كيف حلل السوريون قرار السحب الجزئي للقوات الروسية؟


كيف حلل السوريون قرار السحب الجزئي للقوات الروسية

قرار مفاجئ أعلنت عنه وزارة الدفاع الروسية يقضي بانسحاب جزء من القوات الروسية المساندة للنظام السوري من البلاد، إذ لم يتوقع أحد صدور هكذا قرار، وعلى الرغم من أنه قد يكون مجرد قرار إعلامي لا أكثر، لاسيما أن روسيا ستبقي على جزء كبير من قواتها في قواعدها العسكرية في سوريا، إلا أنه لقي تفاعلاً كبيراً من قبل السوريين الذين عبروا عن سعادتهم بذلك معتبرين أنه انتصار، لكن البعض أيضاً وجدوا أن وراء الأكمة ما وراءها
ويرى الكاتب الصحافي عبد الوهاب عاصي أن الانسحاب الروسي جاء بعد أن حقق التدخل العسكري أهدافه المطلوبة والمحددة قبل بدئه، يقول لـ «القدس العربي»، «الانسحاب الروسي المفاجئ يشير إلى مدلولات عدة، أبرزها أن العملية العسكرية الروسية بالفعل كانت محددة الأهداف ومؤطرة بسقف زمني، مثلما أكد الكرملين بداية الحملة الروسية على سوريا، وهذا يندرج ضمن سياسة مراقبة شديدة للبيت الداخلي الروسي، والذي يؤكد ذلك، سعي موسكو إلى تحسين علاقاتها مع دول الخليج العربي، من أجل البحث عن مخرج من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الانخفاض الحاد في أسعار النفط، العمود الفقري للخزينة الروسية»، هذا ما فسره الصحافي المعارض بالنسبة للحالة الروسية داخلياً وما يتعلق بالعلاقات مع دول الخليج العربي.
وأضاف «أما على الصعيد السوري، فيعني القرار، في أغلب الظن أن روسيا تصر على إظهار نفسها بأن الحل السياسي هو الخيار الذي تسعى لتحقيقه، وأن عمليتها العسكرية في سوريا انتهت بعد تحقيق الجزء المرسوم له، وهو إعادة الروح للنظام السوري من أجل إدخاله في عملية سياسية محكمة متفق عليها بين أطراف المجموعة الدولية لدعم سوريا، كما أن الخروج الروسي له إشارة واضحة بأن موسكو لا تريد إطلاقاً إنهاء وجود المعارضة السورية العسكرية، بل على العكس يبدو أن هناك إشارات على إشراكها في الحرب ضد تنظيم الدولة وتقديم موسكو الدعم لها».
بعض السوريين وجد أن الانسحاب الروسي لا يعني أن روسيا توقفت عن دعمها للنظام أو أنها خذلته أبداً، فعلى العكس هي التزمت بدعمه أكثر من التزام أصدقاء المعارضة السورية بدعمها، وكتب المعارض الكردي «صلاح الدين بلال»، «لقد صدق الروس بدعم النظام السوري، فقد قاتلوا مع قواته جنباً إلى جنب ضد فصائل الجيش السوري الحر، كما صدقوا مع برلمانهم في المدة التي حددوها للعمليات في سوريا، كما صدقوا في وعودهم للنظام بضرب الفصائل الإسلامية، أما أصدقاء المعارضة السورية فقد كذبوا في معظم الوعود التي قطعوها، فلا هم زودوا المعارضة بالسلاح النوعي، ولا قاموا بتوحيد فصائل المعارضة كما ذكروا مراراً بل عملوا على تفريقها وعلى إضعاف الثورة والثوار».
وأضاف بخصوص الانسحاب «لقد وجه الروس إلى النظام السوري رسالة قاسية تسببت بصدمة له، فسحب جزء من قواتهم التي كانت تقدم له الدعم في المعارك وفي مختلف الجوانب العسكرية، سيجبر النظام على أن يحترم المفاوضات الجارية في جنيف، بل سيكون أكثر جدية بعد الانسحاب عما قبله، ومن الواضح أن تصريحات شخصيات تابعة للنظام ومنها وليد المعلم قد تسببت في إزعاج الروس واتخاذهم لقرار كهذا، وما فعلوه كسر لعنجهية النظام في تصريحاته الأخيرة».
بينما تفاءل كثير من الناشطين والمثقفين السوريين بهذا الانسحاب، إلا أنهم يعتقدون أن قرار الانسحاب ليس كافياً فالتطبيق على أرض الواقع هو المهم، وقالت الكاتبة السورية بهية مارديني على صفحتها في «فيسبوك» أن «المهم ليس فقط سحب القوات الروسية من سوريا، لكن الأمر الهام هو وقف قصف السوريين من قواعدهم العسكرية الدائمة الموجودة في سوريا».
ورغم تباين الآراء والتحليلات، فإن مختلف الشرائح السورية ترى الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا أمراً إيجابياً لا بد أن يؤدي لتحسن في الحالة السورية العامة، حتى أن الرأي السياسي العالمي بشكل عام أيد هذه النظرة وأكد معظم المعنيين بالمسألة السورية أن سحب روسيا لقواتها سيدفع بحلول الأزمة السورية إلى الأمام.

كيف حلل السوريون قرار السحب الجزئي للقوات الروسية؟ المصدر.