on
سهل الزبداني.. من سهل اخضر إلى أثاث للمنازل في الضاحية الجنوبية
عبد الوهاب أحمد:
يبعد سهل المنطقة حوالي كيلو متر واحد عن أماكن تواجد المدنيين في بلدتي مضايا وبقين، وبرغم بعد المسافة إلا أنك تسمع وترى بالعين المجردة وبشكل شبه يومي أصوات مناشير الحطب وأصوات الجرافات التي تقطع أشجار السهل، وعناصر وميليشيات حزب الله وهم يشوهون السهل الأخضر ويتلفونه عن بكرة ابيه.
عمل دؤوب على مدار اليوم، لتأتي شاحنات مع وقت الغروب ليتم تحميل الأشجار المقطوعة والجذور كلٌ على حدا، فالجذور تنقل إلى المعمورة وبلودان وسرغايا، ويتم بيعها عن طريق تجار لهم علاقات وارتباطات بمليشيات حزب الله.
أما الأشجار فتنقل إلى لبنان عن طريق سرغايا الشعرة متوجهة مباشرةً إلى الضاحية الجنوبية، حيث أقامت ميليشيات حزب الله مستودعاً كبيراً لهذه الأشجار، وتقوم ببيعه على دفعات للنجارين في المنطقة ليتم تقطيعه وتنشيفه ليصنع منه أثاث للمنازل، بحسب أشخاص تابعوا موضوع نقل الأخشاب وبيعها في لبنان عن طريق تاجر شيعي متعاون، ويصل سعر الطن الواحد من الخشب في لبنان إلى 1500 دولار أمريكي.
سهل الزبداني كان يحتوي على أكثر من 100 ألف تفاح وإجاص، تذهب تباعاً ضحية الجرائم التي ترتكبتها ميلشيات حزب الله بالسهل الشهير، ويروي لنا أحد الفلاحين عن سهل المنطقة أن كثيراً من أشجاره اشجاره يعود عمرها إلى أكثر من 50 عاماً، وأكثر من 6000 عائلة في المنطقة ( مضايا – بقين – الزبداني ) كان تعيش و بشكل اساسي على مردود المحاصيل الزراعية في المنطقة دون اي دخل آخر.
في العقد الأخير قبيل انطلاق الثورة السورية وصل صيت فاكهة المنطقة وخصوصاً تفاحها الى كل دول العالم حيث كان يصدر قسم كبير منه سنوياً الى دول الخليج و على رأسها السعودية و الامارات و قسم آخر الى دول الاتحاد الأوربي، يقدر انتاج سهل المنطقة سنوياً في العقد الاخير بأكثر من 200 ألف طن متنوع ما بين إجاص و تفاح و دراق.