غاز الهيدروجين… جديد السوريين في ريف إدلب للحصول على طاقة


90

عبد الرزاق الصبيح:

الحاجة أم الاختراع، وغلاء الأسعار في إدلب دفع شبابها للإبداع، فقد دفعت الظروف الصعبة التي يعيشها السوريون في زمن الحرب بعض المختصّين من المدنيين والعسكريين في ريف ادلب، للتفكير في انتاج طاقة بديلة تمكّنهم من الاستغناء عن المحروقات وبمواد بدائية بسيطة وبتكلفة قليلة.

بعد عدّة تجارب وجمع معلومات، استطاع فريق من وحدة التصنيع الحربي الشامي في ريف إدلب، الحصول على غاز الهيدروجين القابل للاشتعال، واستعماله كبديل للغاز المنزلي وكذلك للاستفادة منه في تشغيل المولّدات الكهربائية، وبتكلفة مادية بسيطة.

تعتمد الطريقة على التحليل الكهربائي لذرات الماء عن طريق نبضات مربّعة ذات سعة معينة تنتجها دارة كهربائية موصولة مع مدخّرة 12 فولط ومخرج الدارة موصول مع خلية هيدروجينية مصنّعة محلّياً تملأ بالماء، وعند تشغيل الدارة تبدأ ذرات الماء بالتفكك إلى ذرات هيدروجين تجتمع عند القطب السالب من الخلية ثم تخرج كفقاعات الغاز، وذرّات أكسجين تجتمع عند القطب الموجب، وتكون على شكل فقاعات، ويجب أن تكون الخليّة محكمة الإغلاق ولها منفذين، المنفذ السفلي لدخول الماء النقي، والمأخذ العلوي لخروج غاز الهيدروجين القابل للاشتعال.

استطاع الفريق أيضاً الحصول على غاز الهيدروجين بطريقة كيميائية، وذلك عن طريق تفاعل مواد كيميائية ضمن اسطوانة محكمة الإغلاق، بنسب معينة ودقيقة من هذه المواد، ويتم وضع برادة ألمنيوم ومادة هيدروكسيد الصوديوم وتسمى محلّياً (القطرونة) بالإضافة إلى ماء نقي ساخن جداً، ونتيجة التفاعل في داخل الاسطوانة، ينتج غاز الهيدروجين، ويجب أن تكون الاسطوانة محكمة الإغلاق، وأن يكون وصل صمام ضغط وخلخلة في الأسطوانة من جهة الأعلى، كي يسمح بتسريب الضغط الزائد، في الاسطوانة للخارج نتيجة التفاعل عندما يصل لدرجة كبيرة جداً داخل الأسطوانة تجنباً لانفجارها.  ويتم وصل مخرج للغاز الناتج، وهو غاز الهيدروجين القابل للاشتعال مع وصلة عدم رجوع حتى لا يعود الاشتعال إلى داخل الاسطوانة.

يتم الاستفادة من هذا الغاز في المنزل حيث يعتبر بديل للغاز المنزلي، وكذلك يتم الاستفادة منه في تشغيل المولدات الكهربائي، بعد تبديل قطعة التنقية في المولدة الكهربائية، ويمكن الاستفادة منه في أمور أخرى.

قال إيهاب الطه صاحب الفكرة “لقد استطعنا استخراج غاز الهيدروجين بعد تجارب عديدة، واستطعنا الاستفادة من الغاز كطاقة بديلة يمكن الاستفادة منها في أمور مدنية منزلية”.

وأضاف الطّه في حديثه لـ “ ” أنه تم الاستفادة من مواد بدائية بسيطة وبتكلفة قليلة جداً، استطعنا الاستغناء عن قسم كبير من المحروقات، واستطعنا توفير مبلغ كبير على المدنيين، وبطريقة آمنة جداً، ولاسيما انه ومع ظروف الحياة الصعبة التي يعيشها السوريون في ظل الحرب والتي كلّفتهم الكثير من الأرواح والمال، يحاول السوريون التّأقلم مع الواقع واستمرار الحياة.

أخبار سوريا ميكرو سيريا