ماذا أنجز بشار الأسد خلال سنوات الثورة لسوريا والشعب؟
18 مارس، 2016
ضحايا مدنيون، أضرار مادية جسيمة، مرافق عامة مدمرة، إعاقات مستديمة، حياة شبه معدومة بمناطق كثيرة، رعب يخيم على الأجواء، دور للعبادة مدمرة، وكل ذلك مر على سوريا ضمن 5 سنوات والشعب السوري صامد فيها بوجه جميع الأطراف المرتكبة الجرائم السابقة الذكر، والتي كان متصدرها نظام الأسد.
لعل تقارير توثيقية أصدرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان توضح مصداقية كل ما ذكر فمنذ مارس 2011 إلى مارس 2016 تخطت أرقام المجازر الحاصلة في سوريا حدود المعقول.
وأول تقرير موثق للشبكة السورية هو عدد الضحايا في سوريا منذ خمس سنوات إلى الآن عبر استهداف النظام المناطق المحررة بأكثر من 35 ألف برميل وقنبلة والبالغ 14652 مدنياً بينهم 2896 طفلاً و2672 امرأة، أما الشهداء الذين سقطوا نتيجة حصار النظام لأكثر من 10 مناطق خارجة عن سيطرته قد وصل إلى 901 بما فيهم 294 طفل و189 امرأة، فسوء التغذية واللجوء لأكل لحوم القطاط والحشائش حري أن يكون سبباً كافياُ للموت، هذا غير 12486 شهيد قضوا تحت التعذيب في أقبية سجون الأسد بينهم 159 طفل و38 امرأة وأرقام كثيرة أضحت مجهولة الطريقة في الموت حرقاً أو إعداماً ميدانياً ومقابر جماعية أو حتى معرفة إذا ما زالت على قيد الحياة أو وراء القضبان.
وبما أن قلق بانكي مون، والأوراق السرية تحت الطاولات في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية، ومجلس الأمن المندد بتلك الأعمال والجامعة العربية الخائفة على دول الجوار من الأزمة السورية ما زالت بعيدة عن إيجاد حل للوضع السوري إلا أنها كانت بمثابة الضوء الأخضر لبشار الأسد بأن ينقض كل الحقوق الدولية المحرمة عندما استهدف المناطق المحررة بما يفوق 167 هجمة بالغازات السامة ومنها الكلور والسارين والتي راح جراءها آلاف الشهداء المدنيين ومعظمهم من الأطفال، علماً انه 33 هجمة منها نفذها النظام قبل صدور قرار مجلس الأمن رقم(2118) الصادر في سبتمبر 2013، و134 هجمة بعد صدور القرار أعلاه و65 منها بعد القرار رقم (2209) الصادر في مارس 2015.
لم تسلم المساجد من الدمار أو الكنائس أو المنشآت التعليمية وحتى كل الأطراف المتنازعة ساهمت بتلك الخسارات بشكل قريب أو بعيد، فقد وثقت الشبكة السورية اعتداءات من قوات النظام السوري على المساجد والكنائس والتي حرم القانون الدولي الاعتداء عليها بما أن أي انسان يحق له ممارسة طقوسه الدينية في أماكنها المحددة ومن غير أن يسلبه إياها أحد، ومجمل المساجد المعتدى عليها هو 2146، والكنائس 74، بينما المرافق التعليمية التي طالها قصف النظام بجميع الأسلحة عددها أكثر من 4 آلاف في محاولة منه لتدمير سوريا اقتصادياً من جهة وفكرياً ثقافياً من جهة أخرى كون الأماكن التعليمية هي المنبر الذي فيه تبنى الأجيال.
وفي نية للنظام لقطع آخر طرقات النجاة من الموت والعودة إلى الحياة عند السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة الكتائب الثورية لجأ إلى استهداف النقاط الطبية مما أودى بحياة ما يزيد عن 550 من الكوادر الطبية المتواجدة فيها، وأما الإعلاميين كان لهم أيضاً النصيب الوافر من القتل على يد أطراف عدة يتزعمها النظام لمدى إدراكه بأهمية الصحافة والإعلام في إيصال صوت الشعب للعالم وتغيير مجريات الأحداث في المجتمعات كافة ومن مختلف الجوانب، فعمد لبتر تلك الوسيلة أثناء قتله 479 إعلامي عربي أو أجنبي.
وتستمر تلك الأرقام التي تعبر عن الشعب السوري وتضحياته في سبيل نيل الحرية والتخلص من آل الأسد، طالما أن حصيلة الاعتقالات التعسفية على يد قوات النظام السوري بلغت 124596 شخصاً متضمنة 10873 طفلاً و 8642 سيدة، ناهيك عن الأطراف المتصارعة الأخرى المحتجزة آلاف السوريين، وكل المعتقلين هم مشاريع شهادة خاصة أن نسبة 75 – 80 % منها تحولت إلى حالات اختفاء قسري، بالتالي سيبقى عدد الشهداء في سوريا مستمر مع استمرار حكم الأسد وتكثيف ضرباته الجوية مع حلفائه.
ليس غريب ما يحصل في سوريا ولا سيما أن أجساد السوريين تحولت لمجرد لعبة رقمية ترمز لكمية الإجرام الأسدية بعد أن تجاوز النظام كل الخطوط الحمراء التي تشدق بها أوباما رئيس أمريكا الملقبة بشرطي العالم، وهذا ما كشف حقيقة ذاك الحامي شكلياً والقاتل ضمنياً.
المركز الصحفي السوري – محار الحسن