اللاذقية.. موالون يودّعون الدب الروسي بين الشماتة والخوف
21 مارس، 2016
لا يريد موالو النظام في اللاذقية أن يصدّقوا حقيقة الانسحاب الروسي من سوريا، وهم الذين استقبلوه بترحيب ووجدوا فيه بارقة أمل لتثبيت حكم عائلة الأسد في سوريا.
ورغم وضوح الأدلة على انسحاب جزئي للطائرات الروسية وكثير من الجنود من قاعدة “حميميم” العسكرية القريبة من “القرداحة” مسقط رأس النظام بشار الأسد، انعكست انخفاضا بعدد حالات الإقلاع من المطار بشكل كبير، بعدما كانت تتجاوز 100 حالة إقلاع يوميا، يحاول عامة الموالين تأكيد استمرار الوجود الروسي الكبير على الساحة السورية.
مزيج من الخوف والحزن يرتسم على وجه أحد حراس قاعدة “حميميم” عند جوابه على سؤال حول حقيقة الانسحاب الروسي من القاعدة، وقال “لسا في طيارات كتير وفي 200 عسكري، بيقدروا يقهروا الإرهابيين”.
*هروب من الحقيقة
وتابع “كمان في طيارات لروسيا بمطار الشعيرات ومطار المزة وعم يضربوا كل يوم على الدواعش (يقصد كل المعارضين للنظام) بدوما وتدمر وحلب”.
طأطأ الحارس رأسه بينما راحت قدمه اليمنى تزيح التراب يمينا وشمالا، محاولا إخفاء حزنه وخوفه من تقدم قوات المعارضة باتجاه الساحل، “الله يستر، ما بعرف ليش تركنا بوتين، ما قصفهم غير مرة وحدة هاليوم، والله بيومين بيوصلوا الإرهابيين للقرداحة، إذا ضل هيك القصف”.
ويحاول المحامي “مرهج حسون” الإيحاء بأن الانسحاب الروسي الجزئي غير مهم، مدعيا أن بإمكان الطائرات الروسية العودة إلى سوريا خلال ساعات مستندا على تصريحات للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”.
حالة مواساة النفس لم تنفع “حسون” بكبت غضبه حيث هز رأسه وشتم “بوتين” من بين أسنانه “كلهم تركونا، وهذا حزب ال.. (قال لفظا نرفض نشره) عم ينسحب كمان، والجيش عاف حالو، ما بقي فيه حدا”.
*”خدوا طباخكم”
وبما أن كل شخص يغني على ليلاه يبدي أبو جعفر وهو صاحب مطعم فاخر في مدينة اللاذقية أسفه لسبب آخر وهو تناقص أعداد زبائنه من الجنود الروس وانخفاض أرباحه، مشيرا إلى أنهم كانوا يقصدون مطعمه بكثرة، بعدما أحضر طباخا من روسيا لطهي الطعام الروسي لهم بهدف استقطابهم، بحسب معلومات خاصة حصلت عليها “زمان الوصل”.
وقال متأففا “ما لحقنا نتهنا، لما بدأنا نكسب منهم، قرر الدب الانسحاب -يقصد بوتين-” وما بين حزن وغضب أضاف “دفعت ألف دولار للطباخ، لازم يدفعولي تعويض، أو ياخدوه معهم”.
*الشبيحة شامتون
وكشف ضابط رفيع المستوى يعمل في قيادة القوى البحرية في “جبلة” أن 35 طائرة غادرت قاعدة “حميميم”، مشيرا إلى عودة 700 جندي روسي إلى بلادهم.
وقال الضابط إن الانسحاب الروسي أوجد فراغا لمسه سكان اللاذقية.
ويبدو الارتياح على وجوه شبيحة النظام، وعادت ضحكاتهم الصاخبة تتردد في أماكن وجودهم، ولكنهم يفضلون عديم الحديث عن الانسحاب الروسي وأثره على الحالة السورية والنظام.
“أسامة خضور” الضابط المتقاعد الذي يقود مجموعة تشبيح في قرية “دمسرخو” القريبة من اللاذقية لم يستطع إخفاء فرحته بانخفاض أعداد الجنود الروس في المدينة وقال شامتا “درب السد ما يرد، بدهم يشبحوا علينا، نحن اللي منشبح ع العالم”، كما نقلت “شبكة إعلام اللاذقية” على “فيسبوك”.
تناول “خضور” زجاجة بيرة من براد أمام المحل الذي كان يقف أمامه، ودون أن يدفع ثمنها، ركب سيارته رباعية الدفع وانطلق بها مسرعا تلحقه أخرى تحمل خمسة من عناصر مجموعته.
على الطرف المقابل يقف المحسوبون على المعارضة على حافة المشهد يراقبون ما يجري دون امتلاك جرأة الإفصاح عما يجول في خواطرهم.
*تشبيح في ألمانيا
أستاذ في علم النفس بجامعة “تشرين” في اللاذقية رفض التحدث عن رأيه بالانسحاب الروسي من سوريا وموقف المحسوبين على المعارضة في اللاذقية منه، وانعكاس ذلك عليهم وعلى فصائل المعارضة التي ترغب بدخول المدينة، وفضل التحدث عن ردود فعل الموالين.
“ترقب وقلق يبدو واضحا على وجوه الموالين للنظام بعد 5 أيام على بدء الانسحاب الروسي من سوريا، ويبدو عليهم الغضب الذي يحاولون كبته، ولكنه ينعكس في حركاتهم غير المنضبطة ووجوههم المكفهرة ونزقهم في التعامل مع الأشياء والأشخاص”.
ويضيف “أرى أنهم باتوا مقتنعين باقتراب نهاية حكم الطائفة العلوية، وهذا يزيد من خوفهم على مستقبلهم، وهكذا هو حال المجرم عندما تقترب ساعة المحاكمة، كثيرون يفكرون بالهجرة إلى أوروبا”.
وتساءل متهكما في ختام حديثه للشبكة “لعلهم يريدون ممارسة التشبيح في ألمانيا أو السويد، هذا إن وصلوا إلى هناك أصلا، أنتظر من حرس حدود أردوغان أن يثقبوا -البلم- التي سيركبونها”.
المصدر: زمان الوصل