on
النظام يلوّح بورقة القوة ضد فيدرالية الأكراد ويرسل تعزيزاته للشمال
رزان العمر:
ارتفعت خلال الأيام القليلة الماضية وتيرة التوتر العسكري والسياسي بين النظام والميليشيات التابعة لحزب (الاتحاد الديمقراطي PYD) التي كانت إلى فترة قريبة تقاتل بجانبه، وذلك عقب إعلان الحزب التنظيمات الموالية له يوم الأرعاء الماضي (16 آذار/مارس)، حكومةً فيدرالية في الشمال السوري.
وفور إعلان قيام الإقليم، الذي يضم منطقتي عين العرب وعفرين في حلب والجزيرة في الحسكة، شهدت مدينة القامشلي توترا بين عناصر الدفاع الوطني وقوات الأسايش الكردية في حارة طي، بالإضافة لقيام وحدات الحماية الكردية بنشر حواجز في عدة احياء في المدينة سارعت إلى سحبها ليلا.
وتشهد شوارع القامشلي، بحسب موقع “داماس بوست” الموالي للنظام حاليا انتشاراً مكثفاً للعناصر الكردية في كل الشوارع الرئيسية للمدينة مما أدى إلى ازدياد الوضع وخاصة مع محاولات الأكراد للسيطرة على هذه الشوارع مثل منطقة المربع الأمني بالإضافة إلى دوار زوري (الباسل) ومحاولتهم الوصول إلى مطار القامشلي.
وأعطت العناصر الكردية كافة الدوائر الحكومية التابعة للنظام مهلة زمنية قدرها 72 ساعة بعدها سيجبرون هذه الدوائر على تسليم كافة مهامها إلى القوات الكردية.
وأكد الموقع المقرب من أجهزة النظام الأمنية وصول طلائع لقوات النظام إلى مطار القاملشي، بالتزامن مع وصول قوات أخرى إلى مطار دير الزور، مشيراً إلى أن القيادة العسكرية في النظام استدعت أهم ضباط الجنوب السوري والذي كان له دور هام في معارك تحرير الشيخ مسكين، وأكد أن ما أسماها حالة الفوضى التي يشهدها الشمال السوري ابتداءً من حصار محافظة دير الزور ومرورا بالتوتر الأمني في القامشلي أمر لن تسكت عنه قيادة النظام.
ورج “داماس بوست” في تقرير له أن تشهد الأيام المقبلة عملية عسكرية لفك الحصار عن دير الزور بالتزامن مع حل سياسي أو عسكري لإنهاء التوتر الأمني الذي خلفه إعلان الأكراد لقيام إقليمهم.
من جانبٍ آخر، شهدت الحسكة حراكاً يمكن إدراجه ضمن المساعي السياسية من جانب النظام لإجبار الأكراد على العزوف عن فكرة إقليمهم الفيدرالي، حيث أبدت العشائر العربية الموالية للنظام في الحسكة غضبا كبيرا من الوضع الحالي، مشيرةً إلى استعدادها التام لمساندة عناصر النظام في محاولة إنهاء الوضع الراهن في القامشلي لأن منطقة الجزيرة كانت وستظل جزء من سوريا، بحسب بيان لهذه العشائر.
الحزب الشيوعي الموالي يرفض الفيدرالية
ومن جانبه، شدد الحزب الشيوعي السوري الموحد على أن طرح المجتمعين في مدينة الرميلان بمحافظة الحسكة موضوع “الفيدرالية” يشكل خروجا عن قرارات الأمم المتحدة والقرارات الأخرى ذات العلاقة بالأزمة في سورية والتي تؤكد على وحدة الأراضي السورية وتقرير الشعب السوري مستقبله بنفسه.
وأكد الحزب في بيان له أن هذا الطرح يتجاهل رأي ومواقف مكونات الشعب السوري بانفراد جزء منها بتقرير مستقبله دون احترام باقي المكونات وهو ما يقود إلى تحقيق أهداف أعداء سورية ومصالحها الأمر الذي يرفضه كل السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم المختلفة.
وحث الحزب على ضرورة “استمرار الحوار الوطني بين جميع مكونات الشعب السوري بما يعزز وحدة سورية ويصون حقوق أبنائها”، داعياً الاكراد السوريين إلى التبصر في النتائج السلبية المحتملة التي ستترتب على تبني “الفيدرالية” من طرف واحد، لافتا إلى أن هذا الطرح لا يخدمهم كما أن تلبية حقوقهم لا يمكن أن تتم بمعزل عن تلبية حقوق جميع المواطنين السوريين.
حراك في الشارع الموالي بالحسكة
ونظمت فعاليات شعبية موالية للنظام اليوم الثلاثاء، تجمعاً جماهيرياً في حي غويران في مدينة الحسكة وبمشاركة مجلس شيوخ ووجهاء القبائل والعشائر السورية بالمحافظة، رداً على اجتماع رميلان الذي أقر الفيدرالية، وأعلنت الفعاليات رفضها للفيدرالية والتقسيم ودعمها “للعيش السوري المشترك، وسوريا الواحدة الموحدة”، بحسب الإعلام الموالي.
وقام عددا من شيوخ العشائر ورجال الدين الإسلامي والمسيحي الموالين للنظام بإلقاء الخطب والكلمات التي تندد وترفض هذه القرارات وترفض التقسيم والفيدرالية.