أوروبا تضغط على كافة الاطراف السورية لايجاد حل سلمي للتمكن من دحر داعش


قالت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يوم أمس الأربعاء، إن على المفاوضين السوريين الموجودين في جنيف أن يدركوا ألا سبيل لدحر تنظيم “داعش” وتنظيم القاعدة دون حل سياسي مقبول في سوريا.

جاء ذلك في زيارة لمسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي فيدريكا موغريني، جالت بها على الأطراف المشاركة بمحادثات جنيف.

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي مستورا قال عقب تفجيرات بروكسل، إن السبيل إلى القضاء على الإرهاب هو التسريع بإيجاد حل سياسي في سوريا.

وقالت موغريني في مؤتمر صحفي مع دي مستورا في جنيف أمس إن أولئك الذين يشكون من الإرهاب عليهم المساعدة في إنهاء الأزمة السورية.

وكانت موغريني قد التقت أيضاً بكل من وفد نظام الأسد ووفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف، حيث طالبت رئيس وفد النظام بشار الجعفري بالانخراط بشكل أكثر إيجابية في مباحثات السلام.

الجعفري يستغل فرصة لقاء موغريني

واستقبل الجعفري موغريني في فندق يقيم به وفد النظام بجنيف بعد وصولها إليه أمس في زيارة مفاجئة. دفعت الجعفري الذي حظي بمقابلة نادرة مع مسؤول غربي رفيع، إلى التفاؤل بها على صعيد تحسين صورة نظامه، ورفع سقف مطالباته إلى حد الطلب من الاتحاد الأوروبي، إعادة فتح سفارات دوله المغلقة في دمشق.

وقال الجعفري إن فريقه سيعود إلى جنيف لاستئناف المباحثات، لكنه أشار إلى أنه أبلغ إن الوفد لن يستطيع العودة قبل الانتخابات المقررة في 13 أبريل/ نيسان المقبل.

وكانت موغريني التقت قبله بمنسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب. دون أن ترشح أي معلومات حول مضمون الحديث الذي دار بينهما.

ويمثل هذا الحراك الأوروبي على صعيد دفع عملية السلام في سوريا، إشارة إلى مدى تململ دوله من تراكم القضايا التي باتت تؤرق دول الاتحاد كاللاجئين والأمن والإرهاب، ويؤشر كذلك على اتفاق الاتحاد مع دي مستورا في مسألة ارتباط القضاء على الإرهاب بحل القضية السورية.

جيش موحد ضمن بنود الوثيقة المشتركة

أفاد نشطاء ودبلوماسيون أن دي ميستورا يضع اللمسات النهائية على وثيقة للمشاركين في محادثات السلام تجمع نقاط الاتفاق المشتركة لكن من المرجح ألا تتطرق لقضية الانتقال السياسي المثيرة للخلاف.

وقال المبعوث الدولي يوم الثلاثاء إنه يسعى إلى التحقق مما إذا كانت هناك نقاط مشتركة بين الأطراف المختلفة. وإذا نجح في ذلك فإنه سيعلن هذه النقاط يوم الخميس.

وبيّنت رندا قسيس التي ترأس مجموعة معارضة تدعمها موسكو، أن دي ميستورا سيوزع وثيقة بالنقاط المشتركة التي يتم جمعها من ممثلي الوفود المختلفة. ومن بين النقاط إنشاء جيش سوري موحد في المستقبل لمكافحة الإرهاب وضمان أن تقوم سوريا على الديمقراطية بعيداً عن الطائفية.

كما قال رئيس “مجموعة القاهرة” المنضوية ضمن فريق مستشاري دي مستورا جهاد مقدسي أمس، المبعوث الدولي يعتزم إصدار وثيقة تتضمن “رؤية مشتركة محتملة”. وأضاف مقدسي للصحفيين بعد الاجتماع مع دي ميستورا في جنيف “سمعنا من السيد (ستافان) دي ميستورا أنه سيصدر وثيقة تتضمن رؤية مشتركة محتملة. ليست جاهزة بعد لكننا نعتقد أنها في الاتجاه الصحيح وتغطي الكثير من النقاط المهمة لمجموعة الرياض ومجموعة القاهرة ومجموعات موسكو.”

وأشار دبلوماسي غربي إلى أنه يعتقد أن وثيقة دي ميستورا الجديدة محاولة لجمع وجهات النظر التي استمع إليها من الأطراف المختلفة خلال هذه الجولة من المحادثات.

لكن رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات أسعد الزعبي كان قد قلل من سقف الآمال مؤخراً، عندما قال إنه من الواضح أنه لا توجد نقاط اتفاق مع نظام الأسد، واتهمها بتجديد الحصار والقصف بالبراميل المتفجرة للمدنيين.

المصدر: مدار اليوم