‘أبو مارية القحطاني: لولا المظاهرات ما استطعنا حمل السلاح في بلاد الشام’
19 مارس، 2016
زيد المحمود:
دافع القيادي البارز والشرعي العام السابق لجبهة النصرة أبو ماريا القحطاني عن المظاهرات في سوريا وعن الرايات التي ترفعها باقي الفصائل، وأبدى استعداده لمناظرة من يكفر حملة هذه الرايات، كما هاجم ما أسماه التكفير السياسي، وحذّر قادة الفصائل من تيارات تثير الفتنة بين “المجاهدين” وبين الحاضنة الشعبية.
وقال القحطاني في تسجيل صوتي نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أمس السبت (19 آذار/مارس)، مبيناً فضل أهل الشام: “نبارك لأهل الشام ثورتهم المباركة ونقول لهم أنتم منا ونحن منكم، وأنا سعيد جداً بهذه المظاهرات التي خرجت وتردد الشعارات التي تهتف بجمع وتوحيد كلمة المسلمين”، “ولولا الله ثم هؤلاء الذين خرجوا بصدور عارية وقالوا مالنا غيرك يا الله لم نستطع أن نحمل السلاح في بلاد الشام، فأهل الشام للمجاهدين بمنزلة الماء للسمك، فلا نستطيع أن نرفع السلام في بلاد الشام لولا أن احتضننا أهل الشام”.
وأضاف: “لا نريد المزايدات بالرايات، هذه الشعارات والكتابة عليها، تذكروا أن راية المالكي والتي قتل تحتها صدام حسين كتب عليها (الله أكبر)، وحكومة الخميني تقول إنها جمهورية إسلامية، وكذلك البغدادي يقول نحن دولة العراق الإسلاميةـ وهم بعيدون كل البعد عن الإسلام”.
وحذر الفصائل من الغلو قائلاً: “نقول لمسلمة الثورات، الذين يتترسون ببعض التنظيمات، حذار من الغلو، حذار من المزايدات على إخوانكم المجاهدين”، “وهناك تيار من بقايا داعش يحرص على عزل المجاهدين وإثارة الفتنة ما بين المجاهدين وما بين أهل الشام، وهناك تيار خبيث في بعض من الجماعات، يسعى لإثارة الفتنة والتفرقة بين المجاهدين وبين أهل الشام، فنحذر الجماعات التي تحتضن تيار الغلاة، وكذلك نحذر من التيار الآخر الذي يحرش بين المجاهدين”.
وأردف “حاولوا أن تكفوا صبيانكم الجهلة، ضعوا القدوات والرسل وحملة الرسالة بشكل طيب، ونصيحتي للقادة اقرأوا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم”، “والجماعات التي تأتي بالغلاة أو بالسفهاء، فنحذر أن تكون هذه التيارات معاول لهدم المشروع الجهادي، فلابد من عزل هؤلاء”.
ودعا أبو مارية “المشايخ الذين يتكلمون وهم بعيدون عن الساحة، إما أن تقولوا خيرا أو تصمتوا”، “وهذا الكلام موجه للمشايخ الذين يحرضون على الفتن، هناك من يحكم على بعض الفصائل بالردة وتجده ينفخ النار، وتجده كالوزغ والعياذ بالله، وهناك من يرمي المجاهدين بالدعشنة وبالغلو”.
وحذر مما أسماه التكفير السياسي فقلا: “حذار من التكفير السياسي والتبديع السياسي، فيأتي البعض ويقول هذه الجماعة مرتدة وعملاء، وكذلك الذي يأتي ويدعشن كل الجماعات، والمشكلة تجاوزا مرحلة دعشنة جبهة النصرة، ووصلت الدعشنة إلى أحرار الشام، فالدعشنة ليست فقط بيعة البغدادي، وليست مصافحة، الدعشنة سلوك، وليس كل من نقول فيه دعشنة أنه داعشي، فنستحل دمه ويقتل”.
وعن موقف النصرة من المظاهرات أوضح أبو ماريا قائلاً: “من أراد أن يعرف موقف (جبهة النصرة) من المظاهرات فليراجع الإصدار في الغوطة، حيث خرجنا في مظاهرة مع الناس وتكلمنا بينهم، فهذه بداياتنا من المظاهرات، وانطلقنا من المظاهرات، ونحن مع المظاهرات التي تهتف بإسقاط النظام، وتوحيد الصفوف، ورفض الظلم وإقامة العدل والشريعة”.
وحذر الجماعات من الانزلاق إلى الظلم، وحذر الفروع الأمنية في الجماعات من الظلم قائلاً: “الظلم يفني أمماً ويهد دولاً، فهدفنا إسقاط النظام لذلك علينا أن نتوحد، وبعدها كل واحد يطرح مشروعه”، مشيراً إلى أن الأولوية هي إسقاط النظام وحلفائه ومشاريعه، والقضاء على “داعش” والنظام والروس والميليشيات التي تقوم بدور الثورة المضادة.
وختم أبو ماريا تسجيله الصوتي قائلاً: “لا أحد يزايد على أحد، ونقول لمن يقول إن هذه راية كفرية أو تلك راية شركية، أصّل، وأنا مستعد لمناظرته، ونقول لمن يطلق هذه الأحكام جزافاً اتق الله في أهل الشام”.