on
ماذا حصل بالمصادر المائية في سوريا خلال خمس سنوات مضت؟؟؟
” سوريا بلد شبه قاحلة وتعتبر مصادرها المائية شحيحة”، هذا ما أكدته وزارة الري في موقعها الرسمي، حيث تستهلك المياه لصالح أكبر قطاع وهو الزراعة، كما يتم استهلاك حوالي9% من الماء في المنازل هذه الإحصائية صدرت عام 2009م، ليتغير الحال في أيامنا هذه، فكثير من المحافظات يتم قطع الماء عنها لأشهر من أطراف مختلفة.
مع بدء الحرب في سوريا، وقبل استخدام النظام الطيران بشكل كثيف بقصفه للمدن المحررة، استخدم الماء كوسيلة ضغط على الأهالي للخضوع له، فقبل اجتياح مدينة إدلب عام 2013م قام بقطع الماء عنها لمدة تزيد عن شهر، كما قام في نفس السنة بقطعها على عدة أحياء في مدينة حمص، كما فعل ذلك في مناطق الزبداني الواقعة في ريف دمشق.
بعد دخول الطيران في الحرب على الشعب السوري، ونتيجة القصف المكثف على مناطق الخارجة عن سيطرته، خرجت كثير من المحطات عن عملها، ففي دير الزور كانت محطة الباسل في منطقة “البغيلية” الواقعة شرق دير الزور المخصصة لتحويل مياه الفرات لمياه صالحة للشرب، توقفت عن العمل بعد أن سيطر عليها تنظيم الدولة ليتم قصفها أكثر من مرة من قبل طيران النظام، ما أجبر المواطنين على السير لمسافات طويلة جداً إلى منطقة الجورة التي يوجد بها خزانات خاصة بالهلال الأحمر صالحة لشرب.
في عام 2015م أوضح المتحدث الرسمي في لجنة الدولية للصليب الأحمر من خلال بحث قام به سمي “سبوتنيك”، أن المصدر الوحيد بالمياه في المنطقة الشرقية الصالح لشرب هو المطر، فنهر الفرات وبسبب الحرب الدائرة بين تنظيم الدولة وقوات النظام، قام تنظيم الدولة برمي عدد من الجثث في نهر الفرات لتصبح غير صالحة للشرب، حتى لو تم غليها، كما أن المحطات الصغيرة التي أمنتها الهلال الأحمر تجد صعوبات وأهمها تأمين الكلور الخاص لتعقيم الماء بسبب الحصار المفروض على المنطقة.
ليست المناطق المحاصرة شرق سوريا تعاني فقط من مشاكل مائية، ففي جنوب سوريا وخاصة منطقة الغوطة الشرقية يعاني سكانها من شح في المياه الصالحة للشرب وذلك بسبب كثافة الغارات الجوية على الغوطة، مما أدى لاختلاط المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي في المنطقة، بالإضافة أن مياه الغوطة الشرقية كلسية، تسبب بأعطال في أجزائه بشكل متكرر، وصعوبة تأمين القطع بشكل مستمر، ليتم حل المشكلة في حفر أبار جوفية وتركيب مكابس في كل حي تلافيا للمشكلة.
أما حين نتحدث شمالاً ففي ريف حلب يعتمد سكان المنطقة على الآبار في الزراعة والشرب فهي صالحة للشرب، في حين أن محافظة حلب تغذى بالمياه عن طريق محطة سليمان الحلبي التي يتم قطعها عن المحافظة، في حال قطع النظام الكهرباء عن ريف حلب، وبحسب ناشطين فإن محطة سليمان خاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة التي تستخدمها للضغط على حكومة النظام لتأمين الكهرباء للريف الحلبي.
لتكون محافظة إدلب من أقل المناطق التي تعاني من مشاكل في المياه فبعد تحريرها من قوات النظام العام الماضي استطاع جيش الفتح والمنظمات المحلية والعالمية، تأمين المياه الصالحة للشرب لجميع مناطق المحافظة تقريبا بعد أن قام النظام بقصف محطة سيجر الواقعة في الريف الغربي لمحافظة إدلب أكثر من مرة.
أماني العلي ـ المركز الصحفي السوري