خبير سعودي: روسيا لا تريد أن تفقد تركيا استراتيجيا


رأى الخبير العسكري السعودي علي التواتي، أن من أبرز أسباب الانسحاب الروسي المفاجئ من سوريا هو “أن موسكو أرادت ألا تتمادى أكثر في فقدانها للعالم الإسلامي، لاسيما أنها تقع بمحاذاة خمس جمهوريات سوفيتية سابقة، وهي جميعها دول مسلمة سنيّة ولديها مصالح حيوية مع روسيا، وهي دول تدين بالولاء التاريخي والعرقي لتركيا”.

وأشار التواتي في حديث لوكالة الأناضول التركية للأنباء، إلى أن “موسكو لا تريد أن تفقد تركيا استراتيجيا، حيث رأت أنها أضرت بعلاقتها بأنقرة بما يكفي، وبالتالي غيرت حساباتها الإستراتيجية، وارتأت أنها غير مستعدة في ظل ظروفها الحالية، بأن تفقد العالم السني سواء في تركيا أو في العالم العربي والإسلامي، من أجل نظام طائفي”.

كما لفت علي التواتي، وهو عميد ركن متقاعد، إلى أن “من أبرز أسباب الانسحاب الروسي المفاجئ هو تنبه موسكو بوجود فخ أمريكي يتم نصب شراكه بهدوء على حدودها الجنوبية”، معتبرًا أنه بينما كان يتم إغراق روسيا في المستنقع السوري، بدأت بارجات وأساطيل حلف شمال الأطلسي، بإعادة نشر قوات إستراتيجية في البحر الأدرياتيكي، بحجة مكافحة الهجرة غير الشرعية، فيما كان الهدف غير المعلن، هو حصار روسيا بهدوء عبر تعزيز قوات الناتو شرقي أوروبا”.

وأوضح التواتي قائلًا: “إن ما يشاع حول وجود اتفاق روسي أمريكي للانسحاب أقاويل غير صحيحة، والقرار روسي خاص، وجاء بعد شعور موسكو بأنها غاصت في حرب لا نهاية لها مقابل اقتصاد داخلي يتهالك، فضلا على تنبهها بأن هناك ثمة فخ ينصب لها من قبل واشنطن”، وأضاف “حتى عندما أبدت موسكو تعاونا مع واشنطن لتحرير الرقة السورية، لم تبد الأخيرة أي حماس، مما أكد شكوك روسيا بأنه يراد لها البقاء أطول فترة في هذه الحرب”.

وحول مدى تحقيق التدخل العسكري الروسي أهدافه ، قال التواتي “إن روسيا تعتبر ميناء طرطوس والقاعدة البحرية الروسية، لاسيما بعد أن تمكنت من ضم القرم، منفذها الوحيد للمياه الحارة، ولم تكن تريد لأحد أن يجلس على كرسي الرئاسة في دمشق، ما لم يوقع أولًا على بقاء هذه القاعدة البحرية”.

وذهب التواتي إلى أن “روسيا ليست موجودة من أجل بشار (الأسد)، بل من أجل مصلحتها الإستراتيجية، وتريد أيضا أن تكون سوريا متماسكة وليست مقسمة، حتى تسدد الأخيرة الديون التي عليها، وهذه المطالب، ضمنتها لهم المعارضة السورية، وأكدت على احترامها، وبالتالي لا يوجد هناك مبرر لتواجد عسكري روسي، ولم يتبق أمام موسكو إلا أن تكسب الأغلبية السورية، وتكسب العالم الإسلامي”.

وكان الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين، قد أعلن الأسبوع الماضي وبشكل مفاجئ، سحب القوات الرئيسية الروسية من سوريا، مشيرًا أن التدخل الروسي في سوريا “حقق أهدافه”.

ترك برس