‘مدير مركز عطاء للصحة النفسية لـ (كلنا شركاء): الوضع الأمني من أبرز الصعوبات التي تواجهنا’

16 مارس، 2016

إياس العمر:

خلفت الهجمات التي شنتها قوات النظام على المناطق الثائرة نسبة كبيرة من المصابين باضطرابات نفسية، لذلك قام مجموعة من المختصين في محافظة درعا بإنشاء مركز عطاء للصحة النفسية والإرشاد الاجتماعي.

وقال المشرف العام على المركز الباحث النفسي والاجتماعي الطبيب موسى الزعبي في حديث لـ “ ” إنه يجب التفريق بين الطبيب النفسي والأخصائي النفسي، فالطبيب النفسي هو من أكمل إجازة بالطب البشري ستة أعوام ثم تخصص أربعة أعوام ماجستير بالطب النفسي، أما الأخصائي النفسي أو المرشد الاجتماعي فهو لا يدرس الطب، وإنما حائز على إجارة في علم النفس والإرشاد الاجتماعي وما شابه.

وأشار إلى أن العلاقة بين الطبيب النفسي والأخصائي النفسي هي كالعلاقة بين الطبيب والممرض، فأي مركز نفسي يجب توفر طبيب نفسي ليشخص الحالات ويضع خطة العلاج، فهناك تداخل كبير بين الأمراض النفسية يصعب على غير الطبيب النفسي تمييزه، ويقوم الكادر من الاخصائيين بمتابعة تنفيذ المشروع بإشراف أخصائيين واستشاريين، وللأسف أغلب مراكز الدعم النفسي التي يتم افتتاحها  ليس فيها كادر متكامل، ويعاني من غياب للأطباء النفسيين غالباً، وتقوم فقط هذه المراكز على بعض النشاطات والترفيه النفسي دون وضع خطط واضحة للتشخيص والعلاج، وبالتالي لا تستمر طويلاً ولا تعطي المطلوب.

وعن الأعمال التي يقوم بها مركز عطاء، قال الزعبي إن مركز عطاء يقوم على برنامج نفسي اجتماعي متكامل، فهو برنامج وقائي توعوي مسحي علاجي، حيث نقوم بإحصاء الحالات النفسية وفق استمارات ومقاييس نفسية عالمية، ثم علاجها بالأدوية النفسية والبرامج والجلسات النفسية، ونقوم بالتوعية للأهالي والمرضى من خلال المحاضرات والبرشورات النفسية.

وعما إذا كان هناك مركز آخر في الجنوب السوري، أشار الزعبي إلى أن يوجد مراكز أخرى في الجنوب السوري، ولكن مختصة بالدعم النفسي فقط، ومقتصرة على الترفيه وما شابه، ولا تعمل بالصحة النفسية وأغلبها أغلق بسبب عدم توفر الدعم اللوجستي والمادي وعدم توفر الكادر.

وعن نشاط المركز قال مدير المركز الأخصائي بسام الزوباني في حديث لـ “ ” إن مركز عطاء يقوم حالياً على استقبال الحالات، وكذلك يقوم بزيارات للمدارس والمخيمات ومراكز اللجوء، ويقدم محاضرات وندوات توعية لأصحاب الاضطرابات والمشكلات النفسية ضمن المدارس ومراكز المهجرين والتجمعات، تتضمن طرق وأساليب تلافي المشكلات النفسية وعلاج الاضطرابات النفسية دوائياً أو سلوكياً ضمن بروشورات توعية، إصافة للترفيه والألعاب الموجهة.

وأردف الزوباني بأن القائمين على المركز حالياً أطباء نفسيين ومختصون بالإرشاد النفسي، وآخرين خاضعين لدورات بالدعم النفسي وحماية الطفل، وهم مجازون، ونقوم كأطباء بمتابعة بعض الحالات من خلال العيادة الالكترونية، مشيراً إلى أن أبرز الحالات التي تراجع المركز هي حالات عامة مثل الرهابات نتيجة الظروف وقلق عند الكبار، ومشاكل دراسية بكثرة عند الطلاب من تشتت انتباه وفرط نشاط وتأخر دراسي وصعوبات تعلم، بالإضافة إلى اضطرابات نفسية سلوكية مثل عدوانية وتبول لا إرادي ومشاكل متفرقة.

وعن أبرز الصعوبات التي تواجه العاملين في المركز قال الزوباني إن أبرز الصعوبات التي تواجههم على الصعيد اللوجستي هو الوضع الأمني والتنقل، حيث تعرض فريقنا النفسي للتهديد مما اضطرنا لإغلاق المركز وفتحه بمكان آخر، وكذلك وعدم وجود وعي لدى الناس حول خطر ترك المشاكل النفسية وبالتالي عدم تعاونهم، وأيضا عدم اهتمام المنظمات الدولية بالموضوع النفسي وخاصة في الجنوب السوري، وبالتالي عدم تقديم أي دعم مما يجعل نشاطنا محدود، رغم مقدرتنا على تغطية ثلاث محافظات من خلال فرقنا العلاجية، ولكن حالياً لا نغطي إلا بضعة قرى.

وختم مشرف المركز الطبيب موسى الزعبي حديث قائلاً: “أخيراً، وبحكم خبرتي النفسية والاجتماعية أقرع جرس الإنذار وبعد خمسة سنوات من تعرض الشعب السوري لأقصى أنواع العنف والضغط النفسي منذ الحرب العالمية الثانية بما يخص الاضطرابات النفسية، وأحمل المنظمات الدولية وخاصة التابعة للأمم المتحدة المسؤولية عن تقصيرها، فالإعاقة النفسية أخطر من الإعاقة الجسدية، والمرض النفسي أصبح المرتبة الثانية عالمياً من حيث تسبب الإعاقة بعد حوادث السير، وإن عدم علاج الاضطرابات النفسية سيولد جيلاً كقنبلة موقوتة من العنف، نتيجة الاضطرابات النفسية والشخصية المضطربة، وعلى الهيئات الدولية الداعمة  تسليط الضوء على الجنوب السوري في درعا والقنيطرة وريف دمشق خاصة، حيث اهتمام هذه الهيئات فقط بالشمال السوري، رغم التسهيلات التي يقدمها الأخوة الأردنيون لهذه الهيئات الدولية وفتح مكاتب لها بالأردن”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا