‘معارك النظام بتدمر: تركيز على حقول النفط وتجاهل للمدنيين’

18 مارس، 2016

قوات النظام بتدمر

الجمعة 18 مارس / آذار 2016

تركزت معارك قوات النظام في ريف حمص الشرقي مؤخراً حول آبار النفط، حيث وضعت قوات النظام كامل ثقلها هناك، واستقدمت تعزيزات ضخمة لفرض سيطرتها، وتأمين مصالحها ومصالح روسيا الاقتصادية، وسط تراجع لتنظيم “الدولة الإسلامية” الذي قُطعت خطوط إمداده وتم فصله بشكل شبه كامل عن مناطق تمركزه في دير الزور.

وبحسب مراسل “السورية نت” في حمص يعرب الدالي، تمكنت قوات النظام من السيطرة على حقل “التيم” أكبر حقول النفط في ريف حمص الشرقي، بعد معارك بدأتها منذ شهر تقريباً، تركزت بشكل واضح على آبار النفط المنتشرة في الريف والخاضعة لسيطرة “تنظيم الدولة”.

وأعلنت صفحات ومواقع تابعة للنظام أنه بدأ بإعادة تشغيل الحقل واستثمار الغاز منه بعد استعادة السيطرة عليه.
معارك تدمر

وحول معارك تدمر تحدث لـ”السورية نت” الناشط محمد حسن الحمصي من “شبكة تدمر الإخبارية” قائلاً: إن “تنظيم الدولة بدأ بالتراجع بعد أن نجحت قوات النظام بقطع أغلب خطوط إمداده نحو دير الزور من خلال قصف الطرق الواصلة إلى هناك واستهداف مدينة السخنة شرق تدمر، لتفصلها عن الطرق المؤدية إلى دير الزور أكبر معاقل التنظيم شرق سورية”.

وأضاف الناشط الحمصي: “أن قوات النظام تقدمت في جبلي الطار وهيان ومنطقة وادي أبيض ومحور الدوة وهي منطقة سهلية وبذلك يكون النظام قد سيطر على اتستراد حمص تدمر أيضاً”.

ويحاول النظام التقدم من منطقة التلال المحاذية لجبل الهايل حيث يعتبر مركز تواجد معدات وتجهيزات النظام من آليات عسكرية ورواجم للصواريخ التي تدك المدينة.

كما يحاول التقدم إلى جبل الخان الواقع بالقرب من قصر الحلابات. واستطاع النظام السيطرة على تلال 900 وتل 800 والمعارك عنيفة هناك حاولة عناصر التنظيم استعادتها.

وكان أخطر تقدم لجيش النظام على المدينة عند اقترابه من القصر القطري الواقع جنوب غرب المدينة حيث فاجأهم التنظيم بكمين محكم استطاع من خلاله قتل وأسر العشرات منهم.

ويقوم “تنظيم الدولة” بشن هجمات مباغتة على الحقول النفطية في جبال شاعر وجزل بهدف مشاغلة النظام وإجباره على التراجع. وفي ريف حمص الجنوبي الشرقي، أحكم مقاتلو التنظيم اليوم سيطرتهم على جبل الباردة (30 كيلو متر شرقي مدينة القريتين) بعد هجوم على مواقع قوات النظام فيه، وكان التنظيم قد شن عدة محاولات فاشلة للسيطرة عليه سابقاً قتل في إحداها 8 عناصر للتنظيم.

وبيّن الناشط الحمصي أن “تنظيم الدولة لا يزال مسيطراً على آبار نفط أخرى أكبرها حقل توينان، الذي يستثمره من خلال مجموعة من المهندسين يعملون تحت إمرته، ويفرض عليهم تشغيل الحقل علماً أن الحقل كان يتم تشغيله قبل سيطرة التنظيم من خلال خبراء روس حاله كباقي الحقول في المنطقة وقد حرم النظام والروس من استثماره في الفترة الماضية”.
مصالح روسيا

ويأتي هذا التقدم للنظام بعد معارك عنيفة خاضها مع “تنظيم الدولة” بمساندة الطيران الروسي، والذي نفذ أكثر من 1000 غارة جوية، وبحسب مراسل “السورية نت” لا يزال الطيران يستهدف المنطقة حتى الآن.

وأشار مراسلنا إلى أن هدف النظام تركز على السيطرة على آبار النفط، لتأمين مصالحه، ومصالح حليفته روسيا، دون أن يهتم بتأمين حياة المواطنين، أو الحفاظ على المدينة الأثرية، التي تعرضت لقصف عنيف، ألحق ضرراً كبيراً بآثارها.

واستقدمت قوات النظام تعزيزات تعتبر الأضخم من نوعها. وبحسب ناشطين محلين أكدوا لـ”السورية نت” أن التعزيزات تضم مقاتلين روساً. ونشر “تنظيم الدولة” مؤخراً صورة لجثة أحد المستشارين الروس قال إنه قتله في معارك تدمر.

وبحسب ناشطين فإن تعزيزات النظام، ضمت عناصر لـ”حزب الله” اللبناني ومنها فرقة “الرضوان” أكبر فصائل الحزب المشاركة في سورية والتي انتقلت من ريف حمص الغربي وأحياء حمص المدينة نحو مدينة تدمر التي تتركز فيها المعارك.

بالإضافة إلى استقدام قوات النظام حشوداً من جيش النظام تم سحبهم من مدينة حماة وأحياء حمص ومناطق ريفها الغربي. وشوهدت في الفترات الماضية بحسب ناشطين ومراصد الأحداث أرتال قوات النظام تتوجه نحو الريف الشرقي من خلال طريق حمص مصياف ومنه إلى تحويلة تدمر شرق حمص المدينة.

بالإضافة إلى تعزيزات من خلال طريق حمص السلمية حماة، ومنه إلى تدمر أيضاً، كل هذا تم قبل بدأ المعارك هناك بحسب صفحات موالية، تحدثت عن إرسال قسم من الألوية الطوعية التي جندها النظام من خلال تطويع موظفين وطلاب جامعين بعد إغرائهم برواتب مالية، حيث خضعوا لمعسكرات تدريب قصيرة لا تتجاوز الأيام.
مأساة أهالي تدمر

وأشار الناشط الحمصي في حديث لـ”السورية نت” إلى أن مدينة تدمر تعيش ظروفاً إنسانية صعبة جداً، حيث نفدت المواد الغذائية، مع انقطاع للكهرباء والماء والاتصالات.

موضحاً أنه “لا يزال يعيش في المدينة قسم من السكان ممن يعتبرون الأفقر، ولم يستطيعوا المغادرة لعدم امتلاكهم أجور النقل ولا تكاليف الوصول إلى الحدود الأردنية خاصة وأن تنظيم الدولة يمنع الأهالي من المغادرة إلى الشمال السوري أو إلى دمشق أو إلى أحياء حمص وحماة التي تخضع لسيطرة النظام، ولهذا فإن الوجهة الوحيدة للأسر كانت الحدود الأردنية عبر البادية السورية”.

وأضاف الحمصي: “أن هناك قسماً من السكان نزح نحو مدينة الرقة عبر آخر خطوط نقل كان يسيطر عليها التنظيم”

وتحدث الحمصي عن استهداف “طيران التحالف والطيران الروسي للطرق الرئيسة التي يسلكها المواطنون، وقصف مؤخراً سيارات خضرة كان الأهالي يحاولون إدخالها إلى المدينة”.

وأشار إلى أنه “منذ 15 يوم تقريباً، قصف الطيران أيضاً حافلة تقل 17 شخصاً مما منع الأهالي من استعمال الطرق الرئيسة خوفاً من استهدافها بحجة أنها سيارات لتنظيم الدولة”.

وأطلق ناشطون من مدينة تدمر نداءات استغاثة لتسليط الضوء على الكارثة الإنسانية التي تطال المحاصرين هناك من المدنيين والذين يتم تجاهلهم من قبل وسائل الإعلام والمنظمات الإغاثية، حيث يعاملون ويصنفون أنهم مع “تنظيم الدولة” علماً أن قلة قليلة فقط من الأسر التدمرية هي عوائل لأفراد من “تنظيم الدولة”، أما أغلب مقاتليه فهم من خارج المدينة ممن استقدمهم التنظيم كتعزيزات إلى المدينة بعد اندلاع المعارك.

المصدر: السورية نت