الولايات المتحدة تضغط على روسيا بشأن مستقبل الأسد


موسكو/جنيف – رويترز — يتوقع أن يضغط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يتعلق برؤية بلاده للانتقال السياسي في مستقبل سوريا ومصير رئيسها بشار الأسد.

وفي ظل سريان الهدنة الهشة ومشاركة طرفي الصراع في مباحثات السلام بجنيف قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن كيري يرغب في “البدء بمناقشة القضية الأساسية” الخاصة بمستقبل الأسد.

وبينما تريد الولايات المتحدة للأسد أن يتنحى عن السلطة تقول روسيا إن للشعب السوري وحده أن يقرر مصير الرجل في صناديق الاقتراع ووقفت في وجه أي حديث عن تغيير النظام.

وسيعقد كيري مباحثات مع بوتين في الكرملين يوم الخميس في اجتماع رتب له بعد إعلان مفاجئ من الزعيم الروسي في الرابع عشر من مارس آذار الجاري بسحب جزئي لقواته من سوريا.

وقال المسؤول لدى وصول كيري إلى موسكو “الوزير يريد أن ينصت الآن لأفكار الرئيس بوتين.. عن الانتقال السياسي” في سوريا.

وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته “بالتأكيد ما نتطلع إليه وما سعينا له هو الطريقة التي سيتم بها الانتقال بسوريا من حكم الأسد.”

وبعد خمس سنوات من الصراع الذي أودى بحياة أكثر من ربع مليون شخص وسبب أسوأ أزمة لجوء في العالم أبرمت واشنطن وموسكو اتفاقا قبل ثلاثة أسابيع لوقف الأعمال القتالية وإيصال مساعدات إنسانية لمناطق محاصرة في سوريا.

وقال المسؤول بالخارجية الأمريكية إن الاجتماعات مع بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف ستركز على تقييم حالة الهدنة وستحاول “الوصول لاتفاق” بشأن إنهاء أعمال العنف وزيادة المساعدات الإنسانية.

* تهديد منفرد

خلال الأسبوع الحالي هددت روسيا بتحرك منفرد ضد من ينتهكون اتفاق الهدنة ما لم يتم التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة لتحديد طرق لرصد المخالفات للهدنة ومنعها.

واتهمت المعارضة السورية القوات الحكومية بحصار مناطق جديدة وتكثيف حملة إلقاء البراميل المتفجرة على مناطق مختلفة من البلاد.

وفي جنيف حيث مضى على طرفي الصراع أسبوع من المباحثات الرامية لإنهاء العنف رفض المسؤولون الحكوميون أي حديث عن مصير الأسد الذي يصر قادة المعارضة على ضرورة رحيله في إطار أي عملية انتقالية.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن مباحثات السلام السورية ستكون طويلة وشاقة وإن من المبكر جدا الحديث عن نفاد صبر أي من طرفيها.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا يوم الثلاثاء إنه يأمل في أن يمنح الاجتماع الأمريكي الروسي قوة دفع لمباحثات السلام التي يعرقل تقدمها الخلاف على قضية الانتقال السياسي.

لكن مسؤول الخارجية الأمريكي خفض سقف التوقعات لما قد يسفر عنه الاجتماع من أثر فوري على المباحثات التي ستتوقف يوم الخميس على أن تعقد الجولة التالية في أوائل أبريل نيسان المقبل.

وقال الناشط السوري جهاد المقدسي عن المباحثات إن دي ميستورا ينوي إصدار ورقة تتضمن “رؤية مشتركة محتملة.”

وقال وفد الحكومة السورية إن دي ميستورا قدم لهم وثيقة سيقومون بدراستها لدى عودتهم إلى دمشق. ولم يكشف عن أي تفاصيل بخصوص هذه الورقة.

لكن الأمم المتحدة قالت إن الحكومة السورية قدمت تطمينات شفهية باستمرار قوافل المساعدات في الدخول إلى ثلاث أو أربع مناطق تحاصرها القوات الحكومية.

وقال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن الأمم المتحدة حصلت على الضوء الأخضر لدخول ثماني أو تسع مناطق من 11 منطقة طلبت توصيل مساعدات لها من بينها ثلاث أو أربع مناطق محاصرة.

لكن هذه المناطق لا تشمل بلدة داريا -حيث قال برنامج الأغذية العالمي إن بعض السكان يأكلون العشب- أو بلدة دوما. والبلدتان قريبتان من دمشق.

* الهجوم على تدمر

في ميدان القتال ذكرت أنباء أن القوات الحكومية وحلفاءها تتقدم على حساب مقاتلي الدولة الإسلامية للوصول إلى مشارف مدينة تدمر التاريخية يوم الأربعاء.

وقال جندي سوري للتلفزيون المحلي في بث مباشر من محيط تدمر إن القوات الحكومية تقف على بعد أقل من كيلومتر واحد من المدينة وتأمل في استعادتها خلال ساعات من قبضة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف الجندي في بث مباشر للتلفزيون “نحن على بعد 850 مترا من مدينة تدمر والقوات إن شاء الله بعد ساعات قليلة ستعلن مدينة تدمر آمنة بالكامل.”

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن الجيش وميليشيا متعاونة معه حققا تقدما على التلال المحيطة بتدمر وعلى مفترق طرق “بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي داعش فيها.”

ويحاول الجيش السوري استعادة تدمر التي سيطرت عليها الدولة الإسلامية في مايو أيار لفتح طريق إلى محافظة دير الزور الشرقية التي يسيطر التنظيم على معظم أنحائها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات استعرت حول تدمر بعد سيطرة القوات الحكومية على تلة قريبة تحت غطاء جوي سوري وروسي.

وسحبت روسيا نحو نصف قواتها الجوية من سوريا وفقا لحسابات لرويترز استنادا للقطات تلفزيونية بعضها لم يتم بثه.

لكن موسكو أبقت عددا من القاذفات من نوع سوخوي-24 في قاعدتها الجوية باللاذقية ونشرت عددا من طائرات الهليكوبتر الهجومية المتقدمة وهذا يعني استمرار قدرتها على شن عدد أقل من الغارات في سوريا.

وقال مسؤولون غربيون إن الهليكوبتر الروسية ستنطلق من قاعدة شايرات الجوية الروسية في جنوب غرب حمص لتستخدم في تأمين المكاسب التي تحققت على الأرض ودعم الجيش الروسي في هجومه على الدولة الإسلامية في تدمر.