مقولة الجبير بأن روسيا لن تنتصر في سوريا تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

17 مارس، 2016

أخبار السوريين: ارتبط اسم عادل الجبير ، وزير الخارجية السعودي، بتحالفات عربية وإقليمية، وبنبرة أكثر حدة تجاه المتسببين بأزمات المنطقة، وتحولات دبلوماسية وعمليات عسكرية، فضلاً عن سياسة “ناعمة” متوازنة مع المجتمع الدولي.

لكن الجبير عرف بحدته تجاه إيران، فكما ثبت مراراً وتكراراً، يصرّ الإيرانيّون على التسبّب بالفوضى وإراقة الدماء من أجل تثبيت أجندتهم، تارة مع النظام السوري وأخرى مع مليشيات الحوثيين، وبينهما لبنان والعراق، فضلاً عن سياسة العداء لدول الخليج.

واشتهر الجبير بتصريح يكرره مراراً بالقول إن “على الأسد الرحيل إما عبر تسوية سياسية، أو عمل عسكري”، وبالقول إن الأسد سيسقط لا محالة عاجلاً أو آجلاً.

ومع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء الانسحاب العسكري من سوريا بدءاً من اليوم الثلاثاء، وبدء وزارة الدفاع الروسية سحب معداتها العسكرية من سوريا عملياً، نشر ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي تصريحات للجبير كان قد تنبأ فيها بفشل روسيا في سوريا أكثر من مرة.

وقال الجبير في أحد المقاطع المسجلة: “النظام (السوري) استعان بإيران وفشلت إيران، التي استعانت بمليشيات شيعية مثل حزب الله وأخرى من العراق وباكستان وأفغانستان وفشلت، ثم تدخلت روسيا ولن ينتصر بشار الأسد. الصورة واضحة، الأمر النهائي واضح فهي مسألة وقت، الأسد رايح رايح”.

وفي مقطع آخر، قال الجبير: “النظام استعان بروسيا، وستفشل (موسكو) في إنقاذ بشار الأسد، لأنه من المستحيل أن يبقى رجل مسؤول عن قتل 300 ألف من الأبرياء وتشريد 12 مليوناً من شعبه وتدمير بلاده، مستحيل أن يبقى، مسألة وقت وعاجلاً أو آجلاً سيسقط هذا النظام”.

ورصد “الخليج أونلاين” بدء تناقل واسع لهذه المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الواتساب وتلغرام، وذلك فور إعلان الرئيس الروسي قراره الانسحاب من روسيا، في إشارة إلى عدم تحقيق موسكو أياً من الأهداف التي دخلت من أجلها.

وحمل إعادة نشر المقاطع المصورة للجبير المتعلقة بروسيا وإيران على وجه الخصوص تعليقات متعددة، تشير إلى سلسلة من النقاط التي تتحدث عن إخفاق الروس بتحقيق أي من الأهداف التي أُعلنت في بداية العملية العسكرية، مشيرين إلى “تمدد تنظيم داعش” في سوريا، وهو الذي كان يُعلن بوتين أنه جاء ليقاتلهم.

ومنذ أن أصبح الجبير وزيراً للخارجية، يتدخل الخليجيون وحلفاؤهم بسلاح القوّة الماليّة والدبلوماسيّة والعسكريّة للتصدّي للخطر الإيراني في المنطقة، وهذا ما برز عبر إنشاء السعودية لتحالفين؛ الأول عربي يخص محاربة مليشيات الحوثيين المدعومة إيرانياً في اليمن، والآخر إسلامي عسكري مكون من 34 دولة لتنسيق جهود تلك الدول.

وتقلد الجبير منصبه في حقبة الاتفاق النووي الإيراني الذي جرى الإعلان عنه في يوليو/تموز 2015، وكان له دور في محاولة استمالة “الدب الروسي”، والتفاهم معه تدريجياً على معالجة الملف السوري، بما يضمن الوصول إلى تسوية تستبعد بشار الأسد من محصلتها النهائية، وذلك بعدما تعاظمت فجوة الثقة بين السعودية وواشنطن، على خلفية الاتفاق النووي مع إيران، وسياسة المماطلة تجاه عدد من الملفات الإقليمية “المؤرقة”.

لكن التعنت الروسي في سوريا دفع الجبير إلى التصريح أكثر من مرة بأن مصير هذا التدخل هو الفشل. وجاء هذا في وقت تقود فيه كل من السعودية وتركيا تحالفاً وثيقاً ينتهج سياسة أكثر جرأة نحو العمل على إسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد، ومحاربة تنظيم الدولة، على حد سواء.

الخليج أونلاين.