كيف استقبلت درعا قرار الانسحاب الروسي؟

18 آذار (مارس)، 2016

إياس العمر:

فاجأ إعلان الرئيس الروسي بوتين سحب القوات الروسية من سوريا أغلب المتابعين، وخصوصاً بعد دخول الروس بقوة ما ساهم في تمكن قوات النظام من السيطرة على عدد من المواقع في سوريا، وفرض هدن تحت التهديد بالقصف من الطيران الروسي على مناطق أخرى، فكل الهدن في الجنوب السوري كانت بإشراف روسي.

وقال الناطق باسم جيش اليرموك محمد الرفاعي في حديث لـ “ ” إنه ورغم الشكوك الكبيرة بعدم جدّية العدو الروسي وعدم أمان جانبهم واحتمالات غدرهم الكبيرة، إلا أن انسحابهم كما أعلنت روسيا ولو بشكل جزئي وتدريجي يعتبر صفعه قوية على وجه نظام الأسد ومواليه، بعد تعويلهم الكبير على الحسم عن طريق استخدام سياسة الأرض المحروقة بالكثافة النارية الكبيرة من سلاح الجو الروسي، كما حصل مؤخراً في الشيخ مسكين وعتمان بريف درعا، كما أن انسحاب روسيا سيسبب تخبطاً كبيراً داخل قوات النظام.

وأشار إلى أنه لا أحد يعلم ما يدور في غرف المخابرات العالمية من اتفاقات، وربما تكون ورقة ضغط على نظام بشار الأسد بتخلّي الروس عنه وتركه ليلاقي مصيره إن رفض تطبيق مقررات الهدنة ووقف إطلاق النار، ومنه الحل السياسي دون بشار الأسد، بينما يعتبر تخلي الروس عن نظام الأسد انتصاراً، وإن كان معنويا فقط.

بدوره، الناطق باسم تجمع أحرار عشائر الجنوب محمد عدنان قال لـ “ ” إن روسيا أعلنت أنها انسحبت لأسباب غير معلومة، وما تم تناقله على صفحات التواصل الاجتماعي بوجود خلافات بين القيادة الروسية وقوات النظام هي مجرد توقعات، ولا أعتقد أن تكون صحيحة.

وأضاف عدنان بأن التدخل الروسي جاء لقتال “داعش” بالأساس، لكن هذا لم يحدث، بل كان التدخل مسانداً للنظام بكل قوة، واستهدفت روسيا كتائب الجيش الحر والثوار، ما أدى إلى خسارة بعض المناطق التي كانت كتائب الثوار تسيطر عليها، وسعت روسيا لإبعاد كتائب الثوار عن الساحل وتشكيل حزام آمن حول المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام.

وأشار إلى أن هناك خطة مبيتة وراء هذا الانسحاب، لكن تبقى الأيام كفيلة بكشف نوايا روسيا، وتاريخ روسيا لا يدعم أن نثق بانسحابها لطالما روسيا دعمت الديكتاتوريات في جميع أنحاء العالم، وهناك صفقة تجري في الخفاء، وروسيا لا تغادر بدون مقابل.

وأما الناشط أحمد البرم قال لـ “ ” إن روسيا دولة شيوعية لا تهمها الإنسانية أو قتل الأبرياء، ولا تعترف بالثورات، بل يهمها مصالحها فوق كل المعايير الإنسانية والأخلاقية، ولم نستغرب قرار انسحاب القوات الروسية من سوريا، فروسيا أتت إلى المنطقة أولاً لتحجيم الدور الإيراني في سوريا بعدما أصبح القرار الأول والأخير وقيادة العمليات العسكرية للإيرانيين، والروس ليس لديهم الثقة الكبيرة بالإيرانيين بعد تجربة العراق وتقاسم البلد بين إيران وأمريكا وتجربة أفغانستان ولبنان، وتحجيم الدور السعودي الأمريكي الذي يسيطر على الطرف الثاني وهي المعارضة، ثانياً الحفاظ على ما تبقى من المؤسسة العسكرية السورية التي بنتها روسيا وأنشأت فيها محطات رادار وقواعد عسكرية لمراقبة مصالحها في المنطقة واستخباراتها.

وأشار إلى أن روسيا حاولت الضغط على المعارضة بعمليات عسكرية كبيرة، وقتلت آلاف السوريين ليقبلوا الحل الروسي، وهو القبول ببشار الأسد والاكتفاء بإصلاحات وحكومة وحدة وطنية، لكن فشلت وفشل بشار الأسد في إنهاء الأزمة السورية بالحل العسكري، والآن وافقوا على الحل السياسي وقبلوا برحيل بشار الأسد بعد تطمينات من السعوديين والأمريكان بعدم إنهاء الوجود الروسي في سوريا، حتى وإن سقط النظام، وأصبح لروسيا حلفاء من المعارضة المسلحة وأصبحت أغلب القيادات العسكرية في الجيش السوري تحت سيطرة الروس، فالروس لا يهمهم سوى مصالحهم ولا يهمهم بشار الأسد أو إيران أو حتى المعارضة، المهم ضمان مصالحهم وقد أخذوا الضمانات من الدول الداعمة للمعارضة بذلك.

أخبار سوريا ميكرو سيريا