on
الثلاثاء 22 آذار: نصر الله يتعهد بمواصلة القتال في سوريا والأكراد يحتفلون بالنوروز على أنغام الفيدرالية الجديدة
منذ إعلان الانسحاب الروسي، تثبت الأحداث والتصريحات بإلحاحٍ متزايد عدم دقة معظم التكهنات التي نثرها المحللون العرب بسرعةٍ تعليقًا على الحدث الذي اجتمعوا على وصفه بالمفاجئ. واليوم، يتعهد حسن نصر الله بمواصلة القتال في سوريا، بل ويُلَوِّح بزيادة القوات دعما للأسد، ويقف مصير الرئيس السوري عقبة في طريق مفاوضات جنيف مثلما كان خلال الشهور الماضية، ويحتفل الأكراد بعيد نيروزِ مختلفٍ على أنغامِ الفيدرالية الجديدة، وتضيع وسط هذا الصخب أصوات الشعب السوري لصالح الاعتبارات الجيوسياسية، والأعلى منها طبول المواجهة القادمة بين موسكو والناتو، التي بدأ بعض المحللين الغربيين يقرعونها مبكرًا، أو حتى الشكوك التي تدفع البعض إلى المطالبة بتأجيل تطبيع العلاقات بين موسكو والغرب.
تكهنات انسحاب حزب الله
تعهد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بمواصلة القتال في سوريا إلى جانب قوات بشار الأسد حتى هزيمة هزيمة تنظيمي الدولة والقاعدة. واصفًا التكهنات بشأن انسحاب الحزب بأنها غير صحيحة، ولفت إلى إمكانية إرسال المزيد من القوات لمساعدة الحكومة، بحسب موقع ميدل إيست آي.
وأضاف نصرالله: “سواء بقي الروس أم غادروا، بل أكثر من ذلك، سواء بقي الإيرانيون أم غادروا، يبقى مصيرنا ومصير الأخوة السوريون واحد لا يتجزأ. وإذا سقطت سوريا في أيدي داعش والنصرة؛ سنتهي سوريا، وستنتهي لبنان”.
وأردف: “لا يزال حزب الله قادرا على إرسال المزيد من القوات إلى سوريا. لكننا لا نفكر مثل أولئك الذين لا يريدون حلا سياسيًا. نحن نريد حلا سياسيًا”.
ولفت ميدل إيست آي إلى توقيت هذا التصريح، حيث يأتي بعد أسبوع من إعلان روسيا سحب قواتها جزئيًا من سوريا، وبموازاة اجتماع الوفود السورية من الحكومة والمعارضة في جنيف للتفاوض غير المباشر في محاولة لإنهاء الحرب التي قتل فيها أكثر من 170 ألف شخص منذ عام 2011.
مصير الأسد
نشر موقع بزنس إنسايدر تقريرًا أعدته وكالة الأنباء الفرنسية حول وصول محادثات السلام السورية إلى مأزق جديد بشأن مصير بشار الأسد، فيما قال المبعوث الأممي دي ميستورا إنه يضغط على دمشق لتوضيح نهجها تجاه قضية الانتقال السياسي الحاسمة.
ولفت التقرير أن مصير الأسد كان عقبة رئيسية في طريق المحادثات الأخيرة. لكن وقف إطلاق النار الجزئي جدد الآمال في إنهاء أعمال العنف، لا سيما بعد إعلان روسيا الأسبوع الماضي أنها ستسحب معظم قواتها من سوريا. بيدَ أن التوترات اندلعت منذ ذلك الحين على وقع اتهام موسكو واشنطن بالتأخير غير المقبول للاتفاق بشأن معاقبة من يخترقون الهدنة، محذرة من أنها قد تلجأ إلى القوة ضد المنتهكين.
الأكراد.. نيروز مختلف
نشر موقع الجزيرة الإنجليزية تقريرا بعنوان “الأكراد السوريون يحتفلون بعيد النيروز في خضم التوترات” استهل بالإشارة إلى أن احتفالات هذا العام عززتها الإعلانات الكردية الأخيرة بإقامة فيدرالية مستقلة شمال سوريا.
ونقلت الجزيرة عن روكان بوتان (23 عاما) من مدينة القامشلي السورية قوله: “حتى لو لم يكن هناك نيروز، كنا سنحتفل”. وأضاف الموقع: “في الأيام التي سبقت الاحتفالات، كان يمكن رؤية عمال بلدية القامشلي يعلقون لافتات ضخمة تحمل صورة عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني، عبر شوارع حارات المدينة الأربع، مكتوبًا عليها شعار: حرية الزعيم الكردي هي حرية للشعب الكردي”.
سوريا الأخرى
تحت عنوان “أصوات من سوريا مختلفة” طرح روبين كريسويل، عبر موقع نيويورك ريفيو أوف بوكس، السؤال الأكثر أهمية: ماذا يريد السوريون أنفسهم؟ قائلا: “سيطرت الاعتبارات الجيوسياسية والاستراتيجية على التحضير للمحادثات المحتملة بدلا من نداءات الإرادة الشعبية. وقد يتساءل العديد من المراقبين الأجانب، الذين يشاهدون يوميًا صور العنف والضحايا، عما إذا كان لا يزال هناك سوريا أخرى خارج هذا المشهد القتالي”.
واستعرض التقرير تجربة “مجموعة أبو نضارة” السينمائية السورية التي بدأت عملها في صناعة الأفلام منذ عام 2010، وحاولت منذ ذلك الحين تقديم صورة مختلفة عن الوطن والمواطن. وطيلة السنوات الخمس الماضية، نشروا فيلما تسجيليًا كل أسبوع، ما جعل لديهم أرشيفًا يقارب 400 فيلم قصير يمكن مشاهدتها مجانا على موقع فيميو، وهي تقدم ما لو كان سوريا بديلة عن تلك التي تراها في الأخبار.
“رأس حربة” الناتو ضد روسيا
تحت عنوان حان الوقت لشحذ قوة “رأس حربة” الناتو نشر أتلانتك كاونسل مقالا لـ روبي جرامر طالب فيه بوضع هذه القوة، التي شكلت لمواجهة روسيا، على رأس جدول أعمال قمة وارسو المزمع انعقادها في يوليو.
مضيفًا: “أصبحت روسيا أكثر جرأة؛ استنادا إلى قواتها العسكرية في أوكرانيا وسوريا. وفي حال وضعت عينيها على أراضي حلف الناتو كخطوة مقبلة، وإن كان ذلك مستبعدًا، يجب على الحلف ضمان أن “رأس حربته” حاتدة بما فيه الكفاية للرد”.
وهو التشكُّك الذي يتلاقى مع ما ذهب إليه مارك تشامبيون في مقاله المنشور على موقع بلومبرج فيو والذي خلُص فيه إلى أن تطبيع العلاقات مع روسيا الآن سيكون سابقا لأوانه، ولا يمكن بناء مثل هذه القرارات الحاسمة بناء على حسن النية.
استراتيجية روسيا الأوسع
كتبت ناتاشا برتراند في بزنس إنسايدر عن “مدى فعالية الحملة الروسية في دعم الجيش السوري، واستعادة الأراضي التي سيطر عليها المتمردين بالنيابة عن النظام”، مستشهدة بقول جيفري وايت، زميل الشؤون الدفاعية في معهد واشنطن: “أجد أنه من المثير للاهتمام أن بوتين ترك بعض المهام العسكرية المهمة التي لم تنتهِ. لم يكتمل تطويق حلب، ولا تزال قوات المتمردين تحتفظ بموطئ قدم في اللاذقية، ولم يتم تحدي سيطرتهم على إدلب بشكل جاد، فيما يبقى موقف النظام في درعا صعبا. ولا تزال حلب خارج سيطرة النظام. حتى التحدي الأخطر الذي واجه المتمردين في المناطق التي يسيطرون عليها في إدلب، لم يأتِ من النظام، ولكن من جبهة النصرة التابعة للقاعدة”.
وفي هذا السياق، قال “جوليان بارنس- داسي، الزميل البارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لموقع فوكس قبل أيام: “في حين سمحت روسيا للنظام بترسيخ سيطرته على قلب سوريا.. إلا أن الروس لم يقوموا بما يكفي لتحقيق فوز صريح”.
يتفق ذلك مع ما يقوله الأستاذ بجامعة نيويورك والباحث في الشؤون الأمنية مارك جاليوتي: “تحقيق انتصار عسكري أسطوري لم يكن أبدًا جزءًا من خطة روسيا”. وقد يكون هذا القرار في الواقع جزء من استراتيجية روسيا الأوسع للحفاظ على نفوذ موسكو في محادثات السلام، وتملص موسكو من المسئولية عن تصاعد العنف ونقلها إلى ملعب واشنطن.
وهو المعنى القريب مما ذهب إليه آري هيستين في مقاله الذي نشرته مجلة ناشيونال إنتريست، تحت عنوان “هل فازت روسيا في سوريا”، قائلا: “كان التوغل الروسي في سوريا انتصارا دبلوماسيًا، لكنه لم يكن انتصارا عسكريا كاملا”.