

ومن المفترض لتلك التجربة كذلك أن تظهر أن اللاجئين الحقيقيين لا يعانون من درجات الحرارة المنخفضة للغاية أو الإرهاق المستمر فحسب، وإنما يكافحون البيروقراطية والعوائق القانونية كذلك، حتى بعد وصولهم إلى أوروبا.

يقول جوهانسن كذلك إن “المراهقين يشعرون بأن البيروقراطية تعمل ضدهم في كثير من الأحيان”.

ويأمل هو برفقة زملائه أنهم عن طريق تشغيل ذلك المخيم، يمكنهم أن يجعلوا الشباب النرويجي أكثر تعاطفاً مع الآخرين.

وطرحت فكرة مخيّمات اللاجئين الوهمية للمرة الأولى في الدنمارك عام 1987، ومن ثم سرعان ما انتشرت التجربة في دول أخرى.

هافينغتون بوست عربي